23 فبراير 2025

|

24 شعبان 1446

Consultation Image

الإستشارة 02/02/2025

أنا مخطوبة من 6 شهور وعرسي كمان شهرين. خطيبي، ما شاء الله عليه، إنسان مهذب ومحترم جدًا، وكل الناس بتشهد بذلك. المشكلة مو إنه وحش ولا شي، بالعكس، هو مثالي بكثير من الأمور. الموضوع إنه شخصيته قوية جدًا، وعنده هيبة، وكل اللي يتعامل معه من أهلي ملاحظين ذلك. وهالشي صار يعمل لي مشكلة، خصوصًا هلأ وأنا عم جهز للعرس. إحنا متفقين على كل شي، من ضمنها فرش البيت، وكل واحد منا عارف شو عليه. لكن هلأ في شغلة أنا بدي ياها بعيدة عن الاتفاقات، وطلبت من بابا يحكي معه فيها. بابا رد علي وقال لي إنه متردد يحكي معه، وبصراحة اعترف إنه "خايف منه". بابا قال لي بالنص: "عنده نظرة بتلخبطني". أنا مو عارفة شو أعمل، وخايفة حدا من أهلي يحكي معه. هلأ السؤال: هل هالشي معناته إنه شخصيته قوية زيادة عن اللزوم، ولا رح أقدر أكسبه مع الوقت؟

الإجابة 02/02/2025

بنيتي الحبيبة، أهلاً وسهلاً ومرحبًا بك وبكل صبايا الشام على بوابة استشارات المجتمع...

 

أرى أن خطيبك شخص مميز حقًّا فهو مهذب ومحترم حتى أنه يكاد يقترب من المثالية فلِمَ القلق؟ ربما يعود جزء من قلقك لاقتراب موعد عرسك، ووجود شخصية مثالية هكذا في وقت تشكو فيه الفتيات من عيوب جسيمة في الرجال الذين ارتبطن بهم قد يكون قد أثار ريبتك؛ حتى وصل بك الأمر أنك لا تكادين أن تصدقي أن ثمة شخصًا جيدًا، وأنه بالتأكيد خلف هذه الصورة المثالية هناك مشكلة لا تعرفينها ولم تلمسي عليها دليلا...

 

لو كان الأمر كذلك فما رأيك أن تصلي صلاة الاستخارة حتى يطمئن قلبك تجاهه، بل ويمكنك تأجيل العرس بعض الوقت لو أن قلبك لا يشعر بالاطمئنان لمزيد من فهم شخصيته لو كنت تشعرين أنها شخصية تتسم بالغموض.

 

كون خطيبك شخصية قوية ذات هيبة فهذه نقطة إيجابية لأي فتاة.. أن يكون زوجها المستقبلي قادرًا على إدارة الأمور.. شخصية تستطيع المبادرة ويستطيع فرض احترامه على من حوله.. أي فتاة طبيعية لم تصبها النسوية ستعجب بمثل هذه الشخصية.

 

لكنك تتحدثين عن شخصية مخيفة وليس شخصية قوية.. رجل يحمل نظرة تخيف رجلا يكبره بسنوات وفي مقام والده وهو أمر غير مفهوم وغير واضح.. أنت خائفة من أن تتكلمي معه.. والدك خائف من الحديث معه.. أنت خائفة أن تطلبي من أحد من أفراد أسرتك أن يتحدث معه في تفاصيل صغيرة مرتبطة بالتجهيز للعرس، فلماذا كل هذا الخوف؟ هذا أمر بالنسبة لي لم أفهمه وأتمنى أن تتواصلي معي برسالة أخرى لتوضيحه.

 

تسأليني بقولك: "هلأ السؤال: هل هالشي معناته إنه شخصيته قوية زيادة عن اللزوم، ولا رح أقدر أكسبه مع الوقت؟" فهل مفهومك للشخصية القوية بصورة زائدة أنها شخصية مخيفة ترهب من حولها بنظراتها ولغة جسدها، وهل معنى سؤالك عن إمكانية أن تكسبي مثل هذه الشخصية أن يرتفع حاجز الخوف والرهبة ويكون التعامل عفويًّا؟ أم معناه أن تجعليه يحبك فيتباسط معك في الكلام؟ (أريدك أن تتواصلي مع ذاتك ومشاعرك وتحاولي الإجابة على هذه الأسئلة).

 

بنيتي، أستشعر من كلماتك ضعف ثقة في الذات وحالة من الاستسلام وعدم القدرة على التخطيط واتخاذ القرار وإرجاء الأمر كله للمستقبل دون إدارة للأمر، وما هكذا ينجح الزواج.. وما هكذا تعيشين السعادة.

 

يا بنيتي، لو أن زوجك شخصية قوية بالمعنى الصحيح والدقيق للكلمة فسيكفيك أن تكوني فتاة رقيقة ناعمة هادئة الطباع حتى تكسبيه بكل سهولة وتعيشي السعادة معه، ولن تكوني بحاجة للتدريب على مهارات لإتقان التعامل معه، لكن لو كان زوجك شخصية تميل للسيطرة وإرهاب من حوله ففي حالة أنك قررت الاستمرار معه فلا بد أن تتقني مهارات الحديث والسلوك، فتتقني فن التواصل البصري، فرجل له نظرة تخيف الرجال لا بد من أن تجيدي النظر جيدًا بشكل مباشر في عينيه عند الحديث ويجب عليك أن يكون كلامك مركزًا محددًا واضحًا تقولينه بهدوء وبمخارج حروف واضحة ونبرة تتسم بالثقة..

 

عليك أن تتوقفي ثانيتين قبل الرد عليه لضمان أن تحصلي على كامل اهتمامه، هذا في حالة المناقشة معه، أما في الأحوال العادية الطبيعية فأنت بحاجة فقط لاستلهام فطرتك الأنثوية.

 

سأقدم لك نصيحة أخيرة تصلح كاختبار لمدى نجاح هذه العلاقة: يمكنك بعد أن تصلي صلاة الاستخارة أن تتحدثي إليه بعد أن ترتبي أفكارك جيدًا وتستجمعي شجاعتك وتطلبي منه ما تريدين بهدوء، وانظري رد فعله بل انظري رد فعلك وأنت تخطين هذه الخطوة؛ فقد يكون في ذلك مؤشر قوي لمدى نجاح هذه الزيجة.. وفقك الله تعالى وكتب لك الخير وأسعد قلبك، وفي انتظار إجابتك على أسئلتي ومتابعتي بما قمت به.