في بيت العائلة.. هل تلعبين دور المنقذ؟

Consultation Image

الإستشارة
  • المستشار : أ. فاطمة عبد الرءوف
  • القسم : العائلة الكبيرة
  • التقييم :
  • عدد المشاهدات : eye 69
  • رقم الاستشارة : 3435
29/11/2025

السلام عليكم، أنا متزوجة من شهر، حمايا وحماتي معانا في نفس البيت هم كويسين معايا ما شاء الله في المعاملة وبالذات حمايا بعزه جدا وبحب أنزل اقعد معاه، بس حماتي رغم أن تعاملها كويس في حاجات كتير وفيها مميزات كويسة بس فيه كذا حاجة كده بتضايقني هقولكم عليهم.

أنا من تاني أسبوع كنت بعمل الأكل لينا كلنا وأنزل بيه بس طريقة الأكل اللي كنت متعودة عليها في بيتنا مختلفة عنهم، وتفضل تقولي اعملي بالطريقة دي فبقيت أريح دماغي وأعمل زي ما هم بيحبوا فبنزل كل يوم أعمل الأكل حسب توجيهاتها وطريقتها وأغسل المواعين وأسيب المطبخ نضيف وأقعد معاهم شوية قبل ما أطلع ولو الصالة فيها حاجة بروقها وبجيب المكنسة وامشي بيها في الشقة كل يومين مثلا.

مع العلم أن سلفتي بهدلت حماتي كتير ومكنتش بتعملها اي حاجة لدرجة حماتي دائما تقول عمري ما هسامحها، بس بتشكر فيا للأمانة، ودايما تقول لزوجي فرق التربية واضح ومحترمة وذوق وكفايا إنها لسة عروسة وبتنزل ورغم إني بساعد باللي أقدر عليه واللي قدامي بعمله بس دايما ألاقيها بتلمح كده أنها عايزاني أعمل كل حاجة في البيت زي أنها تفضل تقول إن رجلها وجعاها ومبقتش بتقدر تعمل حاجة رغم أنها ما شاء الله بتحب تخرج جدا وتروح مشاوير وتقابل ناس وتسافر لولادها كل شوية وكانت بتعمل كل حاجة عادي قبل ما آجي.

وأنا بقولها لما حضرتك تحتاجيني أعمل حاجة قوليلي علشان أنا بتكسف أدخل الأوض علشان الخصوصية وكده تقولي لا متتكسفيش اتحركي وادخلي هنا وهنا واتعودي على الشقة واللي فيها.

بس أنا على ما بخلص مواعين ببقى فصلت وبيبقى ورايا حاجات في شقتي تتعمل وأجهز نفسي قبل ما زوجي يجي وبطلع تعبانة أصلا ومفيش وقت فمش قادرة اني اعمل مجهود اكتر من كده تحت، وكمان أي حاجة نشتريها من برا انا وزوجي سواء فاكهة او خضار او اي حاجة نقسمها بيننا وبينهم، بس هي دايما تفضل تعلق أننا كدا جايبين حاجات كتير وتوقعني بالكلام علشان اقولها على سعر الفاكهة بالذات وتقولي احنا متعودين نجيب صنف واحد يكون سعره كويس وخلاص.

ولما انزل بحاجة حلوة تقول شارينها ولا عاملينها في البيت فيما معناه أنها شايفة اني بفرتك فلوس زوجي رغم أن كلها اساسيات، وزوجي زعق معاها مرة بسبب كده وقالها هيفرق معاكي في إيه تعرفي السعر!!

بقيت أقول لزوجي بلاش ننزل من الحاجات اللي مامتك هتعلق عليها علشان نتجنب تعليقاتها بس مش بيرضى وبيقول سيبيها تتكلم بس لازم ننزلهم من اللي بنجيبه.

وكمان من أول اسبوع زواج عماله تكلمني اني اتابع معاد البيريود علشان الحمل، وكل يوم حرفيا انزل تقعد تدعي ربنا يراضينا وتقولي إن سلفتي حملت من أول شهر عقبالك وبجد بتوترني وبتملى دماغ زوجي وبتخليه يفضل يفكر في الموضوع.

غير أنها تقعد تلمح برضو اني أخس رغم اني أصلا 65 كيلو ويوم ما بزيد بكون 70 يعني مش تخينة أوفر ولا حاجة! أقولها دا أنا قمر كده ومش عايزة اخس تقولي خلاص اثبتي على كده عسل اوي متزيديش عن كده ولما موبايلها يرن تقولي قومي خفي نفسك وهاتيه!! وحاجات كتير من هذا القبيل وأنا بعديها وبقول حاجات ما تستاهلش وعادي ومش عايزة أعمل مشاكل بس عايزة نصايح أتعامل معاها إزاي بحيث أحافظ على سلامي النفسي وفي نفس الوقت ما أبوظش العلاقات لأن زوجي بار بيهم جدا وانا مش عايزة أكون سبب في مشاكل بينهم وآسفة على الإطالة

الإجابة 29/11/2025

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وأهلاً وسهلاً ومرحبًا بك ابنتي في موقعك البوابة الإلكترونية للاستشارات، ومبارك لك الزواج حبيبتي.

