مع قلة جمالها.. كيف أعطي لابنتي الثقة بالنفس؟!

Consultation Image

الإستشارة
  • المستشار : د. أميمة السيد
  • القسم : المراهقون
  • التقييم :
  • عدد المشاهدات : eye 47
  • رقم الاستشارة : 2687
13/09/2025

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

أنا أم لابنة عمرها ١٧ عامًا. ابنتي طيبة القلب ومجتهدة في دراستها، لكنها تعاني من مشكلة تؤثر كثيرًا على نفسيتها؛ فهي ترى نفسها غير جميلة، ودائمًا تقارن شكلها بصديقاتها أو بالفتيات اللاتي تراهن على مواقع التواصل الاجتماعي. هذا الأمر جعلها منطوية أحيانًا، وتفقد ثقتها بنفسها، بل وتقول لي أحيانًا: "أنا لست جميلة.. لن يحبني أحد".

أنا كأم أحزن كثيرًا عندما أسمع كلامها، وأحاول أن أرفع معنوياتها وأؤكد لها أن الجمال الحقيقي في الأخلاق والعلم، لكني أشعر أن محاولاتي غير كافية. أخشى أن يترسخ في نفسها شعور بالنقص أو أن يؤثر ذلك على مستقبلها وعلاقاتها.

فأرجو من حضرتك دكتورة أميمة، نصيحة واضحة وخطوات عملية. فكيف أساعد ابنتي على تقبل نفسها كما هي؟ وكيف أزرع فيها الثقة بنفسها، وأجعلها تدرك أن قيمتها ليست فقط في الجمال الشكلي، بل في شخصيتها وأخلاقها؟

الإجابة 13/09/2025

أختي الكريمة،

 

أقدّر مشاعرك وحرصك على ابنتك، وأطمئنك أن ما تمرّ به طبيعي في عمر المراهقة؛ حيث تكون الفتاة في مرحلة تكوين الهوية (Identity Formation)، ويكثر فيها الوعي الذاتي  (Self-Awareness) والمقارنة بالآخرين، مما يضعف ثقتها بنفسها.

 

الدور التربوي الأسري

 

وهنا دورك التربوي الأسري في غرس قيمة أعمق من الشكل، وهي قيمة الذات (Self-Worth) المبنية على الأخلاق والإنجاز والعلم. الجمال الخارجي قد يزول، لكن جمال النفس والروح هو الباقي.. قال الله تعالى: ﴿إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ﴾، فالتقوى والعمل الصالح هما معيار الكرامة الحقيقية.

 

خطوات عملية لزرع الثقة

 

لذا أوصيكِ أختي الحبيبة بخطوات عملية:

 

- امدحي دائمًا صفاتها الإيجابية، ولا تركزي فقط على الشكل.

 

- شجعيها على أنشطة تنمّي مهاراتها (هواية، عمل تطوعي، دراسة)، فهذا يعزّز الثقة بالذات.

 

- قلّلي من تعرضها للمقارنات عبر وسائل التواصل.

 

- كوني قدوة في الرضا بالنفس وعدم المبالغة في الاهتمام بالمظاهر.

 

- ثم علميها أن الجمال وصفاته أمر نسبي، فقد يرى بعض الناس شخصًا بصفات معينة ويعتبرونه غاية في الجمال، ويراه البعض الآخر ليس به من صفات الجمال أي شيء، فسبحان الله! لولا اختلاف الأذواق لبارت السلع.

 

- كذلك أكثروا من الدعاء لها، وأشعروها بالاحتواء والحب غير المشروط.

 

بهذا كله ستشعر ابنتك أن قيمتها الحقيقية فيما تملك من عقل راجح وقلب نقي، لا في شكلها الخارجي وحده.

الرابط المختصر :