الإستشارة - المستشار : أ. فاطمة عبد الرءوف
- القسم : أسرية
- التقييم :
- عدد المشاهدات :
60 - رقم الاستشارة : 881
04/02/2025
عندي مشكلة مو عارفة كيف اتصرف فيها..ابني عمرو ١٧ونص بنت عمو اصغر منو بسنة..ضافتو عندها فيس ودخلت معو صور وقصص حب وما حب وجيزة والولد حبها وتعلق فيها..وهاد الشي كلو من رأس سلفتي لأنو بنينا بيت الحمدلله من سنة ونص ..وسلفي طلب من جوزي يتشارك معو الأرض والبناء زوجي رفض..القصة كلها جكر وطمع وحسد انو مستكترة علينا كلشي..إنو ليه يروح تعب اخوهم للغريب..هيك تفكيرهم احنا بنعرفهم..المشكلة خالها تاجر مخدرات البنت..ومرة شكى عزوجي وابني الأكبر..غير انو احنا اصصلا مشاكل معهم من زمان وكتييير شفنا منهم..والولد لسه صغير ما بشتغل ولا شهادة ولا شي ..مخططه معو انو يخطب بعد ال١٨ وكمان سنتين يتزوجو..عاساس ابوه يساعدو .. وانا وأبوه رافضين الفكرة كلهااا نهاااائيآ..لانو كتيير اذونا..وخايفين يورطو بقصة ويحطونا تحت الأمر الواقع لانو جماعه ما عندهم مخافة الله وما بهمهم شي مقابل أنهم يحصلو عاللي بدهم يا...اللي هو البيت..شو اعمل ساعدوني وجزاكم الله خير لاني تعبت من القصة ايدي مربطة ومو عارفين شو نعمل.
أختي الكريمة، أهلا وسهلاً ومرحبًا بك وبكل نساء سوريا الكرام على بوابة استشارات المجتمع...
أختي، أنت بحاجة للهدوء الشديد حتى تستطيعي أن تسيطري على هذه المشكلة، فتوترك وقلقك لن يساعدك على النظر للمشكلة بشكل جيد.
أختي الكريمة، مفتاح الحل يكمن في ابنك وبمدى جودة علاقتك به ومن ثم في بناء دائرة من الثقة معه.. أنت لم تخبريني كيف عرفت بهذه القصة، هل ابنك هو من أخبرك بها، فإن كان هو من فعل فهذا يدل على مساحة جيدة من الثقة تسمح له بالحديث معك، أم أنك أنت من فتحت هاتفه، ولا ألومك بالطبع فأنت كأم من واجبك متابعة ابنك...
سواء هو من أخبرك أو كنت قد عرفت بطريقتك، فلا بد أن تتحدثي معه بشكل صريح إذا كان هو من أخبرك، وبشكل غير مباشر إذا كنت قد عرفت دون علمه، إلا أن محور الحديث ومضمونه واحد، وهو يرتكز على نقطتين:
ـ رفع حسه الإيماني وإيقاظ ضميره الديني حتى يحرص على غض البصر والتعامل بحرص مع الجنس الآخر ووضع الحدود بينه وبين النساء الأجانب، ويرتبط بهذا الجانب إثارة نخوته، فما لا ترضاه لأختك يا بني لا تمارسه مع أي فتاة أخرى، ويرتبط بهذا الجانب أيضًا أن نلمح له أن الفتاة التي تستحق أن يرتبط بها هي تلك المتدينة المهذبة التي لا تحادث الرجال إلا لضرورة؛ لأن هذه هي التي تستأمن على العرض...
أريدك عندما تتحدثين معه أن تبتعدي عن أي اتهامات أو انتقادات له.. أن يكون فقط حديثًا عامًّا.. نصائح من أم لولدها.. مع الإكثار له من الدعاء أمامه بأن يحفظه الله من الذنوب وأن يرزقه الزوجة الصالحة.
أختي الكريمة، كلما كانت علاقتك بابنك جيدة تعتمد على الحوار والتواصل مليئة بالحب وصلت كلماتك لقلبه مباشرة، فإذا كانت علاقتك معه متوترة فحاولي أن تمدي جسور التواصل أولا.
ـ النقطة الثانية التي ينبغي أن يرتكز عليها الحديث والرسالة التي يجب تمريرها له أن الرجل قوام على المرأة؛ لأنه يستطيع الإنفاق عليها، وبالتالي فلا ينبغي للشاب التفكير في الزواج حتى يمتلك عملاً يدر عليه دخلاً يكفيه وزوجته وأسرته المستقبلية، أو كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: "يا معشر الشباب! من استطاع منكم الباءة؛ فليتزوج"، فشرط زواج الشاب أن يمتلك الباءة، أي المال اللازم للزواج.
