Consultation Image

الإستشارة 26/03/2025

أنا شاب مسلم، أدرس في الجامعة وأسعى للعفة، لكنني أعاني من إدمان النظر إلى الصور المحرمة ومقاطع الإنترنت الفاضحة. حاولت التوقف مرارًا لكنني أضعف وأعود إليها، وأشعر بعدها بندم شديد، فما السبيل إلى التخلص من هذا الابتلاء؟ كيف أقاوم هذه العادة وأعيش بطهارة قلب ونقاء عين؟

الإجابة 26/03/2025

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:

 

فأسأل الله بداية أخي الكريم أن يوفقك ويسدد خطاك، ويعينك على السير في طريق العفة والطهارة. وما دمتَ تشعر بالذنب وتسأل عن الحل، فهذا دليل على أن قلبك حي، وأنك تريد الخير، وهذه بداية الطريق إلى التحرر من هذه العادة السيئة.

 

وهي مشكلة كبيرة في حياة كثير من شبابنا وفتياتنا، وأشكرك على همتك وجرأتك في السؤال، واسمح لي بتوضيح بعض النقاط العملية في إجابة عذا السؤال، لك ولغيرك، وبيان ذلك على النّحو التالي:

 

أولًا: لماذا يجب عليك ترك النظر الحرام؟

 

- لأنه معصية لله ومحاربة للنقاء القلبي، قال الله تعالى: “قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ۚ ذَٰلِكَ أَزْكَىٰ لَهُمْ” والنظر المحرم يُظلم القلب، ويُضعف الإيمان، ويقود إلى الفتور في العبادة.

 

- لأنه يزيد الشهوة ولا يُشبعها، والنظر إلى الحرام لا يروي العطش، بل يزيده، كما قال النبي ﷺ: "لا يَملأُ جَوفَ ابنِ آدَمَ إلَّا التُّرابُ".

 

- لأنه يُضعف الرجولة ويجعل الإنسان أسيرًا لشهوته، ومدمن النظر يعيش في عالم خيالي، ويضعف عند مواجهة الواقع، مما يؤثر على زواجه واستقراره النفسي مستقبلاً.

 

- لأنه سبب لضيق الصدر وفقدان لذة الحياة، يقول ابن القيم: "إطلاق البصر يوجب الوحشة بين العبد وربه، فيجد قلبه مظلمًا كئيبًا ضيقًا، وهذا أقسى عقاب دنيوي للذنوب".

 

ثانيًا: خطوات عملية للعلاج والتخلص من الإدمان

 

- قطع مصادر الحرام فورًا: احذف جميع المواقع والتطبيقات التي تجرّك إلى هذا الذنب، واستخدم برامج حجب المحتوى المحرم على هاتفك وجهازك الشخصي، وإذا كنت ضعيفًا أمام مواقع معينة، أضفها إلى قائمة الحظر نهائيًّا.

 

- اشغل بصرك بالحلال، واملأ وقتك بالمفيد، مثل: مشاهدة مقاطع عن الإعجاز العلمي في القرآن، ومتابعة الدروس الدينية والتطويرية التي تنمي شخصيتك، والاشتراك في أنشطة الجامعة والجمعيات الخيرية.

 

- تجنب الوحدة والفراغ؛ فالشهوة تزداد عندما تكون وحيدًا، فاحرص على أن تكون مشغولًا دائمًا، ويمكنك الانضمام لمجموعات طلابية أو نوادٍ رياضية أو حلقات قرآن.

 

- قوة الإرادة تبدأ من قلبك، فلا تقل "سأحاول" بل قل "سأتوقف فورًا"، واجعلها حربًا بينك وبين الشيطان، وعاهد نفسك أنك لن تستسلم.

 

- كثرة الاستغفار واللجوء إلى الله، والنبي ﷺ يقول: "التائب من الذنب كمن لا ذنب له"، فاستغفر الله كلما ضعفت، وأكثر من قول: "اللهم طهّر عيني وقلبي".

 

- صيام النوافل لترويض النفس، وفي الحديث: "يا معشر الشباب، من استطاع منكم الباءة فليتزوج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم، فإنه له وجاء"، والصيام يُهذب النفس ويضعف الشهوة.

 

- تذكر عاقبة النظرة المحرمة: فهل ترضى أن تُنشر صورك الخاصة بين الناس؟ إذن لماذا تشاهد أعراض الآخرين؟! ماذا لو جاءك ملك الموت وأنت على هذه المواقع؟ كيف سيكون موقفك أمام الله؟

 

- استبدال بالعادة السيئة عادة حسنة، فكلما راودتك النفس إلى النظر، اقرأ وردًا من القرآن، أو مارس رياضة، أو تواصل مع صديق صالح.

 

- تذكر أنك قادر على الانتصار، وأمامك ملايين الشباب تخلصوا من هذا البلاء، وأنت تستطيع ذلك أيضًا، ولا تيأس من التوبة حتى لو عدت مرات، فالله يحب التوابين.

 

ثالثًا: متى تعرف أنك نجحت؟

 

- عندما تستطيع أن تفتح الإنترنت دون خوف من السقوط في الحرام.

 

- عندما تشعر بأن قلبك نظيف وأنك لا تحتاج إلى هذه الأمور لتشعر بالسعادة.

 

- عندما تبدأ في رؤية النساء نظرة طاهرة، كما ينظر الأخ إلى أخته.

 

وأخيرًا: أنت أقوى من شهوتك!

 

- أخي الحبيب، لا تجعل نظرة عابرة تحرمك من نور الله في قلبك، ولا تسمح لشهوة مؤقتة أن تسلب منك طهارة عينيك وصفاء روحك.

 

- تذكّر أنك خُلقت لرسالة عظيمة، وأن الله يريدك طاهرًا نقيًا، فاصنع مستقبلك بيدك، وأعلنها من اليوم: "لن أعود لهذا الذنب أبدًا!".

 

نسأل الله أن يطهّر قلبك، ويمنحك القوة والعفاف، ويرزقك حلاوة الإيمان.

الرابط المختصر :