23 فبراير 2025

|

24 شعبان 1446

Consultation Image

الإستشارة 05/02/2025

زوجي طول حياته معايا سيئ المعاملة وبخيل وأولادي دايما كانوا يحاولوا يمنعوه من اذايا بعد زواجهم يتصلوا بيا يسألوا عامل إيه معايا أفضفض معاهم ولو قصر معايا فى حاجة يجيبوهالى ولو غلط فيا يكلموا معاه أو يقولوا لي أرد عليه إزاي وهو بيعمل لهم حساب فبحكي لهم كل حاجة بيعملها معايا من غير ما يعرف بس ببقى خايفة تتحسب عليا نميمة أو غيبة ولو مقلتش ليهم مش هعرف اتصرف معاه لوحدي هو مش سهل المعاملة هل عليا ذنب؟

الإجابة 05/02/2025

أهلاً وسهلاً ومرحبًا بك أختي الكريمة على بوابة استشارات المجتمع...

 

في البداية أرغب أن أقدم لك تقديري على جهادك طيلة هذه السنوات مع زوج أساء معاملتك وبخل عليك في كثير من الأمور، ولكنك صمدت وقاومت حتى نجحت في تربية أبناء بارين بك، وأرجو أن يكونوا بارين بوالدهم...

 

غاليتي، أنت نموذج مشرف للنساء في وقت أصبح الطلاق سهلاً وخراب البيت يسيرًا وتفكيك الأسرة ضرورة للهروب من العلاقات المؤذية والمسيئة...

 

تبدين لي عزيزتي كامرأة تعيش على الفطرة يملأ قلبها حب الدين وتخشى أن تحسب فضفضتها لأولادها نميمة أو غيبة وسوف أترك للمستشار الفقهي لبوابة استشارات المجتمع الرد على هذه النقطة، ولكن هناك بعض نقاط استوقفتني في استشارتك وأريد أن نناقشها معًا:

 

النقطة الأولى بخله عليك: أنت بفضل الله عز وجل أصبح لديك أبناء يأتون إليك بما تريدينه وتحتاجينه، مطبقين قوله صلى الله عليه وسلم "أنت ومالك لوالدك، إن أطيب ما أكلتم من كسبكم، وإنّ أولادكم من كسبكم فكلوه هنيئا"، فما رأيك أختي الكريمة أن تطلبي من أولادك ما تريدين وما تشائين بالمعروف دون أن تشيري إلى بخل والدهم عليك، فلا داعي أن توغري صدرهم على والدهم، فمن تمام حبك لأبنائك أن تحثيهم على بر والدهم مهما كان مقصرًا معهم، فعندما تكثرين من الشكوى منه تصعبين عليهم بره.

 

النقطة الثانية: عندما يسيء إليك في المعاملة.. كنت أتمنى وبعد هذه السنوات الطويلة أن تكوني فهمت شخصيته ومفاتحه أكثر من ذلك، فلا تحتاجي أن يشير عليك أولادك في كل صغيرة وكبيرة ويقولوا لك ماذا تقولين أو ماذا تفعلين.. ومعنى أنه يتجاوب معك عندما تقومين بما يشير به عليك أولادك أنه ليس حالة ميئوسًا منها، وعليك تعلم مهارات التعامل معه ولا تيأسي من ذلك، فطالما نحن نعيش نستطيع أن نتعلم ونطور مهارتنا في كافة مناحي الحياة وعلى رأسها الذكاء العاطفي والاجتماعي.

 

النقطة الثالثة: هو زوجك جنتك ونارك، فلا تيأسي منه.. قلت إنه ليس سهلا في التعامل، لكنه أيضًا ليس مستحيلا.. تعامله فيه شيء من الصعوبة التي يمكنك التعامل معها إن أردت، لكنني أشعر أنك استسلمت لعدم قدرتك على التعامل وقمت بتحميل هذه المسئولية على أولادك...

 

لماذا  تشعرين أنك لست كافية وثقتك بنفسك قليلة.. أنا أريدك أن تمنحي نفسك رسائل إيجابية وتستعيني بالله تعالى وتقتربي من زوجك.. وأن تهتمي لأمره وتدعي له أمامه وبظهر الغيب.. وتحثي أولادك على بره والتعامل معه بلطف وتقديم الهدايا له.

 

وأخيرًا أنصحك بكثرة الدعاء في أوقات الاستجابة أن يؤلف بين قلبك وقلب زوجك وأن يعينك على حسن التبعل وييسر لك كل عسير ويفتح لك طريقا لقلبه وأن يقر أعينكما ببر أولادكما.. أسعد الله قلبك ويسر أمرك وتابعيني بأخبارك دائما.

 

ويضيف الدكتور رجب أبو مليح المستشار الشرعي للموقع:

 

أما أنك تعتبرين هذا غيبة أو نميمة فالضابط هنا: مدى صدقك، وعدم تجنيك عليه، فلو كنت صادقة وحاولت معه مرة ومرات دون الرجوع إلى أولادك، ولم يتغير حاله، فهذه ليست غيبة ولا نميمة ما دام ذلك سيرفع عنك الظلم، يقول الله تعالى: ﴿لاَ يُحِبُّ اللهُ الجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ القَوْلِ إِلاَّ مَن ظُلِمَ وَكَانَ اللهُ سَمِيعًا عَلِيمًا﴾ [النساء: 148].

 

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: "كان لرجل على رسول الله صلى الله عليه وسلم حق فأغلظ له، فهَمَّ به أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: إن لصاحب الحق مقالاً، فقال لهم: اشتروا له سِنًّا (جملاً) فأعطوه إياه، فقالوا: إنا لا نجد إلا سِنًّا هو خير من سِنِّه، قال: فاشتروه فأعطوه إياه فإن من خيركم ـ أو خيركم ـ أحسنكم قضاء" (رواه مسلم).

 

لكن هذه كله مباح للضرورة، وما أبيح للضرورة يقدر بقدرها فلا داعي أن تذكري لأولادك كل خلق ذميم سواء كان يترتب عليه إيذاء لك أم لا، وكوني عادلة معه، تذكرين الحسنة قبل ذكرك للسيئة، يقول الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ للهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ﴾ [المائدة: 8].