وحتى يستطيع الشاب أن يمتلك العمل والمال فلا بد أن يكمل دراسته وتعليمه أولا حتى يجد فرصة جيدة في سوق العمل، وهكذا يمكن الحوار معه لنقْل الرسالة أو التعليق بشكل يبدو عفويًّا عندما يتزوج قريب لكم مثلا.. المقصد أنه ينبغي استغلال الفرصة لتوصيل الرسالة.
لكن لي رسالة لك أختي الكريمة أرجو أن تفكري فيها بهدوء وروية، فأنا أكاد أستشعر ذبذبات الغضب من ثنايا رسالتك، لكن أريد أن يكون لنا مرجعية نحتكم إليها، ومرجعيتنا أختي الغالية هي الدين والله سبحانه وتعالى يقول: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ)، ولقد بنيت أختك مشكلتك كلها على الظن، فلقد طلب أخو زوجك أن يتشارك معه في بناء البيت، وهو طلب مشروع، ورفض زوجك لهذا الطلب لا يعني أن يتحول أخوه وزوجته للحقد والحسد، حتى أنك ظننت أنهم قاموا بمخطط للإيقاع بابنك وهو كلام لا دليل عليه إلا الظن، ووصل الظن بك أن تتصوري أنهم قد يضحون بابنتهم حتى يورطوا الولد ويضعوكم أمام الأمر الواقع وكل هذا لأجل البيت!
أيضا أريد سؤالك هل لو تزوجت ابنتهم من ابنك يكونون قد حصلوا على البيت؟! ألا ترين أنك قد بالغت في الظن واعتبرت أن ظنك حقائق وبنيت عليها موقف وتخوفات؟
أختي الكريمة، أعلم أن ما قلته لك قد لا تستسيغيه، فالإنسان عندما يظن ظنًّا لمدة طويلة يتحول لحقيقة في عقله، ومع كل موقف صغير تتعزز الفكرة في رأسه أكثر، لكن لو سألت نفسك أين الدليل المادي فلن تجدي غير مجموعة من المشاعر والأحاسيس.
يا أختي الكريمة، اتفقنا أن تكون مرجعيتنا الدين والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليصل رحمه"، ويقول: "من سرّه أن يمد له في عمره، ويوسع له في رزقه، ويدفع عنه ميتة السوء، فليتق الله وليصل رحمه"، أفلا تريدين كل هذا الخير لك ولعائلتك، واسمعي أيضا: "الرحم متعلقة بالعرش تقول: من وصلني وصله الله، ومن قطعني قطعه الله".. فهل هناك أحق من الصلة من أخي زوجك وعم أولادك؟ فهل تشجعين زوجك على صلة أخيه أم تشجعينه على قطيعة الرحم؟
تقولين إنه قد آذاكم.. هذا أختي الكريمة لا يمنع من صلته أو كما يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "ليس الواصل بالمكافئ، ولكن الواصل الذي إذا قطعت رحمه وصلها" حتى لو تجاوزوا القطيعة للأذى، وهذا حدث أيام النبي صلى الله عليه وسلم، فكان هناك رجل قال للنبي: يا رسـول الله إن لي قرابة أصلهـم ويقطعونني، وأحسن إليهم ويسيئون إليّ، وأحلم عليهم ويجهلون عليّ، فقال صلى الله عليه وسلم: "إن كنت كما قلت فكأنما تُسِفهّم المَلّ، ولا يزال معك من الله ظهير عليهم ما دمت على ذلك"، أي أن عليهم الإثم بما يقومون به من أذى والله يساندك بصبرك وحلمك.
ما قصدت قوله هو أن تنحي غضبك وهواجسك جانبًا وتحثي زوجك أن يحسن علاقته بأخيه، وأنتم الرابحون لأنكم ستجنون بركة في حياتكم كلها كما بينت لك بالأحاديث النبوية.
بقيت نقطة أخيرة، الفتاة ابنة عم ابنك مجرد فتاة مراهقة، وذنبها في هذه القصة كذنب ابنك، فلا أريدك أن تحمليها ذنب كل الخلافات القديمة بينكم وبين أسرتها وأن تتصوري أنها متواطئة مع والدتها لتوريط ابنك، وأريدك أن تدعي لها كابنك بصلاح الحال وأنت قادرة على ذلك، وأكثري من الدعاء "اللهم لا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا"، فهو يريح القلب، وقولي كل صباح ومساء "حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم" سبع مرات، فيكفيك الله كل ما يعتريك من هموم.. فرّج الله كربك وحفظ ولدك، ولا تترددي في الكتابة مرة أخرى أو إضافة أي تفاصيل لاستشارتك تساعدنا على الحل.