الإستشارة - المستشار : أ. فاطمة عبد الرءوف
- القسم : أسرية
- التقييم :
- عدد المشاهدات :
98 - رقم الاستشارة : 1699
21/04/2025
عاوزة اخد رايكم في حاجة في ازاي اتعامل بعد الجواز مع جوزي واهله في حالة ان سلفتي الكبيرة رايها مسموع وكلهم بيعملولها حساب وبيحترموها وهي بتتعامل معايا كويس بس بترسم شخصية جدا قدامي وبتفضل تتكلم ع المظاهر والماديات وكدة بس لحد دلوقتي بتتعامل كويس وللاسف واخدة ع جوزي وسلايفي كلهم عشان ماهي كبيرة وجوزي اصغر واحد فبتتعامل كانها اخته الكبيرة.
واللي بيضايقني اكتر ان جوزي بيعملها حساب جدا وواخدة كل اللي في البيت تحت جناحها، فاتعامل ازاي ونفسي يكون عندي خصوصية في بيتي ويكون فيه حدود، والفكرة ان جوزي شديد شوية وعصبي شويتين، وانا كمان للاسف بتعصب وبقفل لما يحصل حاجة تزعلني ومعرفش أفرد وشي بسهولة فخايفة من كدة لان جوزها هادي او يبان هادي.
وهي بتعرف تتعامل اوي يعني بتدي لجوزها وضعه وهو بردو وبيجيبها معايا في اي مشوار بروحه للقاعة والكلام دا وزي ما قولتلكوا لحد دلوقتي بتتعامل كويس بس انا بردو خايفة منها ومش حابة اللي بيحصل دا كله.
ابنتي الكريمة، أهلاً وسهلاً ومرحبًا بك على صفحة البوابة الإلكترونية للاستشارات الخاصة بمجلة المجتمع.
يبدو لي من كلامك أن عقلك ممتلئ بكثير من المخاوف؛ فهناك ثقافة سائدة تعمل على تخويف الفتاة من عائلة الزوج خاصة النساء منهن بالتأكيد الحماة لها النصيب الأكبر ثم أخوات الزوج البنات وعلى نفس الدرجة السلايف، فإذا كان المثل الشعبي وصف الحما "الحماة" بأنها عمى؛ فالمثل الشعبي أيضا يقول: (مركب الضراير سار ومركب السلايف غار).
فيبدو لي من كلامك أن عقلك متشبع بمثل هذه الأفكار، فعلى الرغم من أن سلفتك لطيفة معك ولم يصدر عنها ما يسيء إليك لكنك متحفزة ضدها.. مترقبة ما سيصدر عنها ومتوقعة أن سيكون منها أذى.. وطبيعي إذا استمر تفكيرك على هذا النحو أن أي موقف غير مقصود منها ويحتمل الخطأ سترينه خطأ فادحًا؛ لأن هناك حالة من التربص تجاهها..
لا تغضبي من كلماتي فأنا لست ضدك وإنما أحاول أن أجعلك تنظرين للمشكلة بموضوعية وبعيدًا عن منظورك الشخصي.
أنت دخلت لهذه العائلة وفي ذهنك (بصورة واعية أو لا واعية) كثير جدًّا من القصص والحكايات التي استمعت إليها والتي تحذرك من عائلة الزوج وتلك التي تحذر من السلايف؛ فأنت خائفة من جهة وغير قادرة على الثقة بها، وتشعرين أن خلف الوجه الطيب وجهًا آخر شرير.. إنك تشعرين أنها شخصية مزيفة وتحاولين إثبات ذلك لنفسك أولا.
أيضا شعرت برياح الغيرة العاصفة تهب على قلبك من هذه المرأة؛ لأن الجميع يحترمها ويقدرها حتى زوجك يعتبرها بمثابة أخته الكبرى.. ليس هذا فحسب فأنت تقارنين علاقتها بزوجها بتصورك عن شكل العلاقة مع زوجك المستقبلي؛ فزوجها شخصية هادئة ويمنح زوجته كل التقدير ويمكن أن نقول إنه داعمها الأكبر الذي جعل الجميع يقدرها، وهي أيضًا شخصية بالغة الذكاء الاجتماعي، فاستطاعت احتواء الجميع، وهي حريصة أيضًا على احترام زوجها ومنحه كل التقدير اللازم، بينما أنت خطيبك عصبي، والمشكلة أنك أنت الأخرى شخصية انفعالية لا تجيدين الاحتواء وغضبك وانفعالك يظهر على تعبيرات وجهك فتبدو مغلقة متجهمة؛ لذا فأنت خائفة من هذه المقارنة، سواء من جهة زوجك أم أهله.
