الإستشارة - المستشار : د. عادل عبد الله هندي
- القسم : دعوية
- التقييم :
- عدد المشاهدات :
360 - رقم الاستشارة : 775
23/01/2025
أنا فتاة مسلمة أرتدي الحجاب منذ سنوات وأتعامل مع زميلاتي كثيرا، لكنني أواجه الكثير من التساؤلات من زميلاتي في الجامعة حول كونه يقيد حرية المرأة أو أنه مجرد تقليد اجتماعي وليس له أهمية دينية. كيف أرد عليهن وأثبت لهن أن الحجاب جزء من هويتي الإسلامية وليس عائقًا لحريتي؟
الأخت السائلة الكريمة:
شكر الله لكِ مشاركتك الكريمة بهذه الاستشارة، كما نتوجه إلى الله تعالى بالشكر أن أنعم على هذه الأمة بثلّة مباركة من الشباب والفتيات تمتلئ قلوبهم غيرة على دينهم، في زمن كثرت فيه الفتن، فلله الحمد والمنة.
واعلمي أختي الكريمة بأن الحجاب -كرمز من رموز الشعائر الدينية لدينا كمسلمين- يُثار حوله الكثير من الجدل، لذلك الرد عليه يحتاج إلى توضيح حكمة تشريعه وأثره الإيجابي على المرأة، مع بيان أنه ليس مجرد زيّ ولكنه عبادة والتزام.
ويمكن الردّ من خلال النقاط التالية:
أولا: الحجاب كأمر ديني، فإنّ الحجاب ليس مجرد عادة اجتماعية بل هو أمر إلهي واضح في القرآن الكريم، قال تعالى: {وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا}، وقال أيضًا: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ}؛ فالحجاب فرض ديني، وهو جزء من عبادة المرأة لله وطاعتها لأوامره.
ثانيًا: الحجاب كرمز للهوية والحرية: هو اختيار يعبر عن التزام المرأة بهويتها الإسلامية، وهو إعلان عن استقلالها عن مقاييس الجمال السطحية التي يفرضها المجتمع، والحرية الحقيقية هي أن تختار المرأة ما يُرضي خالقها، لا أن تكون أسيرة لصورة مجتمعية تحدد قيمتها بناءً على مظهرها.
ثالثًا: الحكمة من تشريع الحجاب: أنه يحفظ كرامة المرأة ويعزز من احترام الآخرين لها، وهو رسالة واضحة بأن قيمة المرأة لا تقتصر على شكلها الخارجي.
رابعًا: دحض فكرة التقييد، والرد -هنا- بسؤال منطقي: "هل الالتزام بأي مبدأ يُعتبر قيدًا؟ وهل تقيدك بضوابط الدين في الطعام أو الصلاة يُعد تقييدًا؟"، فضلا عن أن الحجاب وسيلة لتحرير المرأة من استغلال الجسد في الإعلانات والمظاهر الاجتماعية، التي نراها اليوم.
خامسًا: الأدلة شرعية والمنطقية لدعم الرد:
O اعتبر القرآن الكريم أنّ الحجاب جزء من التقوى والالتزام بتعاليم الله: {وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ}، كما دعا القرآن لعدم التبرج: {وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَىٰ}.
O وفي السنة النبوية: إعلان أن الحياء شعبة من الإيمان، وما الحجاب إلا تعبير عن الحياء من المرأة العفيفة الطاهرة النقية.
O وأما المنطق والعقل، فإن الحجاب لا يمنع المرأة من التعليم أو العمل أو التميز؛ كثير من النساء المحجبات أثبتن تفوقهن في شتى المجالات، ولنا أن ننظر في نتائج اختبار البنات في الإعدادية والثانوية حيث التعليم العام والديني في بلادنا، كما أن القيم الأخلاقية، مثل الحجاب، لا تقلل من الحرية بل تضيف لها بعدًا معنويًّا.
واسمحي لي أختي السائلة أن أقدّم لكِ بعض النصائح الدعوية للرد على زميلاتك، من خلال الآتي:
1. الأسلوب الهادئ واللبق: فركزي على أن الحجاب خيار واعٍ وليس فرضًا اجتماعيًّا.
2. النماذج المشرفة: فيمكنك أن تشيري إلى نساء ناجحات يرتدين الحجاب، مثل العالمات والطبيبات والناشطات.
3. الحوار المفتوح: اسألي زميلاتك: "هل تعتقدن أن الحرية تعني التخلي عن القيم؟ أم أنها تعني التمسك بما نؤمن به دون ضغوط؟".
وأخيرا فإنّ الحجاب تاج يُظهر قوة المرأة المسلمة وتمسكها بهويتها ودينها. وكوني نموذجًا يحتذى به بأخلاقك وسلوكك، وأثبتي لزميلاتك أن الحجاب يعزز قيمتك كإنسانة ويعكس جوهرك الداخلي لا مظاهرك الخارجية.