الإستشارة - المستشار : د. رجب أبو مليح محمد
- القسم : العبادات
- التقييم :
- عدد المشاهدات :
296 - رقم الاستشارة : 2002
20/05/2025
ايهما أولى أن يحج المسلم أولا ، أو أن يؤثر والديه بالحج ويتأخر عنهم لعام قابل؟
الحمد لله، والصلاة على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه، وبعد:
فالأصل أن الحج واجب على المستطيع، فإذا كان الوالدان أو أحدهما قادرًا على الحج فليؤده، وإن لم يكن قادرًا فليس واجبًا عليه ولا على الأبناء نفقة حج أبويهم، ولا الآباء نفقة حج أبنائهم إلا على سبيل البر والتطوع.
وهذا السؤال يتوقف على حكم الحج، هل واجب على الفور، وفي هذه الحالة يجب على المسلم أن يحج هو أولاً ثم يدفع نفقة حج والديه، وإن أخذنا بالرأي الذي يقول إن الحج واجب على التراخي ففي هذه الحالة هو مخير بين أن يحج هو أولا أو يحجج والديه.
يقول فضيلة الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي – رحمه الله – في فتوى مشابهة:
المفروض أن الحج على من استطاع إليه سبيلاً؛ فالوالدة ليس عليها حج ما دامت لا تملك المال اللازم للحج فليس الحج مفروضًا عليها ولم يكلفها الله هذا، أيضًا المفروض ألا تكلف ابنها ما لا يطيق، ولكن لو كان قادرًا على الحج، فالحج فرض عليه، صحيح أن العلماء اختلفوا هل الحج فريضة على الفور أم على التراخي؟ الأغلبية قالوا على الفور، وبعضهم قال على التراخي.
ولكن حتى العلماء الذين قالوا على التراخي قالوا: لو قدر على الحج يومًا ثم تراخى، ثم أصابه العسر ومات ولم يحج فعليه الإثم، لذلك فإن الاحتياط والحزم أن الإنسان إذا قدر على الحج وأتيحت له فرصة ألا يؤخر كما جاء في الحديث: "تعجلوا إلى الحج فإن أحدكم لا يدري ما يعرض له"؛ لأن الصحيح يمرض والشاب يشيخ، والحي يموت، والغني يفتقر، والموسر يعسر، وما يدري أحد ما يأتي به الزمن، ﴿وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ﴾ [لقمان: 34].
لذلك فإن تيسر للإنسان الحج فعليه أن يحج، ويُسقط الفرض عن نفسه، فالواجب على الأخ إذا كان قادرًا على الحج وليس معه ما يستطيع أن تحج أمه معه فيحج هو ويقول لها عندما أقدر إن شاء الله سوف أهيئ لك الحج.
على أنه لو آثر أمه بالحج على نفسه، ابتغاء رضاها وبرها، وأخّر هو حجه إلى فرصة أخرى يرجوها، لا أراه آثمًا، بل فعل خيرًا إن شاء الله.
والله تعالى أعلى وأعلم