 

أريد في البداية أن أحييك على روحك الحلوة الطيبة ولطفك ورقيك في التعامل والردود ورغبتك أن تعيني زوجك على بر والديه، وهذا كله ينم بالفعل عن تربية عالية وأخلاق رفيعة، أسأل الله سبحانه وتعالى أن يزيدك من فضله.

 

حدود لطيفة

 

ابنتي الغالية، أنت عروس لم تتزوجي إلا من شهر واحد وما زالت العلاقة بينك وبين زوجك وعائلته في مرحلة التشكل والتكوين.. البدايات الجميلة تمنح هذه العلاقة دفعة قوية للانطلاق لكن البدايات الجميلة لا بد أن تكون واقعية ومريحة حتى يمكننا الاستمرارية فيها.

 

لذلك أريدك ألا تكلفي نفسك فوق طاقتها ما تستطيعين فعله بطيب نفس ورضا ودون أن تشعري أنك تقومي بتضحية ستنتظرين عليها في يوم ما رد فافعليه ابتغاء رضا الله عز وجل ثم رضا زوجك وتعميقا لصلة الرحم.. وما تشعرين أنه إجهاد وضغط ولا ترغبين في عمله ولا ترتاحين فيه فاجتنبيه وتعلمي فنون الرد اللطيف الذي يحمل معنى "لا" حتى لا تشعري بالضيق النفسي والإرهاق الجسدي ثم لا تملكي القدرة على التراجع بعد أن وضعت بنفسك قوانين حادة لإدارة العلاقة بينك وبين عائلة زوجك.

 

غاليتي، أنت بحاجة لوضوع حدود واضحة لك، لا أقول لك ضعي حدودًا صارمة، ولكن ضعي حدودًا لطيفة لكنها واضحة وينبغي أن تحترم.

 

ليس من حق حماتك التعليق على وزنك أو شكلك.. أنت أجبتها إجابة جيدة وقلت إنك معجبة هكذا بنفسك، ثبتي هذه الإجابة، لكن أشعريها أنك غير مرحبة بمثل هذا التعليق فإن كنت جالسة معها مثلا تتحدثان فقومي وقولي إن لديك أمورًا مهمة في شقتك فيحدث ربط بين التعليقات السخيفة وبين غيابك عن بيتها فيحدث إطفاء للسلوك والكلام غير المرغوب.

 

عندما تتحدث عن الحمل، قولي لها هذا يحدث بأمر الله والحديث فيه يصيب المرأة بالتوتر، حدثيها بجدية وأيضا غادري، وعندما تتلطف معك وتقول هل غضبت؟ قولي لها بصراحة نعم ولا أحب الشعور بالضغط.

 

تعلمي مهارة التعبير عن نفسك.. أنا أحب كذا.. وأنا لا أحب كذا.. أنا أشعر بكذا.. أنا أحتاج كذا.

 

نفس هذه الاستراتيجية اتبعيها مع زوجك.. أنا لا أحب الضغوط، خاصة أننا لم نتزوج إلا من شهر واحد وأمر الحمل من غير المنطقي بالمرة أن نفكر فيه الآن.

 

المنقذ والضحية

 

ابنتي الحبيبة، تعاملي مع حماتك برقة ولطف شديد كما قلت لك، لكن احمي حدودك النفسية جيدًا ولا تسمحي لها بتجاوز هذه الحدود ولو مزاحًا.. قومي أحضري لها الهاتف، ولكن مع جملة يا خالتي لا أحب هذا المزاح فأنا خفيفة للغاية نشيطة للغاية، وأن تقول عنك حساسة سريعة الغضب خير من التمادي في السخرية منك؛ لأنك مهما صبرت قد تنفجرين وتخطئين في لحظة ما.. وحتى لو صمدت ولم تخطئي فستتغير مشاعرك الطيبة نحوها وهذا أمر غير مستحب وكان يمكن منعه لو تحدثت منذ البداية.

 

لا تلعبي يا ابنتي دور "المنقذ" في بيت العائلة، فهناك نمط شهير يحدث في بيوت العائلة الممتدة تقوم فيه الحماة بدور "الضحية" السيدة المسنة المسكينة التي تحتاج الخدمة والمساعدة والونس.. وهناك دور "الجاني"، وفي عائلتكم تقوم به السلفة الشريرة (سلفتي بهدلت حماتي كتير ومكنتش بتعملها أي حاجة لدرجة حماتي دائما تقول عمري ما هسامحها)، وبالطبع أنت لم تسمعي رواية وحكايات هذه السلفة، ومجرد أنها لم تكن تعمل شيئًا فلا يعني هذا أنها بهدلت حماتك لأنها ليست مطالبة بخدمتها وما تقوم به كرم أخلاق وصدقة وصلة رحم..

