Consultation Image

الإستشارة
  • المستشار : د. موسى المزيدي
  • القسم : إدارية
  • التقييم :
  • عدد المشاهدات : eye 32
  • رقم الاستشارة : 2021
20/05/2025

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، دكتور، كيف يضاعف الإنسان ويفجر قدراته في طريق التميز، لينطلق في حياته من نجاح إلى نجاح؟

الإجابة 20/05/2025

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أهلاً ومرحبًا بك أخي الفاضل على موقع استشارات المجتمع، وبعد:

 

فإننا قد مررنا بمرحلة اكتشاف الذات، ثم بعد ذلك مرحلة عالم الأمنيات، ثم مرحلة تحديد الأهداف والغايات، ثم مرحلة تغيير العادات، والآن نكتب حول الانطلاق نحو مضاعفة القدرات.

 

أخي  الكريم، ونحن نسير في هذه المسيرة وفي هذا الطريق لا بد أن يفجر الإنسان قدراته، وأن يستفيد من هذه القدرات ويضاعفها حتى ينطلق في هذه الحياة وهو متميز في أدائه وأفعاله وأعماله وأقواله.

 

معادلات النجاح في الحياة كثيرة أحصاها بعضهم فوجدها سبعين وأحصاها بعضهم الآخر فوجدها مائة وعشرين واختصرها بعضهم الثالث في عشر معادلات.

 

مهما تعددت معادلات النجاح في الحياة، فالكل يتفق على أن الثقة بالنفس تأتي على رأس معدلات النجاح في الحياة.

 

الثقة بالنفس هي طريق مضاعفة القدرات، بأن يكون الإنسان واثقًا من نفسه في قرارة نفسه، هو ينظر إلى نفسه أنه واثق من نفسه كما ينظر الناس إليه أنه واثق من نفسه؛ فالثقة بالنفس ينبغي أن تكون من الداخل ومن الخارج، ينبغي على الإنسان أن يكون متماسكًا من الداخل كما ينبغي له أن يكون متماسكًا من الخارج.

 

هناك صفات كثيرة ينبغي أن يتحلى بها الشخص الواثق من نفسه، منها ما يأتي على هيئة حركات، ومنها ما يأتي على هيئة كلمات، ومنها ما يأتي على هيئة قناعات. فالشخص الواثق من نفسه إذن يتمتع بحركات ويتمتع بكلمات ويتمتع بقناعات.

 

الابتسامة

 

حركات الشخص الواثق من نفسه كثيرة تفوق الأربعين، وكلمات الشخص الواثق من نفسه كثيرة، وكذلك أن قناعات الشخص الواثق من نفسه كثيرة. لكن هذه الصفات بمجموعها وشموليتها نستطيع أن نختار منها صفتين أساسيتين لا غنى عنهم أبدا؛ هاتان الصفتان هما الابتسامة والتلقائية. لا غنى عن الابتسامة في هذه الحياة لمن أراد أن يمشي فيها متميزًا، ولا غنى عن التلقائية في هذه الحياة لمن أراد أن يكون متميزًا.

 

الابتسامة -أخي الكريم- تظهر فيها الأسنان العليا، عندما تلتقي بالناس لا تبخل بابتسامة عليا تظهر فيها الأسنان، فقد كان هذا هديه ﷺ كان إذا ابتسم يبتسم حتى تظهر نواجذه. النواجذ هي الرحى، إذا أراد أن يبالغ في الابتسامة تظهر الرحى. هذه الابتسامة مهمة جدًّا.

 

هناك مثل باللغة الإنجليزية يقول:

 

 How can I dislike a person who smiles at my face?

 

ومعناه: كيف أكره إنسانًا يبتسم في وجهي؟

 

الابتسامة يتكلم عنها علماء النفس أنها مهمة وأنها تجعل الإنسان يعيش في طمأنينة، تجعل الإنسان يركز على قضايا كثيرة في مسيرته نحو التميز. إذن لا غنى عن الابتسامة.

