أهان أمي ويرفض الاعتذار

Consultation Image

الإستشارة
  • المستشار : أ. فاطمة عبد الرءوف
  • القسم : العائلة الكبيرة
  • التقييم :
  • عدد المشاهدات : eye 123
  • رقم الاستشارة : 3016
21/10/2025

ماذا أفعل أنا في وقف صعب جدا زوجي وأمي كان بينهم خلاف بسبب أنه دايما بيزعلني، كانوا لا يتكلمون مع بعضهم ولا حتى سلام حتى جاء موعد ولادتي واستمروا على نفس الوضع، ولكن بعد ولادتي فيوم كنت رايحة للمتابعة بعد الولادة وفي المستشفى فوجئت بزوجي يشتم أمي أمام الناس وبيقولها يا زباله، وده لأنها شافتني وأنا بعيط بسببه وراحت تقوله مينفعش كده فكان ده رد فعله.

طبعا أنا كنت عند والدتي من أول ما ولدت وحتى بعد الموقف ده، وأنا الآن بعد ٦ شهور من الموقف ده ومفيش أي تواصل بيني وبينه يرفض أن يعتذر لأمي لأنه شايف أنه مغلطش، يرفض أن يطلقني وبيقول عندك المحاكم يرفض أن ينفق ع ابنته الرضيعة وبيقول ليها ربنا فماذا أفعل؟

الإجابة 21/10/2025

ابنتي الحبيبة، أهلاً وسهلاً ومرحبًا بك في موقعك البوابة الإلكترونية للاستشارات.. أقدر معاناتك يا ابنتي خاصة في هذا التوقيت الصعب، فالشهور الأولى بعد الولادة تكون مرهقة للأم جسديًّا ونفسيًّا، وتكون بحاجة للدعم من أمها وزوجها وكل دائرتها القريبة؛ لذلك أنا أشعر بحزنك وألمك وحيرتك، وأسأل الله عز وجل أن ييسر أمرك ويفرج كربك وينير طريقك.

 

خصوصية المشكلات

 

ابنتي الغالية، لا توجد حياة زوجية دون مشكلات، هذه حقيقة مؤكدة، ولا شك أنك تدركين ذلك.. الأغلبية الساحقة من المشكلات بين الزوجين يمكن حلها بينهما دون أن تترك خلفها آثارًا أو ندوبًا، لكن عندما نقوم بإدخال أطراف أخرى حتى لو كانت أطرافًا مقربة مثل والدتك فالنتائج تكون وخيمة تصل حد القطيعة، وهذا ما حدث بين والدتك وزوجك حتى من قبل الولادة.. قطيعة تصل حد التوقف عن السلام.

 

وهذا يعني أن النفوس كانت مشحونة لأقصى مدى وحدث الانفجار المتوقع في المستشفى أثناء متابعتك الدورية، فمع حزنك وبكائك ذهبت والدتك لزوجك وهي في أقصى درجات الغضب لتتحدث إليه أو تنتقده أو تشكوه أيًّا ما كان الأمر، فانفجر هو بطريقة أسوأ منها وصلت حد الإهانة الصريحة والشتائم، وهو ما جعل حياتك المتوترة تنتقل لآخر مراحل التوتر حد أنك تطالبينه بالطلاق وحد أنه لا يرسل النفقات لابنته الرضيعة ويقول "لها الله"، ولست أدري بالضبط من نقل هذا الكلام على لسانه وأوصله لكم وأنت ممتنعة عن التواصل معه.

 

لقاء مباشر

 

ابنتي الغالية، هذه حياتك الزوجية وحياة طفلتك الرضيعة على المحك، لذلك لا بد أن تبذلي كل جهودك من أجل إنقاذ هذه الحياة حتى -لا قدر الله- إن فشلت فلا يساورك الشعور بالندم أبدًا.. لذلك أنا أريدك أن تقابلي زوجك وجهًا لوجه لتتحدثي معه بصراحة في مشكلاتكما العالقة.

 

أنت بحاجة أن تهدئي تمامًا من الناحية النفسية حتى تستطيعي أن تديري الحوار بطريقة صحيحة وإيجابية.. ولا شيء يريح نفسك أكثر من أن تفزعي إلى الله تصلين له وتناجينه وتبثينه كل همومك وكل ما يزعجك ويؤلم قلبك، وتستعينين به أن يؤلف بين قلبك وقلب زوجك وبين قلب زوجك وقلب والدتك، فالقلوب بين إصبعين من أصابع الرحمن، تيقني من ذلك.

 

أريدك أن تقضي ليلتك هذه في الصلاة والدعاء وقراءة القرآن وذكر الله عز وجل، ثم تتصدقي بصدقة ولو كانت صغيرة وبسيطة، حتى لو كانت شق تمرة بنية الرغبة في الإصلاح، ثم تتصلي به وتطلبي لقاءه.

 

ولا أنصحك أن تخبري والدتك بشيء مما تفكرين به، فهي محتقنة للغاية، كما أنها حياتك وحدك ومن حقك بل من واجبك أن تصلحيها.. هاتفيه واطلبي أن تلتقيه لأمر ضروري.. تحدثي إليه بهدوء ورِقة حتى لو أبدى لك غضبه أو عدم استعداده.. لا بأس من الضغط قليلا بطريقة أنثوية (لا تنسي أن هذا الزوج له 6 شهور لم يلتقيك، ولا شك أن هذا يمثل ضغطًا إضافيًّا عليه).

