Consultation Image

الإستشارة 20/03/2025

تزوجت حديثًا، وكنت أتمنى أن أجد في زوجتي نموذجًا للمرأة الصالحة التي تعينني على طاعة الله وتكون قدوة لأبنائنا في المستقبل، لكنني اكتشفت أنها بعيدة عن الله في كثير من الأمور، ولا تحرص على الفرائض كما ينبغي، فكيف أدعوها بلطف وحكمة إلى الطاعة دون أن أنفرها؟

الإجابة 20/03/2025

أخي الكريم، بارك الله لك في زواجك، ووفقك لقيادة أسرتك على نهج الإسلام. إن الزواج ميثاق غليظ، وهو قبل أن يكون ارتباطًا جسديًّا، هو شراكة روحية وأخلاقية تهدف إلى بناء أسرة صالحة، ومن الطبيعي أن تسعى لأن تكون زوجتك قريبة من الله، لكن لا بد أن يتم ذلك بحكمة ورحمة، فالقلوب لا تُفتح بالإكراه، وإنما بالموعظة الحسنة والمودة الصادقة.

 

وهذه نصائح وخطوات عملية لدعوة الزوجة إلى الطاعة:

 

1. كن قدوة قبل أن تكون داعيًا؛ فالقدوة الصالحة هي أقوى وسيلة للدعوة، فالمرأة تتأثر كثيرًا بسلوك زوجها أكثر مما تتأثر بكلماته. كن أنت أولًا نموذجًا للزوج الصالح، واحرص على الصلاة في وقتها، وأدِّ العبادات بخشوع، وأكثر من ذكر الله والاستغفار أمامها، وليكن حديثك مليئًا بالكلمات الطيبة والإيجابية عن الدين.

 

2. استخدم أسلوب الحب والتقريب لا الفرض والإجبار: فلا تبدأ حديثك معها بالنقد أو اللوم، بل بالتقدير والثناء على ما فيها من خير، واستخدم لغة العاطفة والمودة، وقل لها: "أحب أن نكون معًا أقرب إلى الله، وأن نساعد بعضنا على دخول الجنة"، كما لا يصح أن تجعل الدعوة للطاعة تبدو وكأنها فرض سيحرمها من حياتها، بل اجعلها تبدو كطريق للسعادة والراحة النفسية، مترفقًا بها، فكما قال النبي ﷺ: «إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه، ولا يُنزع من شيء إلا شانه» (رواه مسلم).

 

3. اجعل الطاعات جزءًا من حياتكما اليومية، من خلال الآتي: "أن تعرض عليها أن تصليا معًا صلاة أو أكثر يوميًّا، خصوصًا الفجر أو العشاء، واستمع معها إلى القرآن أو المحاضرات الدينية أثناء السفر أو في البيت، وشاركها وأشركها في أعمال الخير، مثل الصدقة أو زيارة المرضى، فضلا عن جعل الحديث عن الجنة ونِعَم الله جزءًا من حواراتكما اليومية؛ وتعاونا على ذلك؛ ففي الحديث: «رحم الله رجلاً قام من الليل فصلى، وأيقظ امرأته فإن أبت نضح في وجهها الماء».

 

4. اجعل الأمر تدريجيًّا ولا تستعجل التغيير: لا تتوقع أن تتغير زوجتك فجأة، بل امنحها الوقت الكافي، وركّز على خطوة واحدة في كل مرة، كأن تبدأ معها بالالتزام بالصلاة، ثم الحجاب، ثم كثرة الذكر وهكذا، تقبّل بعض العثرات، والتغافل أحيانًا، وكن صبورًا إذا لم ترَ التغيير سريعًا.

 

5. استخدم الهدايا واللمسات العاطفية: ومن بين تلك اللمسات: أن تهديها كتبًا أو كتيبات عن فضل الطاعات بلغة رقيقة، واجعل الدعوة تأتي في لحظات الحب، وليس في أوقات الجدال أو التوتر، امتدح أي تحسن تفعله، ولو كان بسيطًا.

 

6. احرص على الدعاء لها بظهر الغيب: الدعاء من أقوى الوسائل لتليين القلوب، وأكثر تأثيرًا مما نظن، فاسأل الله أن يشرح صدرها للطاعة، وأن يجعلها معينة لك في الدين.

 

وتلك ثمرات هدايتها وتقربها من الله:

 

- تحقيق السعادة الزوجية الحقيقية؛ فالقرب من الله يحقق القرب بينكما.

 

- ضمان تربية الأبناء في بيئة إيمانية سليمة، فينشأ الجيل القادم على الطاعة.

 

- تحقيق الاستقرار النفسي؛ فالقلب الذي يعرف الله لا يعرف الاضطراب.

 

- النجاح في الدنيا والآخرة؛ فالحياة الطيبة لا تكون إلا مع الإيمان والعمل الصالح.

 

وأخيرا؛ أيها الزوج الكريم: أنت مسؤول عن قيادة أسرتك إلى الخير، ولكن باللطف والحكمة، فلا تكن قاسيًا فتخسرها، ولا تكن متساهلًا فتبتعد عن الدين، بل اجعل أسلوبك قائمًا على المودة والرحمة، واستعن بالله، وكن صبورًا، وستجد ثمرة جهدك يومًا ما بإذن الله، والحمد لله ربّ العالمين.

الرابط المختصر :