ابني يتعرق كلما حدثته أنثى!!

Consultation Image

الإستشارة
  • المستشار : د. أميمة السيد
  • القسم : المراهقون
  • التقييم :
  • عدد المشاهدات : eye 71
  • رقم الاستشارة : 2561
31/08/2025

دكتورة الله يخليج، أنا وايد محتارة بخصوص ولدي عمره ستة عشر سنة. من هو صغير وأنا لاحظة عليه شوية خجل، بس مع كبره صار الخجل يزيد بشكل يخوفني. ولدي عنده رهبة غريبة من الجنس الثاني، يعني يتجنب الكلام مع أي بنت أو حتى أي حرمة، سواء كانت صغيرة أو كبيرة.

لدرجة إنه إذا كلمته وحدة بالغلط أو سألته عن شي، يبين عليه الارتباك ويصير عرقان بشكل مو طبيعي، حتى لو اللي تكلمه زوجة خاله أو زوجة عمه أو حتى بناتهم اللي بسن قرايب منه. وأيضًا إذا راح مكان عام مثل بنك أو مكتب أو مستشفى، وصادفته موظفة، ينحرج وايد ويتجنب يرد عليها بجملة كاملة.

أنا بصراحة قلبي يعورني عليه، وخايفة إن هالموضوع يتطور معاه ويصير أصعب في المستقبل، خصوصًا في موضوع زواجه وعلاقاته الاجتماعية. أبي أعرف يا دكتورة، شنو سبب هالسلوك؟ وهل هذا مرض نفسي أو مجرد مرحلة وتعدي؟ والأهم شلون أساعده وأعالجه قبل لا يتفاقم الوضع؟

الإجابة 31/08/2025

أختي الكريمة،

 

ما وصفتِه من حال ولدك – وهو في سن السادسة عشرة – ليس مجرد خجل عابر، بل هو أقرب إلى ما نسمّيه في علم النفس بـ "Social Anxiety" أي القلق الاجتماعي، حيث يشعر المراهق بارتباك شديد وتوتر جسدي ونفسي عند التفاعل مع الطرف الآخر أو مع الغرباء، فيظهر عليه العرق المفرط وتسارع ضربات القلب وتجنّب الموقف.

 

تحليل الموقف

 

ولسوف أبدأ بتحليل الموقف من الناحية التربوية والنفسية:

 

1- مرحلة المراهقة تتسم بزيادة الحساسية تجاه تقييم الآخرين، وخاصة من الجنس الآخر. في هذه المرحلة يزداد وعي المراهق بجسده وصورته الاجتماعية؛ ما يجعله أكثر عرضة للارتباك.

 

2- ولكن الخجل الطبيعي مقبول ويزول بالتدريج مع الممارسة، أما إذا تحوّل إلى تجنّب شديد وعرق مبالغ فيه وتفكير مستمر في الموقف، فهذا يُشير إلى درجة من Social Phobia أو الرهاب الاجتماعي.

 

3- الأعراض التي ذكرتِها (التعرّق، التجنّب، الارتباك المبالغ فيه) تدل على أن الأمر لا يتعلق فقط بخجل بسيط، بل بقلق يحتاج إلى تدخل تدريجي تربوي ونفسي لمساعدة ابنك على اكتساب الثقة الاجتماعية (Social Confidence) والتدرّب على المهارات الاجتماعية.

 

خطوات عملية

 

* وهذه خطوات عملية لمساعدته

 

1- الدعم الأسري (Family Support):

 

من المهم أن يلقى منكم تفهّمًا واحتواءً لا سخرية ولا لومًا، حتى لا تتفاقم حالته. أشعروه دائمًا أن ما يمرّ به مفهوم وطبيعي لكنه يحتاج للتدريب.

 

2- مع التدرّج في التعرض (Gradual Exposure):

 

ابدؤوا بمواقف صغيرة آمنة، كتحيته لجارة كبيرة في السن بكلمة واحدة، ثم التدرج لحديث قصير مع موظفة في مكان عام تحت إشرافكم.

 

الهدف أن يتعرّض للمواقف بشكل تدريجي حتى يقلّ القلق تدريجيًّا.

 

3- تشجيعه وتدريبه على المهارات الاجتماعية:

 

شجّعوه على المشاركة في أنشطة جماعية (مثل الرياضة أو التطوع) حيث يختلط مع الذكور أولاً، ثم مع الإناث في بيئة منظمة.

 

ثم علّموه بعض المهارات الأساسية، مثل: التواصل البصري (Eye Contact)، الرد بجملة قصيرة، استخدام نبرة صوت واضحة.

 

4- أما إذا استمرّت الأعراض بقوة أو ازدادت، فالأفضل عرضه على اختصاصي نفسي تربوي (Educational Psychologist) ليُساعده بجلسات علاج معرفي سلوكي (Cognitive Behavioral Therapy – CBT) التي تُعتبر فعّالة جدًّا في علاج الرهاب الاجتماعي.

 

5- كما أنه من المهم تذكيره بأن الحياء خلق عظيم، وقد قال النبي ﷺ: "الحياء شعبة من الإيمان"، لكن فقط الحياء المحمود، ليس الذي يمنع الإنسان من حقوقه ويعطّله عن حياته، بل هو توازن بين العفة والثقة. كما أن النبي ﷺ ربّى أصحابه على الجرأة في الحق وحسن التعامل مع النساء بوقار وأدب دون خجل مرضي أو انطواء.

 

وأخيرًا، اعلمي يا أختي أن كثيرًا من المراهقين يمرون بدرجات مختلفة من القلق الاجتماعي، ومع التدريب والدعم الأسري والنفسي والاحتواء الأسري، يتجاوزون هذه المرحلة، بل أحيانًا يتحول هذا الخجل إلى قوة داخلية تمنح الشاب وقارًا وهيبة إذا وُجِّه بطريقة صحيحة.

 

* همسة أخيرة:

 

حبيبتي، ابنك يحتاج إلى: تفهّم واحتواء.. تدريب تدريجي على المواقف الاجتماعية.. إشراكه في أنشطة جماعية.. متابعة إن استمر القلق مع متخصص.

 

وبإذن الله مع الصبر والدعم ستجدين أن الأمر يتحسن، ولن يكون عائقًا أمام زواجه أو اندماجه الاجتماعي مستقبلاً.

الرابط المختصر :