Consultation Image

الإستشارة 17/05/2025

أنا طالب في الثانوية وأبلغ من العمر 15 سنة، وقد لاحظت أن زميلي في الفصل بعيد عن الدين، وأريد أن أدعوه إلى الإسلام وأرشده إلى طريق الحق. لكنني لا أعلم كيف أبدأ وكيف أتناول هذا الموضوع معه بشكل مناسب لسننا وحالتنا الدراسية. فكيف يمكنني دعوته بطريقة مؤثرة؟ وأي أسلوب من الأساليب أستخدمه لتكون الدعوة مؤثرة وقابلة للقبول؟

الإجابة 17/05/2025

الحمد لله الذي جعلنا من أمة محمد ﷺ، وهدانا إلى صراطه المستقيم، أما بعد:

 

فإن الدعوة إلى الله هي شرف عظيم وتكليف في نفس الوقت، وكل مسلم مسؤول عن نشر الخير. وما أجمل أن يبدأ الإنسان في هذا الطريق وهو في سن مبكرة، لأن الشباب هم أمل الأمة، وعطاءاتهم قد تكون كبيرة إذا وجهت بشكل صحيح.

 

لذلك إليك بعض النقاط التي قد تساعدك في دعوة زميلك بطريقة مؤثرة:

 

1. ابدأ بالقدوة الحسنة: كما قال النبي ﷺ: (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق)، كون قدوة لزميلك في سلوكك وتصرفاتك. عندما يرى منك الالتزام بالصلاة، الأدب، والصدق، سيشعر بالفرق وسيتساءل عن سبب تمسكك بهذه القيم.

 

2. اختيار الوقت والمكان المناسب: احرص على اختيار وقت ومكان مناسبين لفتح هذا الموضوع معه. يمكن أن تبدأ محادثتك بشكل عفوي في فترات استراحة أو أثناء الأنشطة المدرسية، لكن دون ضغط عليه. اجعل الحوار غير رسمي ليشعر بالراحة.

 

3. ابدأ بالأسئلة وليس بالنقد: إن أحد أفضل أساليب الدعوة هو طرح الأسئلة التي تدفع الشخص للتفكير. يمكنك سؤاله عن أفكار ومعتقدات مختلفة، مثل: "هل فكرت يومًا في معنى الحياة؟" أو "ما رأيك في هذا الكون؟". دعوة الإسلام تبدأ بالتفكير والوعي، وليس بالجدل.

 

4. استخدم السور والآيات البسيطة: استخدم آيات من القرآن الكريم تتناسب مع تفكير الشاب، كقوله تعالى: ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ﴾ فإن هذه الآية توضح الهدف الأسمى للإنسان، وهو العبادة والتوجه لله. هذا يمكن أن يكون مدخلًا جيدًا للحديث عن الدين.

 

5. كن صبورًا ومتفهّمًا، وتذكر أن الدعوة تحتاج إلى صبر. قد لا يتقبل زميلك الدعوة في البداية، لكن ذلك لا يعني ألا تُكمل في محاولاتك. عندما تجده يرد باستهزاء أو سؤال، لا ترد بعنف أو شعور باليأس، بل حاول أن تفتح المجال لأسئلة جديدة.

 

6. استفد من القصص والدروس: يمكنك أن تروي له قصصًا مؤثرة عن الصحابة أو شخصيات معروفة دخلت في الإسلام بسبب الهداية أو بسبب فكر عميق. القصص لها تأثير قوي على القلوب، خاصة إذا كانت تحمل دروسًا وفوائد.

 

7. عرض الكتب والمصادر المناسبة: يمكنك أن تعرض عليه بعض الكتب البسيطة التي تشرح الإسلام بشكل ميسر أو بعض الفيديوهات الدعوية التي تتحدث عن قيمة الإسلام في حياة الشباب.

 

ولا تنس الآتي:

 

* لا تتعجل في النتائج؛ فالدعوة تحتاج إلى وقت وأحيانًا يكون له تأثير غير مباشر في بداية الأمر.

 

* احرص على متابعة أحوال زميلك بين الحين والآخر، وكن دائمًا متعاونًا وداعمًا له في أي موضوع يتعلق بالدين.

 

* حافظ على أخلاقك الحميدة أمامه وتجنب أي نوع من الجدال الحاد أو المعاملة السيئة.

 

* ابحث عن أوقات مناسبة للتحدث عن المواضيع الدينية كرمضان، الحج، أو أي مناسبة دينية قد تفتح الحوار بشكل طبيعي.

 

وأخيرا فإنّ الدعوة إلى الله شرف عظيم، والحديث عن الحق بأسلوب حكيم وتواضع سيجعلك تفتح قلوب الناس. كن صبورًا واثقًا، ولا تنس أن النجاح في الدعوة بيد الله وحده، فاستعن بالله ولا تعجز.

الرابط المختصر :