استعمال الواقع الافتراضي (الميتافيرس ) لتعليم مناسك الحج

الإستشارة 20/04/2025

فضيلة الشيخ، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. في ظل التطور التقني الحديث، ظهرت برامج المحاكاة الافتراضية لتعليم مناسك الحج والعمرة، مثل: ألعاب محاكاة الحج (مثل تجربة الواقع الافتراضي VR للمشي بين الصفا والمروة أو رمي الجمرات). تطبيقات ثلاثية الأبعاد تُظهر كيفية الطواف حول الكعبة. فيديوهات تفاعلية تُشرح فيها خطوات المناسك كأنها حقيقية. فما الفرق بين: الاستفادة التعليمية من هذه المحاكاة (كوسيلة لفهم المناسك قبل أدائها)؟ اعتبارها بديلاً عن العبادة الحقيقية (كالاكتفاء بها عن الحج أو العمرة الفعلية لمن يستطيع)؟ وجزاكم الله خيرًا. شرح مبسط للمحاكاة (للفهم): المحاكاة التعليمية: مثل برامج التدريب على المناسك، تُستخدم لفهم الخطوات فقط، كمن يتدرب على رمي الجمار في لعبة قبل الذهاب للحج. المحاكاة البديلة: كمن يقول: "سأشاهد الحج عبر الواقع الافتراضي بدل الذهاب لمكة" مع قدرته على السفر! فنريد معرفة حكم الشرع في كل حالة، وهل تصح المحاكاة بدلًا عن الفعل؟

الإجابة 20/04/2025

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وآله وصحبه ومن والاه وبعد

فلا مانع من استعمال كل ما تيسر من التقنيات المعاصرة في تعلم وتعليم مناسك الحج والعمرة، حتى نيسر على الناس أداء مناسك الحج في سهولة ويسر، دون خطأ أو تزاحم، أو إيذاء للنفس أو للغير.

ولا مانع بالاستمتاع برؤية هذه المناسك من خلال التقنيات المعاصرة، حتى يستمتع المسلم ويعيش معها وكأنه يؤديها.

فإذا كان الله قد فرض علينا الحج مرة واحدة في العمر فنستطيع قبل أداء هذه الفريضة أن نتدرب على أدائها، وبعد أداء الفريضة أن تستمع برؤيتها.

لكن كل ذلك لا يسقط حج الفريضة، ولا يكون لمن يفعل ذلك ثواب من دفع المال وأتعب البدن في أداء هذه الفريضة.

وأخشى ما نخشاه من تكرار رؤية المناسك من خلال الواقع الافتراضي أن يذهب الشوق، وتذهب قداسة الشعائر فإن حدث هذا فتكون المشاهدة غير جائز، حيث إن الوسائل في الشريعة الإسلامية تأخذ حكم المقاصد.

والحج من العبادات المالية والبدنية معا، ولا تسقط هذه الفريضة إلا كما أداها المعصوم – صلى الله عليه وسلم – وقال: ( خذوا عني مناسكم).

ولو اعتمدنا على هذه التقنيات وحدها لأسقطنا كافة العبادات، فيمكن الصوم عبر الواقع الافتراض، والزكاة عبر الواقع الافتراضي، ولسقطت التكاليف عن المسلم ، وهذا لا يقبله عقل ولا شرع.

والله تعالى أعلى وأعلم

 

 

 

الرابط المختصر :