حكم التزام ترتيب المصحف في الصلاة

بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وآله وصحبه ومن والاه، وبعد:

فيرى جمهور العلماء على أنه مكروه، والأفضل هو اتباع ترتيب المصحف. لكن لو فعله المصلي، فصلاته صحيحة ولا تبطل. وقد استدلوا بأن ترتيب السور في المصحف هو اجتهاد من الصحابة رضوان الله عليهم، وأن النبي ﷺ ثبت عنه في صلاة الليل أنه قرأ أحيانًا بغير ترتيب المصحف (مثل قراءة سورة النساء قبل آل عمران). لكن الأصل والأفضل هو الالتزام بالترتيب.

الترتيب هو الأولى

قال ابن قدامة –رحمه الله- في المغني: المستحب أن يقرأ في الركعة الثانية بسورة بعد السورة التي قرأها في الركعة الأولى في النظم لأن ذلك هو المنقول عن النبي ﷺ، وقد روي عن ابن مسعود أنه سُئل عمن يقرأ القرآن منكوسًا قال: "ذلك منكوس القلب"، وفسره أبو عبيدة بأن يقرأ سورة ثم يقرأ بعدها أخرى هي قبلها في النظم.

لا بأس في عدم الترتيب

فإن قرأ بخلاف ذلك فلا بأس به، قال أحمد لما سئل عن هذه المسألة لا بأس به أليس يعلم الصبي على هذا؟ وقال في رواية شيخه مهنا أعجب إلي أن يقرأ من البقرة إلى أسفل، وقد روي أن الأحنف قرأ بالكهف في الأولى وفي الثانية بيوسف وذكر أنه صلى مع عمر الصبح بهما، استشهد به البخاري.

والله تعالى أعلى وأعلم.