 

التلقائية

 

ثم بعد ذلك التلقائية. يقول الشافعي رحمة الله عليه:

 

إذا المرء لا يرعاك إلا تكلفا ** فدعه ولا تكثر عليه التأسفا

 

إذن التلقائية معناها البعد عن التكلف، لا تتكلف. إذا تكلفت يشعر الناس أنك غير واثق من نفسك.

 

أخي الفاضل، دعني أحكي لك هذه القصة:

 

ترقى شخص إلى منصب مدير لشركة كبرى، وفي صبيحة اليوم التالي دخل المكتب الجديد وبه الأثاث الجديد فجلس على الكرسي وهو يهز نفسه فرحًا بهذا المنصب الجديد وبالأثاث الجديد، وعلى حين كان يستمتع بهذه المشاعر فإذا بطارق يطرق الباب؟

 

هنا قال المدير لنفسه وفي قراره نفسه لا بد أن أظهر أمام هذا الزائر أنني مدير متمكن وأنني واثق من نفسي، فاصطنع مكالمة هاتفية، رفع سماعة الهاتف وكأنه يكلم رئيس مجلس إدارة شركة أخرى بكلام كله أرقام فلكية كبرى، يتكلم بالدنانير والدولارات، ثم قال للزائر تفضل فدخل الزائر وجلس ينتظر المدير ينهي مكالمته المصطنعة.

 

فلما انتهى المدير من مكالمته المصطنعة التفت المدير إلى الزائر، وقال له نعم تفضل هل من خدمة؟ فقال الزائر إني أستغرب أيها المدير أنت تكلم من؟ أنا عامل الهواتف جئت أوصل هاتفك, لا يوجد خط في الهاتف.

 

اخي، أرأيت ما حدث؟ هل أنت معي؟ كيف ورط التكلف المدير في قضية هو في غنى عنها.

 

ابتعد عن التكلف -أخي- كن طبيعيًّا عفويًّا تلقائيًّا سلسًا في تعاملك مع الناس حتى يشعر الناس أنك واثق من نفسك. إذن هذا الحد الأدنى من صفات الشخص الواثق من نفسه أن يكون صاحب ابتسامة وأن يكون تلقائيًّا في تعامله مع الناس.

 

كن بسمويًّا

 

سألت أحد خريجي الجامعات السورية وهم معروفون بتمكنهم من اللغة العربية، سألته أن ينحت لي هاتين الكلمتين الابتسامة والتلقائية، والنحت في اللغة العربية هو جمع عدة كلمات في مصطلح واحد، كأن نقول الحوقلة معناها لا حول ولا قوة إلا بالله، ستة سبعة كلمات جمعت في كلمة واحدة حوقلة.

 

طلبت من هذا الخريج أن ينحت لي هاتين الكلمتين الابتسامة والتلقائية، فقال لي كن بسمويًّا, وأنا أقول لك –أخي- كن بسمويا.

 

بسمويا كلمة منحوتة من كلمتين الكلمة الأولى "بسمة" من الابتسامة, والكلمة الثانية "وية" من العفوية، وهذا هو الحد الأدنى من شروط الثقة بالنفس أن يكون الإنسان بسمويًّا صاحب ابتسامة دافئة نابعة من القلب وصاحب عفوية تلقائية في التعامل مع الناس.

 

في هذه اللحظة ينظر إليك الناس أنك واثق من نفسك، وينظر إليك الناس أنك متمكن في انطلاقتك نحو طريق التميز.

 

إذن الثقة بالنفس ضرورية، ثم ونحن في هذا الطريق طريق الثقة بالنفس أريد أن أعلن بصوت عال أنه كلما زادت ثقة الإنسان كثر الحساد من حوله, نعم الحساد يكثرون وكثر الانتقاد تجاهك، نعم الانتقاد يكثر مع زيادة الثقة بالنفس ومع زيادة النجاح في هذه الحياة.

 

أخي الفاضل، في طريق الثقة بالنفس ستواجه الانتقاد والحسد والعقبات والعوائق, العقبات كثيرة والعوائق ستكون كثيرة والأزمات بأنواعها المختلفة، الأزمات النفسية والعاطفية والاجتماعية والمالية ستكثر، فماذا ستفعل حيال ذلك؟

الرابط المختصر :