 

يتبقى دور "المنقذ" وهو دور في ظاهره نبيل لأن المنقذ يقدم الحل.. يساعد.. يدعم، لكن المبالغة في هذا الدور تلغي حدوده الشخصية وتحمله ما لا يطيق من أعباء فيتحول لدور "الضحية" ولربما ينفجر ويتحول لدور "الجاني".

 

حماتك تعزز دور "المنقذ" لديك (بس بتشكر فيا للأمانة ودايما تقول لزوجي فرق التربية واضح ومحترمة وذوق وكفايا أنها لسة عروسة وبتنزل)، لكنها لا تكتفي بما تقدمينه بطيب نفس وتطالب بالمزيد، وللأسف هذه نفسية كثير من الحموات في بيوت العائلة تشكر ولكن تطلب المزيد بالتدريج وهي تؤذي نفسها بهذه الطريقة فهي ليست قعيدة وصحتها جيدة، فإن لعبت دور القعيدة فستتحول لذلك بالفعل.. ألمحي لها كما تلمح لك فهي تقول لك: قومي خفي نفسك.

 

يمكنك أن تقولي لها: على فكرة يا خالة هذا خطر عليك لا بد أن تتحركي باستمرار حتى تحافظي على صحتك. تقول لك: أقدامي تؤلمني. قولي: شفاك الله وعافاك، لكن لا تستلمي

رن هاتفها مرة أخرى تجاهليه لا تبادري بإحضاره ويمكنك أن تنشغلي بأي شيء حتى تمنحيها الفرصة للقيام والحركة. تسأل عن سعر شيء ما قولي ببساطة: ابنك من يحاسب وهو من معه الميزانية.

 

تريدين الطهي في بيتك لا تترددي ولا تجبري نفسك على النزول.. تريدين الطهي مرة في بيتك ومرة في بيتها لا بأس.. تريدين صناعة طعام ما على طريقتك اصنعيه لك ولزوجك.. تشعرين بالإرهاق اطلبي من زوجك الطعام الجاهز.. لا تتجاوزي طاقتك حتى لا يؤدي ذلك لنتيجة عكسية.

 

كل يومين تنظفين لها البيت هذا كرم أخلاق منك.. تلمح أن عليك أن تقومي بكل شيء.. ألمحي أن هذا لا يناسبك ولا يريحك وليس في حدود قدراتك.. تحدثت بصراحة لا تخجلي وتحدثي بصراحة لكن بأدب شديد ولطف.. قللت من اهتمامها بك أو تعاملت بطريقة فاترة قللي من الأوقات التي تقضيها بصحبتها.. ظلت تعاملك بلطف أحسني إليها قدر ما تستطيعين لأن العلاقات تبادلية وحتى تعززي سلوكها الجيد وتقومي بإطفاء السلوك غير المرغوب فيه.

 

ترتيب الأولويات

 

ابنتي الغالية، من المهم جدًّا أن تشاركي زوجك في شكل العلاقة المقترحة ووضع الضوابط لها وتوضحي له حدود قدراتك وما يريحك حتى يكون معك في تفاصيل الصورة.

 

وأخيرًا رتبي أولوياتك كالتالي:

 

* نفسك أولاً (صلاتك وعبادتك.. طعامك وصحتك.. اهتمامك بنفسك.. أوقات للاسترخاء) لو لم تهتمي بنفسك فلن تستطيعي القيام بباقي واجباتك.

 

* زوجك ثانيًا (منحه حقوقه كزوج.. قضاء وقت خاص معه.. الاستثمار في علاقتك به).

 

* أولادك المستقبليون إن شاء الله.

 

* بيتك وادارته.

 

* عائلتك وصلة رحمك.

 

* عائلة زوجك ورعايتهم.

 

هذا الترتيب لا يعني إهمال والد زوجك ووالدته أبدًا، ولكن دعوة لترتيب الأولويات منذ البداية بشكل صحيح، فأن يكون قد مر شهر واحد على زواجك وتقولين: (أنا على ما بخلص مواعين ببقى فصلت وبيبقى ورايا حاجات في شقتي تتعمل وأجهز نفسي قبل ما زوجي يجي وبطلع تعبانة أصلا ومفيش وقت فمش قادرة أني أعمل مجهود أكتر من كده تحت)، فهذا دلالة على اختلال في الأولويات وعلامة غير جيدة للإجهاد والاستنزاف وعدم الشعور بالراحة.

 

ابنتي العاقلة، ما يمكنك تمريره مرريه ولا تقفي عنده، لكن كوني صادقة مع نفسك، ما تشعرين أنه مزعج وغير مريح فابحثي له عن حل في ضوء نظرة شمولية لحياتك كلها ترتبين فيها الأولويات بطريقة صحيحة.. أسعد الله قلبك ويسر حياتك، وتابعيني بأخبارك دائمًا.

 

روابط ذات صلة:

في "بيت العيلة" هل يجب علي خدمة حماتي؟

حماتي تشوش سلامي النفسي

حماتي تتنمر عليَّ أنا وأبنائي.. كيف أتصرف؟!

هل يجب إرضاء حماتي دائمًا؟!

أنا وحماتي والخراب.. الحل في تطهير قلبك

الرابط المختصر :