22 فبراير 2025

|

23 شعبان 1446

Consultation Image

الإستشارة
  • المستشار : د رمضان فوزي
  • القسم : إيمانية
  • التقييم :
  • عدد المشاهدات : eye 16
  • رقم الاستشارة : 1087
20/02/2025

أنا شابة تعرفت على شاب، لمدة حوالي سنوات، ومشكلتي هي أني فقدت عذريتي، وأنا الآن أريد أن أعرف هي سيغفر لي ربي خطيئتي؟! ومن ناحية هذا الشاب الذي وقعت معه في الحرام، فإنه يريد مني أن أستمر معه في الفساد إلى أن يحين الوقت المناسب للزواج، فماذا أفعل؟. وأيضاً هناك شاب يتقرب مني فهل أصارحه بما وقعت فيه؟. علماً بأنني- والله يعلم- نادمة على كل شيء، وأنا الآن في استغفار دائم. ساعدوني ولو بنصيحة فأنا ضائعة، وللعلم فإنني من عائلة ميسورة الحال، ومتدينة، أريد أن تجيبوا على سؤالي بمنتهى السرعة، وجزاكم الله خيرا.

الإجابة 20/02/2025

أختي، أهلا وسهلا ومرحبا بك، نسأل الله أن يزيل جهلنا به وأن يعرفنا عليه وأن يهدينا سواء السبيل. آمين.

 

أختاه تقولين إنك تعرفت على شاب حوالي سنوات وأنك فقدت عذريتك، وأعتقد أنك تقصدين بعذريتك هنا "غشاء بكارتك" كما هو متعارف عليه عندنا جميعا؛ فهو أول ما ينصرف إليه الذهب حينما يذكر هذا المصطلح "العذرية".

 

وأتخيل أنك لو لم تفقدي هذا الغشاء لما أحسست بالخطر، ولما شعرت أنك تعصين الله، وربما استمررت على ما أنت فيه مع الشباب، ما داموا بعيدين عن "عذريتك" كما تظنين، ولكن نسأل الله أن يجعلنا ممن يحسنون الظن بعباده.

 

اعلمي أختي أنك فقدت عذريتك من أول لحظة سمحت لهذا الشاب أن يقترب منك، وأن يختلي بك، وأن تعطيه الفرصة ليستدرجك إلى هذا المستنقع الآسن. فمفهوم العذرية أوسع وأشمل بكثير من هذا الغشاء الذي ربما يتهتك ويزال في بعض الأحيان بمجرد تعرض الفتاة لحادث عارض أو ممارستها بعض أنواع الرياضة، دون أن يقترب منها شاب أو تعطي الدنية في نفسها. فهل تستوي هذه الفتاة مع أخرى لعوب مستهترة ولكنها خوفا من الفضيحة حرصت على هذا الغشاء؟!.

 

أختاه إذا كانت "العذرية" هي هذا الغشاء فلتهنأ البغايا والعابثات؛ فهذه العذرية الآن يمكن ترقيعها عند طبيب فَقَدَ شرف مهنته مقابل مبلغ من المال!.

 

أختاه أما وقد حدث ما حدث، وسبق السيف العزل؛ فعلينا أن ننظر الآن للمستقبل وأن نحاول تضميد بعض الجراح، ولعل الله عز وجل جعل الخير فيما حدث حتى تفيقي لنفسك وتعودي لربك.

 

لقد شعرت من كلامك أنك على وعد بالزواج من هذا الذئب – أقصد الشاب- ولا أدري هل هو خاطب لك بصورة رسمية من أهلك، أم هو وعد قطعه على نفسه أمامك حتى تستمري معه في غيه وفساده؟.

 

على العموم، الأمر لن يختلف كثيرا؛ فما عليك الآن إلا أن تفاصلي هذا الشاب وتصارحيه بخطأ ما كنتما عليه، وأن تظهري أمامه عزمك وتصميمك على عدم العودة لمثله أبدا، ولا يغرنك وعوده وإغراؤه لك.

 

فثقي يا أختي أن هذا الشاب لن يتزوج منك أبدا، ولن يرضى بمن أعطته نفسه رخيصة وفرطت في عرضها بسهولة أن تكون زوجة له تحمل اسمه واسم أبنائه، ويستأمنها على عرضه وبيته؛ فهو مقتنع في قرارة نفسه أن من فرطت مرة ستفرط مرات ومرات.

 

وحتى إن كان صادقا معك، وتزوجك، فاعلمي أن حياتكما ستكون جحيما بعد ذلك؛ ففي كل كبيرة وصغيرة سيذكر لك ما كان بينكما، وسيشك في كل تصرف وفعل تقومين به، وسيكون موقفك تجاهه هو نفس الموقف؛ فتكون حياة ملطخة بأدناس الماضي، تحيطها الشكوك ويغلفها الريب والتربص.

 

تذكرين أيضا أن هناك شابا آخر يتقرب منك، وتسألين: "هل أصارحه؟ هل أعلمه؟"، لا أدري أختاه مَن هذا الشاب الذي يتقرب منك مرة أخرى؟ ولماذا يتقرب منك؟ هل وجد في سلوكك وتصرفات ما يوحي بأنك "لعوب" فأراد هو الآخر أن يأخذ نصيبه من اللذة والمتعة معك، ثم يرميك بعد أن يقضي وتره، ويشبع رغبته؟!.

 

ثم بماذا تريدين أن تصارحيه وأن تعلميه؟! هل تريدين أن تخبريه بأنك فقدت عذريتك مع آخر؛ حتى يزداد هو تصميما على أن ينال منك؟ لا أدري كيف تفكرين وماذا تريدين؟

 

أختاه ما عليك الآن إلا أن تقطعي هذا العلاقات المشبوهة وأن تنضبطي بضوابط الإسلام في التعامل مع الآخر، واتركي الماضي خلف ظهرك، ولا عليك بهذا الشاب الذي أخطأت معه، واحذري أن يستخدم ماضيك كورقة ضغط عليك لتستمري معه فيما هو فيه، وثقي أنه إن هددت بذلك فلن يستطيع التنفيذ لأنه سيفضح نفسه معك؛ فلن يلجأ لهذا إذا كان أحمق لا يعي.

 

واعلمي أختي أن فضيحة الدنيا ونارها أهون كثيرا من فضيحة الآخرة وعذابها، وهناك الكثير ممن وقعن في هذه المعصية ثم جئن مقرات معترفات بذنبهن ليقام عليهن الحد، غير مكترثات بما سيقال عنهن.

 

ولكن الآن لا يوجد من يقيم الحدود؛ فتوبي بينك وبين ربك، وأخلصي في توبتك، واغسلي ذنوبك بدموع الندم والخوف من الله. واعلمي أن المجتمع لا يرحم ولكن الله وحده هو الغفور الرحيم؛ فليكن توجهك إليه وقصدك كله هو إرضاؤه؛ فهو الغفور الرحيم.

 

وأختم معك بقوله تعالى: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لاَ تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللهِ إِنَّ اللهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ * وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لاَ تُنْصَرُونَ * وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنْتُمْ لاَ تَشْعُرُونَ * أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطَتُ فِي جَنْبِ اللهِ وَإِن كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ * أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللهَ هَدَانِي لَكُنْتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ}.