Consultation Image

الإستشارة 23/02/2025

مع حكم الصيام بعد منتصف شهر شعبان هل الصيام في النصف الثاني من شعبان مكروه أو محرم أو جتائز ، وشكر الله لكم

الإجابة 23/02/2025

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد:

 

فقد اختلف الفقهاء حول مسألة الصيام في النصف الأخير من شعبان فمنهم من أجازه ومنهم من منعه، وما نرجحه للفتوى جواز ذلك خاصة لمن كانت له عادة، كأن يصوم يوم الاثنين والخميس من كل شهر أو غير، المهم ألا يصوم يوم الشك، لورود النهي عن ذلك.

 

وسبب الاختلاف ما رواه أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إذا انتصف شعبان فلا تصوموا حتى يكون رمضان".

 

وقد اختلف العلماء في هذا الحديث:

 

فصححه بعضهم وضعفه الآخرون، فالذين صححوه منعوا الصيام، وقد أخذ بهذا الحديث الشافعية وبعض الحنابلة فقالوا: لا يصام بعد النصف من شعبان، إلا لمن كان له عادة بالصيام، كمن يصوم يومًا ويفطر يومًا، ومن اعتاد أن يصوم الاثنين والخميس، وصيام القضاء والنذر ونحو ذلك.

 

ولم يأخذ الجمهور بهذا الحديث وردوه بأحاديث منها:

 

1- ما رواه أبو  هريرة في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا تقدموا رمضان بصوم يوم أو يومين، إلا رجلاً كان يصوم صومًا فليصمه".

 

2- ما روته  عائشة في الصحيحين قال: "ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم استكمل صيام شهر قط إلا رمضان، وما رأيته في شهر أكثر صيامًا منه في شعبان"، زاد البخاري في رواية: "كان يصوم شعبان كله"، ولمسلم في رواية: "كان يصوم شعبان إلا قليلاً"، وفي رواية للنسائي: "كان أحب الشهور إليه أن يصومه شعبان كان يصله برمضان".

 

والراجح هو الرأي الثاني لكثرة أدلته وصحتها، وأن الأصل هو صحة الصيام في كل شهور السنة إلا ما ورد الدليل الصحيح على منعه.

 

والله أعلم