الإستشارة - المستشار : د. موسى المزيدي
- القسم : إدارية
- التقييم :
- عدد المشاهدات :
32 - رقم الاستشارة : 1215
06/03/2025
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، مرت أيام من شهر رمضان، وأحاول أن أضبط الميزانية المالية فيه من طعام وشراب، فضلا عن شراء ملابس العيد ومصاريف واحتياجات أيام العيد لأسرتي، علمًا أن الأولاد مطالبهم في رمضان كثيرة، وقد خرجت الأمور عن السيطرة.. فأشيروا عليّ كيف أدير ميزانية رمضان والعيد؟
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وكل عام وأنتم بخير، أشعر بك -أخي الكريم- وبمدى العبء الذي يقع عليك، ولست وحدك أخي في ذلك بل يشاركك فيه الكثير من الناس الذين يحاولون تدبير احتياجات أسرهم أولادهم وإسعادهم، وفي الوقت نفسه القدرة المالية لهم لا تسمح وتخرج الأمور عن السيطرة...
بداية –أخي- فإدارة الميزانية في رمضان تحتاج إلى تخطيط جيد لتجنب الإسراف وضبط المصاريف، خصوصًا مع ارتفاع الأسعار وزيادة النفقات على الطعام والولائم فضلا عن مسلتزمات العيد من ملابس وغيرها.
وإليك أخي الكريم بعض النصائح العملية التي ربما تعينك على هذا الأمر:
أولا: إعداد ميزانية مسبقة قبل الشهر
وعليك أن تراعي الآتي:
* حدِّد دخل الأسرة خلال الشهر.
* قسِّم الميزانية إلى أقسام رئيسية (طعام، صدقات، فواتير، مستلزمات العيد... إلخ).
* اجعل أولوية الإنفاق للأمور الأساسية (الغذاء، الفواتير، الصدقات).. ولا تنس الصدقات وزكاة الفطر، فهي تبارك في مالنا وطعامنا ويظهر أثر ذلك في حياتنا.
ثانيًا: ضبط مصاريف الطعام
عند شراء احتياجات المنزل من الأطعمة والخضراوات عليك أن تضع في ذهنك هذه الأشياء:
* تسوّق من أماكن توفر عروض رمضان، لكن بحذر دون شراء أشياء غير ضرورية.
* تابع التخفيضات على المنتجات الأساسية وتخزينها إن لزم الأمر.
* لا تشترِ بكميات زائدة عند التسوق، والتزم بقائمة محددة.
* خفّف من شراء المشروبات الرمضانية الجاهزة، واستبدل بها عصائر منزلية صحية وأرخص.
* تجنب الإنفاق العاطفي، مثل شراء أشياء لا تحتاجها لمجرد الشعور بأجواء رمضان.
وعند إعداد الطعام وبعد تناوله، لا بد أن تراعي:
* الطبخ بذكاء: لا تحضّر كميات كبيرة تُرمى لاحقًا، وركّز على أطباق مغذية وبسيطة.
* استغلال بقايا الطعام في وجبات اليوم التالي بدلاً من رميها.
ثالثا: تجنب الولائم المكلفة
من الأمور التي اعتاد عليها الناس إقامة الولائم ودعوات الإفطار في رمضان، فهي تقوي الروابط الاجتماعية والأسرية، ولكن أخي الكريم عليك أن تراعي فيها:
* أن لا تبالغ في إفطارات رمضان، يمكن تنظيم إفطارات مشتركة مع الأصدقاء أو العائلة لتوزيع التكاليف.
* اجعل إفطارات وولائم رمضان متوازنة، بحيث تكون متنوعة ولكن بلا إسراف.
* يمكن إعداد بعض الأطباق في البيت بدلاً من طلبها من المطاعم لتوفير المال.
رابعا: التحكم في نفقات العيد
نأتي إلى ملابس ومصاريف العيد، وهي تحتل مكانة كبيرة لدينا لإسعاد أولادنا وعائلاتنا، والتعبير عن حبنا لهم وليشعروا ببهجة العيد، وتشجيعا لأطفالنا الصغار لالتزامهم بالصيام والقيام في رمضان؛ وعليك -أخي- أن تلتزم بالآتي قدر الإمكان:
* خصّص جزءًا من الميزانية لمصاريف العيد (ملابس، حلويات، عيديات).
* اشترِ الملابس والهدايا مبكرًا لتجنب الأسعار المرتفعة في اللحظات الأخيرة.
* الاستفادة من العروض والخصومات على الملابس.
* ركّز على العيديات الرمزية بدلاً من المبالغة فيها.
ختامًا:
رمضان شهر بركة وليس شهر إسراف. بالتخطيط الجيد، يمكنك الاستمتاع بأجوائه دون إرهاق ميزانيتك. المهم هو ضبط الأولويات، والإنفاق بحكمة، وتذكّر أن التوفير لا يعني البخل، بل إدارة المال بطريقة ذكية.. أعانك الله وتقبل منك طاعتك، وكل عام وأنتم بخير.