الإستشارة - المستشار : أ. فاطمة عبد الرءوف
- القسم : الخطبة والعقد
- التقييم :
- عدد المشاهدات :
32 - رقم الاستشارة : 2076
26/05/2025
السلام عليكم أنا فتاة مخطوبة من ستة أشهر وخطيبي سألني أكثر من مرة إن كنت تعرفت على شباب قبله أم لاوقال انه لا يسامح في الكذب وأنا نفيت.. والحقيقة انني كنت مرتبطة قبله بشابين احدهما في المرحلة الثانوية والثاني أيام الجامعة فهل أخبره بذلك خاصة ان احدهما توعدني عندما تركته أنا خائفة
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، ابنتي الغالية وأهلاً وسهلاً بك في موقعك الشبكة الإلكترونية للاستشارات.. أحسنت صنعًا -يا ابنتي- بنفي أي علاقات ماضية جمعتك بشباب.
تعلمين –ابنتي- أن العلاقة بين الجنسين في الإسلام لها ضوابط واضحة كغض البصر وعدم الحديث بغير حاجة وعدم الخضوع بالقول، وهذا كله يتنافى مع علاقات الشباب في فترة المراهقة، ومن ثم فهي من الناحية الشرعية تعتبر ذنوبًا ألممت بها، وعندما يقع الإنسان في الذنوب فعليه التوبة و(كل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون).
فأنت أخطأت في علاقتك بهذين الشابين، وعليك أن تستغفري الله من هذا الذنب وتندمي عليه وتعاهدي الله على عدم العودة مرة أخرى لمثل هذه الذنوب، أما مجرد الابتعاد عنهم دون ندم واستغفار فليست توبة، وأنا أريد لك محو هذه الذنوب من سجلك تمامًا ولا سبيل لذلك إلا بالتوبة؛ لأن التائب من الذنب كمن لا ذنب له.
ابنتي، أحسني التوبة ثم تعاملي مع الجميع بسجل ناصع البياض.. سجل من لا ذنب له ﴿قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ﴾، فأنت أذنبت في حق الله وتبت لله وأنت في ظلال رحمة الله ومعيته، فلا تخافي إنسانًا وليس من حق إنسان أن يختبرك أو يحقق معك أو يشكك فيك.
كرسي الاعتراف
لذلك فإذا سألك مرة أخرى خطيبك عن الماضي فلا تكتفي بالنفي الواثق القاطع بل ينبغي أن تقولي له: لا أسمح لك أن تسأل اسئلة تشكك في وفي أخلاقي، إن رأيت مني في يوم ما يريب فاسألني.. أما إن كنت تعقد لي محكمة تفتيش فأنا لن أجلس على كرسي الاعتراف.. أنا لست مذنبة ولم أرتكب خطيئة وأعرف حدودي جيدًا.. طبيعي على مدار أيام دراستي أن هناك شبابًا كانوا في محيطي وهناك جيراني وأقاربي وقد يكون هناك زملاء العمل، لكنني أعرف حدود الله وأعرف ما يجوز وما لا يجوز، فأرجوك لو كنت تريد لعلاقتنا النجاح أن تتوقف عن هذا النمط من التفكير الذي أعده إهانة.. هذا الكلام قوليه من قلبك بحرارة لأنه صادق تماما، فأنت الآن تعرفين حدود الله وتعرفين ما يجوز وما لا يجوز والماضي انتهى ومحي طالما تبت عنه.
راجعي العلاقة
فإذا كرر هذا السؤال مرة أخرى ولو بصيغة أخرى فهنا عليك أن تراجعي أمر هذه الخطبة؛ لأن هذه النوعية من الرجال الشكاكة سيئة الظن شخصيات مرهقة جدًّا، وإنما كانت الخطبة حتى يتعرف كل من الشاب والفتاة أين يضع قدمه فتحسسي يا ابنتي موضع أقدامك.
أما عن هذا الشباب الذي هددك فلا تخافي منه، فأنت كما قلت لك في معية الله، فقط أكثري من الحسنات حتى تُمحى السيئات محوًا وتكوني من المتقين المحسنين فيكون الله معك ﴿إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ﴾، ومن كان الله معه فكيف يخاف.
ابنتي، توكلي على الله، وضعي هذا الحديث نصب عينيك ورسالة لك حتى لا يجد الخوف إلى قلبك سبيلا، (احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، إذا سأَلت فاسأَل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن الأُمة لو اجتمعت على أَن ينفعـوك بشيء، لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء، لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف).
وأريدك أن أطمئنك، فالكلام الذي قاله هذا الشاب غالبًا ما قاله في لحظة غضب غير مقصودة، نسأل الله له الهداية، وأن يجنبك شره، وأن يحفظك بحفظه ويسعد قلبك، وتابعينا بأخبارك دائما.