22 فبراير 2025

|

23 شعبان 1446

Consultation Image

الإستشارة 10/02/2025

أنـا إمام وخطيب في بلدتي وهي قرية ريفية، وعندي بعض الوجهاء وبعض أصحاب الوظائف المرموقة يصلون معنا في المسجد، لكن لهم طبيعة خاصة، فأرجو أن تعطوني ولو خطوات يسيرة دعوية، متميزة في التواصل مع الوجهاء وأصحاب الوظائف المرموقة في بلدتي؛ عسى أن يكون سببًا لفتحٍ دعويّ جديد بين أُسَرِهم وعوائلهم وبين الناس في المجتمع.. وشكر الله لكم حسن تعاونكم..

الإجابة 10/02/2025

أخي السائل الكريم:

 

مرحبا بك وبارك الله فيك وفي جهودك الدعوية، وأسأل الله أن يفتح عليك أبواب الخير ويجعلك مفتاحًا للبركة في بلدتك.

 

اعلم -أخي الكريم- أنّ التعامل مع الوجهاء وأصحاب الوظائف المرموقة يحتاج إلى حكمة وأسلوب خاص؛ لأنهم غالبًا يملكون تأثيرًا واسعًا في المجتمع، ويمكن أن يكون التواصل معهم بوابة لفتح آفاق دعوية جديدة، ومن ثم أقدم لك بعض الخطوات الدعوية العملية للتواصل معهم، وذلك على النّحو التالي:

 

الخطوة الأولى: بناء علاقة شخصية وثيقة: فابدأ بالتعرف على الشخصيات المؤثرة بشكل غير رسمي، كما يمكنك القيام بزيارتهم في منازلهم أو مكاتبهم بعد التنسيق معهم، مع اختيار الوقت المناسب، وقدِّم التهنئة في المناسبات السعيدة، وعبّر عن مشاعرك الصادقة في المناسبات الحزينة، وإذا أمكن، قدم هدية بسيطة تعبّر عن تقديرك لهم.

 

الخطوة الثانية: إشراكهم في الأنشطة المجتمعية: فيمكن لك أن تدعوهم لحضور المناسبات الدينية والاجتماعية في المسجد، واطلب مشاركتهم في فعاليات دعوية أو اجتماعية كشركاء فاعلين، مثل المساهمة في إصلاحات المسجد أو دعم برامج تعليمية للشباب، ولا تنس أن تمنحهم أدوارًا تشـريفية في الأنشطة الدعوية لزيادة شعورهم بأهميتهم.

 

الخطوة الثالثة: الحوار الفكري والدعوي: فتِّش عن اهتماماتهم الفكرية والثقافية وحاورهم فيها بأسلوب مهذب، وناقش معهم قضايا مجتمعية مهمة وحاول الاستفادة من آرائهم وتجاربهم، وقدِّم لهم هدية قيمة مثل كتاب إسلامي أو مقال مختار يناسب اهتماماتهم.

 

الخطوة الرابعة: الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة: اجعل خطابك الدعوي شاملًا يلامس واقعهم ويخاطب عقولهم دون تعنيف أو تحقير، واستخدم لغة الإقناع المبنية على الأدلة الشرعية والحكم العقلية، واحذر الظهور بموقف متعالٍ، بل احرص على أن تكون متواضعًا ولبقًا.

 

الخطوة الخامسة: تعزيز الروابط الأسرية: فيمكنك أن تتعرف على عائلاتهم وأبنائهم -دون الدخول أو التفتيش عن الخصوصيات-، وادعهم إلى حضور الأنشطة العائلية في المسجد، وإن كنت متزوجًا ويمكن أن تزور عوائلهم بأهل بيتك فلا بأس.

 

الخطوة السادسة: تقديم الدعم الاجتماعي: فَكُن مستعدًّا للمساعدة في حل المشكلات الاجتماعية أو الأسرية التي تواجههم، ويمكنك اقتراح برامج دعم نفسـي واجتماعي للشباب من أسرهم ليكون ذلك مدخلاً إيجابيًّا لتعزيز العلاقة معهم.

 

الخطوة السابعة: دعوة خاصة للجلوس والاستماع: نظِّم لقاءات خاصة تجمع بين الوجهاء لمناقشة قضايا دعوية تهم المجتمع، تحت إشرافك وبأسلوب حكيم، ولا تكثر من اللقاءات؛ بل اجعلها نادرة وذات قيمة حقيقية.

 

أسأل الله أن يعينك ويوفقك في مهمتك الدعوية، وأن يجعل هذا التواصل مدخل خير للإصلاح والنفع في بلدتك.