Consultation Image

الإستشارة 16/03/2025

امرأة أسلمت وبقي والداه على الكفر فهل يجوز لها الخلوة معهما ، وما حكم أن تضعه ثيابها أمامهم

 

الإجابة 16/03/2025

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وآله وصحبه وسلم، وبعد:

 

ففي المسألة خلاف بين الفقهاء والرأي الراجح أن عورة المرأة المسلمة أمام محارمها غير المسلمين، هي عورتها أمام محارمها المسلمين إذا أمنت الفتنة لا فرق، وقد كانت نساء النبي يدخلن عليهن النساء غير المسلمات وما أمرهم النبي –صلى الله عليه وسلم- بالحجاب، وقد دخل أبو سفيان على ابنته أم حبيبة زوجة النبي – صلى الله عليه وسلم – ولم يأمرها النبي بالحجاب.

 

سئل علماء اللجنة الدائمة :

 

هل يجب الحجاب عن المرأة الكافرة، أو تُعامل كما تُعامل المرأة المسلمة؟

 

فأجابوا :فيه قولان لأهل العلم، والأرجح: عدم الوجوب؛ لأن ذلك لم يُنقل عن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم، ولا عن غيرهن من الصحابيات حين اجتماعهن بنساء اليهود في المدينة والنساء الوثنيات، ولو كان واقعًا لنُقل كما نُقل ما هو أقل منه .

 

وقالوا :لا مانع من كشف المرأة وجهها عند المرأة، مسلمة كانت أو كانت كافرة؛ لأنها لم تُؤمر بستر وجهها إلا عن الرجال الذين ليسوا من محارمها، قال تعالى: (وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ لِبُعُولَتِهِنَّ) إلى قوله سبحانه أَوْ نِسَائِهِنَّ الآية، فأمرها الله سبحانه بضرب الخمار على وجهها عن الرجال ما عدا المحارم المذكورين في الآية، أو مَن بينها وبينهم رضاعة محرمة كما في الآية الأخرى .

 

والمراد بالنساء في الآية: جميع النساء المسلمات وغير المسلمات.

 

ويقول سماحة المستشار الشيخ فيصل مولوي-رحمه الله تعالى- نائب رئيس المجلس الأوربي للبحوث والإفتاء:–

 

وقد رجّح الرازي والآلوسي وابن العربي أنّ كلمة (نسائهنّ) تعني جميع النساء، وليس فقط المسلمات، وحملوا رأي السلف على الاستحباب.

 

ومال إلى هذا الترجيح الدكتور عبد الكريم زيدان في كتابه (المفصل في أحكام المرأة)، وبعد أن ذكر أدلّة الحنابلة المذكورة آنفاً أضاف إليها: إنّ القول بحجاب المرأة المسلمة عن الكافرة يحتاج إلى دليل من نصّ صريح أو قياس صحيح.

 

أمّا النصّ الصريح فلا وجود له، لأنّ قوله تعالى: (.. أو نسائهنّ ..) يحتمل التفسيرين كما ذكرنا. ومع الاحتمال يبطل الاستدلال. أمّا القياس الصحيح فلا يوجد أيضًا، فليس من القياس الصحيح مساواة غير المسلمة بالرجل الأجنبي، من جهة النظر إلى المسلمة ووجوب الحجاب عليها، للفرق الواضح بين الأجنبي وهو رجل وبين غير المسلمة وهي أنثى.

 

الخلاصة: إنّي أرى جواز انكشاف المرأة المسلمة أمام غير المسلمة بمقدار ما تنكشف أمام المرأة المسلمة وهو رأي الحنابلة، وكثير من الشافعية والحنفية والمالكية.

 

والله تعالى أعلى وأعلم

الرابط المختصر :