أتعلمين يا ابنتي الغالية والتي أرجو أن يكون صدرها قد اتسع لتحليل المشكلة بشكل صريح، فهو وإن كان مؤلما بعض الشيء إلا إنه يضع لك الأمور في وضعها الطبيعي.
حبيبتي، مشكلتك الحقيقية ليست مع هذه المرأة التي لم تري منها حتى هذه اللحظة إلا كل خير، مشكلتك الحقيقية مع نفسك؛ فأنت بحاجة لعملية تدريب وصقل مهارات حتى تستطيعي أن تتخلصي من انفعالاتك الزائدة وردود فعلك الحادة، وهو أمر ممكن لو وضعته كهدف استراتيجي لك أو كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إنما العلم بالتعلم وإنما الحلم بالتحلم".
فبدلا من التخوفات غير المنطقية من سلفتك.. تلك التخوفات التي تشغل تفكيرك أريدك أن تنشغلي بالوصول لأفضل نسخة ممكنة من شخصيتك.
عليك أن تخافي من عدم قدرتك على احتواء زوجك فتعملي على تنمية مهارات الذكاء العاطفي والاجتماعي عندك بدلا من أن تخافي من عقد المقارنات بينك وبين سلفتك.. بل أريدك أن تتعلمي منها، فليس في هذا ما يقلل منك، والشخص الذكي هو من يلتقط نقاط القوة لدى الآخرين ويتأملها ويتمثلها.
بقيت نقطة أخيرة وبالغة الأهمية، وهي كيف تحافظين على الحدود.. كيف تحافظين على خصوصيتك في هذه العائلة؟
الحقيقة أنه لا تعارض بين العلاقات الدافئة وبين الحفاظ على الخصوصية في الوقت ذاته، فقط أنت بحاجة لمهارات الذكاء العاطفي وبحاجة أيضًا للمرونة في التعامل.
على سبيل المثال دعوة غداء في بيت العائلة أو عند سلفتك لماذا ترفضين؟ اذهبي وشاركي وتفاعلي وحاولي أن تقضي وقتًا ممتعًا.. تم مدح سلفتك أمامك هذا لا ينتقص منك في شيء ويمكنك أن تمدحيها أنت أيضا هكذا ببساطة.
شعرت أنها تبالغ في مدح نفسها أو يبالغ الآخرون في ذلك أو شعرت بالانزعاج لأي سبب، اكتفي بالابتسامة وغيّري مجرى الحديث بهدوء.
أما إذا شعرت أن هذه الزيارات كثيرة ومتكررة أو أنك غير راغبة فيها فارفضي بطريقة مهذبة، وقدمي مبررًا منطقيًّا لزوجك ولا يكون تبريرك فيه نقد لأهله وزوجة أخيه بل امدحيهم أمامه وبعد ذلك قولي ولكن.. ثم قدمي اعتذارك بطريقة أنيقة.. ولا تغلقي الباب تمامًا وهذه هي المرونة فيمكنك أن تقبلي بعضها (خاصة إذا شعرت بإصرار زوجك) ورفض البعض الآخر.
وأخيرًا أريد أن أهمس في أذنك كلما نجحت في بناء علاقة عميقة مع زوجك أحب أن يقضي وقته بصحبتك.. وكلما شعر برقتك وطيبة قلبك وحسن ظنك بمن حولك فتح قلبه لك أكثر.. وكلما شعر برجاحة عقلك وتهذيبك في عرض وجهة نظرك شاركك ما يفكر به.. فإذا فضّل قضاء وقته بصحبتك وفتح لك قلبه وشاركك أفكاره فستنعمين بعلاقة زوجية جميلة وخصوصية هادئة.. أسعد الله قلبك وأتم زواجك على خير.