 

فإذا ما اتفقتم على موعد، وليكن في مقهى عائلي هادئ، فاستعدي جيدًا لهذا اللقاء وفيما سيدور فيه من حوار.. لا تنسي اصطحاب الطفلة معك.. ولا تنسي أن تعدي لها قنينة حليب حتى لا تبكي وتفسد الحوار أو تنهيه باكرًا.. لا تخبري والدتك بوجهتك.. لا تكذبي ولكني أخبريها بنصف الحقيقة، فقط مثلا تريدين شراء بعض الأشياء وقومي بشراء بسيط فعلا.. تغيير جو بصحبة الصغيرة وهذا ما سيحدث بالفعل.. المهم أريدك أن تتحركي وحدك في هذه المحاولة.

 

حوار عاطفي

 

عندما تلتقيه يا ابنتي لا تبدئي بالشكوى ومطالبته بالاعتذار وتحلي بأدوات الذكاء العاطفي.. انظري لعينيه.. ابتسمي في وجهه.. قولي له: افتقدتك.. امنحيه الرضيعة يحملها ويتشمم رائحتها الزكية.. قد لا يمتلك هو أدوات الذكاء العاطفي ويبدأ في انتقادك والهجوم عليك وعلى والدتك فكوني صبورة وحاولي تشتيته عن طاقة الغضب الذي يملأ قلبه.

 

ابنتي الغالية، الحوار العقلي الجدلي لن يُجدي نفعًا حتى لو كان الحق كله معك فسوف يكابر حتى لا يظهر بمظهر المخطئ، وفي مثل هذه الخلافات غالبًا ما يكون الطرفان مخطئين، لذلك لن يعدم بعض الأمور التي يشكو منها والتي تبرر سلوكه الذي سيعتبره مجرد رد فعل.

 

لذلك أنصحك بالحديث العاطفي الرقيق اللين.. دعي المشاعر هي من تقود الحديث، وحجمي النقد إلى أقصى حد ممكن، وركزي على الحل بدلا من التركيز على المشكلة وكيف ستكون حياة الصغيرة في المستقبل، وحاولي الإنصات لما يقوله بأقصى درجات التفهم.

 

وأشعريه أنكما معًا في قارب واحد، فإذا ما وقفت معه على أرض صلبة حدثيه في مشكلة والدتك، لا تتحدثي على أن والدتك لم تخطئ وأنه وحده المخطئ، ولكن حدثيه أنه حتى في حالة خطأ والدتك فإن رد الفعل الذي تلقته لا يليق بعمرها ومكانتها (هنا أنت تنتقدين السلوك وليس الشخص) فهل يرضى هذا الأمر لوالدته حتى لو أخطأت؟ هل يقبل من زوج أخته أن يهينها على هذا النحو؟ حتى لو وصل الأمر أن تقولي له من أجلي أنا أو من أجل طفلتك تخلّ عن عنادك بعض الشيء فهذا لا يقلل من كرامتك أو كبريائك المهم الوصول لحل.

 

أوراق مهمة

 

ابنتي الحبيبة، هل تعلمين ما هي مشكلتك الحقيقية؟ إنها ليست هذه المشكلة التي حدثت بين والدتك وزوجك، ولكن هي المشكلات والخلافات الموجودة بينك وبينه والتي تجعلك تبكين وتشتكين، وهذا ليس حلا، فلا بد أن تطوري مهارات لإدارة هذه الخلافات الزوجية وستجدين على موقعنا قريبًا دورة بعنوان "فن إدارة الخلافات الزوجية" أرجو أن تتابعيها.

 

ابنتي الحبيبة، أتوقع بنسبة كبيرة أن يستجيب زوجك لحديثك العاطفي اللين والرقيق إذا أدرته بذكاء عاطفي يتلمس احتياجاته ويتباعد عن مناطق تحسسه، لكن إذا أصر على موقفه العنيد فعليك أن تلجئي لورقة أخرى، أن تتواصلي أنت وعائلتك مع شخص ذي تأثير عليه من عائلته، والده مثلا أو عمه، فإن لم يتحقق الهدف فآخر الأوراق السلمية أن تطلبي جلسة عرفية وحكمين، حكمًا من أهلك وحكم من أهله.

 

فإن لم يجدِ هذا كله نفعًا فلا مناص من اللجوء للقاضي، ابدئي بقضية نفقة لك وللطفلة ولا تزيدي عن ذلك، فلا تطالبي بقضية تمكين أو قائمة، وبالطبع لا ترفعي قضية طلاق حتى تتركي الباب مفتوحًا عله يراجع نفسه، وفي كل هذه المراحل لا تتوقفي من الضغط العاطفي الخفيف عليه.. إرسال رسالة قصيرة أو تحية.. عمل إعجاب على منشور.. رسائل مبطنة بمعنى أنا موجودة وفي انتظار خطوتك.. أصلح الله لك حياتك كلها، وتابعيني بأخبارك دائما.

 

روابط ذات صلة:

كيف تستعيدين زوجك الشارد؟

على حافة الطلاق هل تنبت بذور الأمل؟

 

الرابط المختصر :