22 فبراير 2025

|

23 شعبان 1446

Consultation Image

الإستشارة
  • المستشار : د. أميمة السيد
  • القسم : تربوية
  • التقييم :
  • عدد المشاهدات : eye 263
  • رقم الاستشارة : 624
09/01/2025

أنا شاب ٢٨سنة ورغم سني الذي يعتبر ليس بالكبير إلا أنني أعمل رئيس قسم في أحد الشركات الكبري، ومنذ عام تقريبا وأنا معجب بزميلة أقل مني في المنصب وهي كذلك تبادلني الإعجاب، مشكلتي أني أشعر أن شخصيتى معها ضعيفة جدا وهي تعاملنى كأنها هي رئيستي ولها تحكمات كثيرة وتأمرنى فأجيبها، ودائما أميزها عن باقي الزملاء والزميلات لدرجة أغضبتهم منى لأن منهم الكثير متقنين لعملهم أكثر منها مما سبب لي القيل والقال، ولكن ما جرحنى هو أننى أشعر أنها تحاول استغلالى وتتلاعب بمشاعري، فهي تتحجج كثيرا بأشياء تافهة وغير مبررة لتمنعنى أن أتقدم لخطبتها وأخشي جدا أن تتركنى، ورغم هذا لا أستطيع أن أفارقها ولا أنهي علاقتى بها، ماذا أفعل؟

الإجابة 09/01/2025

ابني الطيب الكريم، أحيي فيك صراحتك وشجاعتك لطرح هذه المشكلة التي تواجه بها نفسك وتتحدي بها أزمتك النفسية...

دعنا ننظر في الأمور بواقعية ومنطقية لنصل إلى حل يعينك على اتخاذ القرار الصحيح..

أولًا: فالعلاقة بين الرجل والمرأة يجب أن تكون مبنية على الاحترام المتبادل والتوازن في التعامل، فإذا كنت تشعر بأنك ضعيف الشخصية أمامها وأنها تتصرف كأنها هي المسؤولة عنك، فهذا مؤشر على خلل في العلاقة، التي ينبغي أن تكون مبنية على شراكة متوازنة بينكما، لا على استغلال أو تلاعب من أحد الطرفين بمشاعر الآخر..

قد يكون إعجابك الشديد بزميلتك أعمى بصيرتك عن رؤية بعض الأمور بوضوح، فلاحظ ما إذا كانت معاملتها لك نابعة من احترام حقيقي أم أنها تستغل إعجابك لتحقق أهدافها الشخصية!

وتمييزك لها عن باقي الزملاء لدرجة أغضبتهم أمر يحتاج إلى وقفة مع نفسك؛ فالتعامل المهني يتطلب عدلًا ومساواة بين جميع الزملاء، والأفضلية تكون للأكثر كفاءة، بغض النظر عن مشاعرك الشخصية تجاه أحدهم، فاستمرارك في هذه التفرقة قد يضر بسمعتك ومكانتك المهنية...

أما عن تحججها بأعذار غير منطقية لتأخير خطوة الخطبة قد يشير إلى عدم جديتها أو رغبتها في إبقائك معلّقًا، وهنا توجب عليك أن تكون صريحًا معها وتسألها بشكل مباشر عن نواياها! هل ترى مستقبلاً جادًّا معك أم أنها تفضل إبقاء الأمور كما هي؟

فإن فضّلت هي ترك الأمور رمادية وظللت تشعر أنها تستغلك أو تتلاعب بمشاعرك، فعليك بحماية نفسك فورًا ولا تبقَ في علاقة تسبب لك الألم والقلق دون وضوح، حدد مهلة زمنية لتقييم العلاقة، وأخبرها أنك تحتاج إلى إجابة واضحة حول مستقبلها معك. إذا استمرت في المماطلة أو عدم الجدية، فالأفضل أن تنهي العلاقة لتتجنب المزيد من الاستنزاف العاطفي...

وأخيرًا يا بني:

احرص على أن تكون شخصيتك قوية ومستقلة في أي علاقة في حياتك وأي معاملات اجتماعية؛ فالحب تحديدًا مبني على الاحترام المتبادل والتفاهم، وليس على التنازل المفرط أو الشعور بالضعف، ركّز على نفسك، وعلى تطوير حياتك المهنية والوظيفية والشخصية، وسيأتيك الحب الحقيقي في الوقت المناسب، مع الإنسانة المناسبة الرائعة طالما اتقيت الله عز وجل...

وفقك الله لما فيه الخير.