الإستشارة - المستشار : أ. فتحي عبد الستار
- القسم : أسرية
- التقييم :
- عدد المشاهدات :
246 - رقم الاستشارة : 627
09/01/2025
أنا سيدة متزوجة وأم، عندي مشكلة في اتخاذ قرار بشأن عملي. أنا أعمل في شركة برمجة في القطاع الخاص وبراتب جيد، ولكن دون أي ضمان، وبجهد كبير، وعُرضت عليَّ وظيفة جديدة في الدولة براتب أقل، بس في ضمان اجتماعي وضغط شغل أقل، وإمكانية الحمل والولادة أسهل. وأنا في الحالتين بحاجة للعمل، وعندي ابني الصغير 4 سنوات في الحضانة، ومتأقلم ومعندوش مشكلة، فأنا في حيرة في الخيار بين الوظيفة الدائمة ذات الراتب الأقل والوظيفة ذات الراتب الأعلى.
أختي الكريمة، مرحبًا بك، ونشكرك على تواصلك معنا، وبعد...
فإن الإنسان لا يستطيع أن ينال في الدنيا كل شيء، وأن يجمع بين كل المميزات، فلا سعادة كاملة في الدنيا.
لذا فإن على الإنسان أن يجتهد قدر استطاعته في التوفيق بين الأشياء، ويبذل جهده في محاولة الوصول لاختيار سليم بين الخيارات المتاحة، وذلك عبر النظر الجيد في احتياجاته النفسية والأسرية والمادية، وتحديد الأولويات، ثم باستشارة ذوي الخبرة، ويتوج ذلك باستخارة الله عز وجل ليهديه إلى الطريق الأصوب وييسره له ويرضيه به. وبالطبع فكل إنسان أدرى بنفسه وباحتياجاته وبأولوياته، وهو وحده القادر على أن يختار في النهاية الأنسب والأصلح له.
إلا أنني من واقع ما ذكرته من تفاصيل قليلة في رسالتك، فإني أرى أن عملك في القطاع الخاص -وإن كان عائده المادي مرتفعًا- فإنه يحرمك من مميزات عدَّة قد لا تُقدَّر بمال، مثل وجود فائض من الوقت والجهد لرعاية بيتك وأسرتك، وكذلك فهو لا يوفر لك ضمانات اجتماعية وصحية، لذا أرى أن الأفضل لك زوجةً وأُمًّا –خاصة إن كانت ظروف زوجك المادية متيسرة– أن تقبلي بالعمل في الوظيفة الحكومية التي راتبها أقل، ولكنها توفر لك مميزات أخرى كثيرة أنت بحاجة إليها كزوجة وكأم، من ضمان اجتماعي وصحي، وضغط عمل أقل.
ولتعلمي –سيدتي– أنه إذا كان عملك الآن في القطاع الخاص على ظروفه التي ذكرتها لا يزعج ابنك ولا يؤثر عليه حاليًّا، إلا أنه سيؤثر عليه كلما كبر، وزادت حاجته إليك، وكذلك زوجك، واعتقادي أن زوجك وولدك وبيتك أهم ما يجب أن تحافظي عليه في حياتك، والحمد لله أن هناك خيارًا آخر هو الوظيفة الحكومية، وما لا يُدرك كله لا يُترك كله.
أسأل الله لك التوفيق والرشاد.