الإستشارة - المستشار : د. رجب أبو مليح محمد
- القسم : فقهية
- التقييم :
- عدد المشاهدات :
37 - رقم الاستشارة : 1189
04/03/2025
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، مأذا أفعل زوجي أصر أن يقوم بعلاقة معي وقت أذان الفجر فرفضت واستمررت في الرفض حتى قام بذلك رغما عني، علما أنني منعته وصرخت فتعارك معي بشدة، وأنا منهارة بسبب ذلك.. فما الحكم الشرعي؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه وبعد:
فنسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يهدي زوجك، وأن يطهر قلبه حتى يكون وقّافًا عند حدود الله تعالى، فقد كان أمامه الليل بطوله يمارس فيه حقه الشرعي بطيب نفس منك، لكنه ترك الحلال، وأصر على الحرام وتعدى على حرمات الله تعالى ليفسد صومه وصومك!
ونسأل الله لكي العون وأن يتقبل منك مجاهدة نفسك ونفسه الأمّارة بالسوء، وما دمت بذلت جهدك في منعه وغلبك على نفسك فلا إثم عليك، وإنما الإثم عليه وحده، نسأل الله له الهداية.
وعلى زوجك التوبة النصوح إلى الله تعالى بالندم على هذا الذنب وعدم العودة إليه أبدًا، ثم عليه قضاء هذا اليوم مع الكفارة، وهي عتق رقبة فإن لم يجد كما هو الحال الآن فيصوم شهرين متتابعين، فإن لم يستطع فيطعم ستين مسكينًا، والجمهور على أن هذه الأشياء جميعا على الترتيت، ويرى المالكية أنها على التخيير، وفي حال زوجك الذي لم يصبر على الجماع في نهار رمضان فهو أعجز عن هذا في غيره، فعليه الإطعام بعد القضاء والتوبة إلى الله.
ودليل وجوب الكفارة على من أفطر بالجماع في نهار رمضان حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: هلكت يا رسول الله, قال: وما أهلكك؟ قال: وقعت على امرأتي في رمضان قال: هل تجد ما تعتق به رقبة؟ قال: لا، قال: هل تستطيع أن تصوم شهرين متتابعين؟ قال: لا، قال: فهل تجد ما تُطعم ستين مسكينًا؟ قال: لا، قال ثم جلس، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم بعرق فيه تمر، قال: تصدق بهذا قال: فهل على أفقر منا! ما بين لاَبَتيْها أهل بيت أحوج إليه منا؟ فضحك النبي صلى الله عليه وسلم حتى بدت نواجذه, وقال: اذهب فأطعمه أهلك (رواه الجماعة).
والله تعالى أعلى وأعلم