طفلتي بدأت تتلعثم.. كيف أنقذ حروفها؟!

Consultation Image

الإستشارة
  • المستشار : د. أميمة السيد
  • القسم : الأطفال
  • التقييم :
  • عدد المشاهدات : eye 49
  • رقم الاستشارة : 2760
22/09/2025

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

أنا أم لطفلة عمرها ست سنوات، ابنتي كانت طبيعية في كلامها من قبل ولا تعاني من أي مشكلة في النطق، لكن من حوالي أسبوعين فقط، ومنذ أن بدأت الدراسة في الصف الأول الابتدائي، لاحظت عليها أنها صارت تتلعثم أحيانًا في الكلام وتتردد في إخراج بعض الكلمات، وكأن الكلام يعلق عند أول الحرف.

أنا قلقة جدًّا عليها، خصوصًا أن هذا لم يحدث لها من قبل، ولا أعرف إن كان السبب خوفها من المدرسة أو توترها من الجو الجديد، أم أن الأمر يحتاج إلى تدخل متخصص.

أرجو نصيحتك دكتورة، هل هذه حالة طبيعية وتزول مع الوقت؟ أم عليّ أن أتصرف بسرعة قبل أن تتفاقم المشكلة؟

الإجابة 22/09/2025

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته أيتها الأم الكريمة،

 

أسأل الله أن يقرّ عينك بابنتك، وأن يجعلها قرةَ عينٍ لكِ في الدنيا والآخرة.

 

أولًا: أطمئنكِ أن ما تمرّ به ابنتك من تلعثم مفاجئ بعد دخول المدرسة هو أمر قد يُلاحظ عند كثير من الأطفال في هذه المرحلة، ويُسمّى في علم النفس التربوي بـ Transient Developmental Stuttering، أي "التلعثم النمائي العابر".

 

سبب التلعثم المفاجئ

 

وغالبًا ما يظهر التلعثم المفاجئ نتيجة Environmental Stressors، أي الضغوط البيئية الجديدة، كدخول الطفل إلى عالم المدرسة وما يحمله من رهبة، أو نتيجة Performance Anxiety، أي القلق من الأداء أمام الآخرين.

 

ثانيًا: علينا أن ندرك أن ابنتك لم تكن تعاني من مشكلة لغوية من قبل، بل كانت طبيعية، وهذا دليل أن ما حدث هو Symptom of Adjustment أي عرَض مرتبط بالتكيف، وليس مرضًا دائمًا. وهنا تبرز أهمية Parental Emotional Support أي دعم الوالدين العاطفي، فكلما شعر الطفل بالأمان والثقة في البيت، استطاع تجاوز قلقه في المدرسة بشكل أسرع.

 

ثالثًا: لا بد أن أُذكّر بأن التربية ليست فقط رعاية جسد، بل هي أيضًا رعاية للروح والعاطفة، وقد قال رسول الله ﷺ: "كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته"، ورعايتنا تشمل إصغاءنا لأطفالنا واحتضانهم نفسيًّا قبل أي تدخل علاجي.

 

كيفية التعامل مع البنت

 

رابعًا: من الناحية العملية أوصيكِ بما يلي:

 

1- تجنبي لفت انتباهها للتلعثم أو التعليق عليه سلبًا؛ لأن ذلك يزيد من Self-consciousness أي وعيها المفرط بنفسها، مما يفاقم المشكلة.

 

2- أظهري لها القبول غير المشروط.. أي أن تشعر أنكِ تحبينها وتقدّرينها كما هي، بغضّ النظر عن صعوبة نطقها أحيانًا.

 

3- أكثري من الحوار الهادئ معها في البيت، وامنحيها وقتًا كافيًا لإنهاء جُملها من غير استعجال، فهذا ينمّي عندها الشعور بالكفاءة.

 

4- كذلك من الضرورى أن تتواصلي مع معلمتها بلطف لتكون واعية لحالتها، وتعاملها بصبر واحتواء داخل الصف، حتى لا يتحوّل قلقها إلى School Avoidance أي رفض المدرسة.

 

5- إذا استمرّ التلعثم لفترة طويلة (أكثر من ثلاثة أشهر)، أو صاحبه انطواء شديد، فحينها يُستحسن مراجعة أخصائي تخاطب، لدعم التدخل المبكر.

 

خامسًا: اجعلي الدعاء سلاحك، وذكّري نفسك أن القلوب بين يدي الله، وقد قال سبحانه: ﴿وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ﴾.. ومن جميل ما قيل الإمام الشافعي:

 

ولربَّ نازلةٍ يضيقُ بها الفتى ** ذرعًا وعند الله منها المخرجُ

 

* همسة أخيرة:

 

عزيزتي الأم القلقة: ابنتك تحتاج الآن إلى طمأنينة قلبك قبل أي علاج، وإلى أن تريها في عينيك أنكِ تثقين بقدرتها على التعلّم والتعبير. وما هي إلا مرحلة مؤقتة -بإذن الله تعالى- وستجدين أن لسانها عاد إلى طلاقته حين تستعيد شعورها بالأمان والثقة.

 

روابط ذات صلة:

حين أتلعثم.. يضربونني على فمي!!

الرابط المختصر :