23 فبراير 2025

|

24 شعبان 1446

Consultation Image

الإستشارة
  • المستشار : د. أميمة السيد
  • القسم : تربوية
  • التقييم :
  • عدد المشاهدات : eye 270
  • رقم الاستشارة : 604
07/01/2025

أنا أم لخمسة أبناء، كبروا في الكليات وعندي ولد صغير تسعة أعوام ولكنه لا يحب استذكار دروسه، أنا أحاول معه لأعلمه ولكن هو مشغول بشيء واحد وهو انه يصلح الأشياء والأجهزة الصغيرة المتعطلة وذكي جدا في تركيب أي شيء مفكك أو تالف ويقوم بعمل اختراعات صغيرة، لكن للأسف مشغول جدا بالأمر ده، كيف أتصرف معه؟؟

الإجابة 07/01/2025

 

بسم الله ما شاء الله ولا قوة إلا بالله، اطمئني غاليتي وأبشري، فإن ابنك صبي متميز، نعم فليس بالضرورة أن يكون الشخص مميزًا في المراحل الدراسية ومتفوقًا في نتائج اختبارات مقرراتها، لكي يكون متميزًا ومتفوقًا، فإن كل شخص له ميول واهتمامات مختلفة عن الآخر، كما أنه ليس من الضروري أن ينشأ الإنسان في بيئة متكافئة مع إخوته وأقرانه ليصبح نموذجًا آخر منهم، فليس من العدل أن تقارني ابنك الأصغر بإخوته على الإطلاق، مهما تقاربت مراحلهم العمرية أو ابتعدت، فلكل منهم جهازه العصبي المستقل وكيانه الوجداني الخاص به وميوله وكذلك كيفية أداء حواسه...

 

عليك بتنمية وإعلاء الجانب العملي والإيجابي في شخصيته، ادعميه وشجعيه على أن يبتكر دائمًا أشياء مفيدة، طالما تستهويه تلك الأشياء...

 

تعاوني أنت وإخوته في دعمه وتعزيز ثقته بنفسه، استثمروا أول فرصة نجاح أو مناسبة خاصة به وقوموا بإهدائه حقيبة معدات لإصلاح الأشياء المعطلة، وإن كانت لديكم أشياء تالفة وأنتم في غنى عنها، فشجعوه على إصلاحها، مع تشجيعه أيضًا على استذكار دروسه ومقرراته، وادعميه دائما بكلمات إيجابية مشجعة ومحملة برسائل مضمونها: أنك تحبينه وتتمنين له الخير وأن يصبح مخترعًا كبيرًا أو عالمًا من العلماء، ولكن فرصته ستكون أكبر لتحقيق ذلك والوصول إليه لو اهتم بدراسته والمواد المقررة عليه.

 

ساعديه على تنظيم وقته وعمل جدول يرتب حياته اليومية والأسبوعية أو الشهرية، وعلى إخوته دور مهم أيضًا في تعريفه على الأسلوب الأمثل للمذاكرة السليمة وسبل النجاح والتفوق، فقد يكون لم يتلق منكم كل هذه الأساسيات، حببوا إليه التعليم والثقافة وكثرة الاطلاع فهو ما زال في بدايات المراحل الدراسية التأسيسية والفرصة أمامكم كبيرة لنتائج طيبة إن شاء الله.. على أن تكون هذه التصرفات من جانبكم معه، بكل هدوء وحب واحتواء وبدون عصبية أو انفعال...

 

وتجنبي مقارنته بالآخرين من أقرانه، وتجنبي أيضًا انتقاده ولومه المستمر لتفضيله المهنية على التعليم، بل ليس عيبًا على الإطلاق أن يلتحق بالتعليم المهني المتميز والذي يمكنه أن يجتهد فيه حتى يؤهله لدخول إحدى الكليات المميزة، افعلي كل هذا ثم اتركي الأمر لله تعالى وحده من قبل ومن بعد فهو وحده عز وجل من سيختار له الأفضل لمستقبله، فالمستقبل بيده سبحانه...

 

بارك الله في صغيرك وإخوته وحفظهم وأقر عينيك به وهو من كبار علماء الأمة النافعين لها.