الإستشارة - المستشار : د. رجب أبو مليح محمد
- القسم : فقهية
- التقييم :
- عدد المشاهدات :
7 - رقم الاستشارة : 1046
22/02/2025
شربت الخمر لمدة أسبوعين ورمضان قادم، فهل يجب أن أصوم أم لن يُحتسب أو يُقبل
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وآله وصحبه ومن والاه، وبعد:
فلا شك أن الخمر أم الكبائر، ومن السبع الكبائر المهلكات، لكن صيام شهر رمضان فريضة واجبة، وعليك بالتوبة النصوح المستوفاة أركانها وشروطها بأن تقلع عن هذا الذنب العظيم، وتندم على فعله، وتعزم على عدم العودة، وتنوي بصيامك مغفرة لذنبك، وعونًا لك على الإقلاع عن هذا الذنب العظيم.
وشرب الخمر من كبائر المحرمات، بل هي أم الكبائر ـ كما قاله عمر وعثمان رضي الله تعالى عنهما، والدليل على تحريمها قول الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الخَمْرُ وَالمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلامُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ * إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ العَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ اللهِ وَعَنِ الصَّلاةِ فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُونَ﴾ [المائدة: 90- 91].
ومن السنة ما روى أبو داود في سننه "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لعن الخمرة وشاربها وساقيها وبائعها ومبتاعها وآكل ثمنها وعاصرها ومعتصرها وحاملها والمحمولة إليه".
وعلى الرغم من أن شارب الخمر مرتكب لكبيرة من أكبر الكبائر، فإنه مسلم ما دام ليس مستحلاً لها، ولا مستهزئًا بحكمها، وبالتالي هو مكلف ومخاطب بفروع الشريعة الإسلامية، بل أحوج إلى العبادة من غيره.
يقول الله تعالى: ﴿وَأَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِّنَ اللَّيْلِ إِنَّ الحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ﴾ [هود: 114].
فعد إلى الله أخي الحبيب وتب من هذا الذنب وأقبل على شهر رمضان وكأنه صيام مودع، ونسأل الله تعالى أن يغفر ذنبك ويطهر قلبك، إنه ولي ذلك والقادر عليه.
والله أعلى وأعلم