الإستشارة - المستشار : د. أميمة السيد
- القسم : المراهقون
- التقييم :
- عدد المشاهدات :
41 - رقم الاستشارة : 2673
11/09/2025
السلام عليكم،
أنا أب لابن عمره ١٦ سنة. منذ عدة أشهر لاحظت أنه أصبح منسحبًا ومنغلقًا على نفسه؛ يقضي أغلب وقته في غرفته، يرفض الحوار أو المشاركة معنا، ويكتفي بإجابات قصيرة. ابتعد عن أصدقائه، تراجعت دراسته قليلاً، وفقد اهتمامه بهواياته. يقضي وقتاً طويلاً على الهاتف والإنترنت، وينام بشكل غير منتظم.
حاولت التحدث معه بهدوء لكنه يغلق الحوار، وأشعر أن الأمر قد يكون أكثر من مجرد طبيعة مراهقة، وربما يكون وراءه اكتئاب أو قلق.
سؤالي للمستشارة:
كيف أفتح معه حوارًا ناجحًا؟
متى يكون هذا السلوك طبيعيًّا، ومتى يصبح مؤشرًا لمشكلة نفسية تحتاج مختص؟
ما خطواتي العملية اليومية لتحسين التواصل معه؟
ومتى ألجأ لطلب مساعدة نفسية عاجلة؟
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،
أولاً: إن ما تصفه من انسحاب وصمت قد يكون في بعض جوانبه جزءًا من طبيعة مرحلة المراهقة (Adolescence stage) حيث يميل بعض الأبناء إلى الاستقلالية النفسية (Psychological independence)وكذلك البحث عن هويتهم (Identity seeking)، لكن استمرار ذلك مع فقدان الاهتمامات والعزلة الزائدة يُعد مؤشرًا يستحق الانتباه.
ثانيًا: أوصيك بالتدرج في الاقتراب منه بلغة آمنة غير ناقدة، وذلك عبر التواصل الوجداني (Emotional communication)أكثر من كثرة الأسئلة المباشرة.. واختر وقتًا هادئًا، ابدأ معه بحديث بسيط حول اهتماماته أو ما يحب، وأظهر أنك مستمع أكثر من متحدث.
ثالثًا: من الجيد وضع روتين أسري يتضمن أنشطة مشتركة غير مُلزِمة — مثل وجبة جماعية أو نزهة قصيرة — لتقليل شعوره بالانعزال، مع عدم الإلحاح الزائد.
رابعًا: عليك مراقبة إشارات الخطر، مثل: العزلة التامة، فقدان الشهية أو النوم بشدة، الحديث عن فقدان الأمل أو التلميح بالسلبية، فهذه مؤشرات تستدعي استشارة مختص نفسي بشكل عاجل.
خامسًا: استعن بالدعاء له ومراعاة الجانب الروحي، فالقلوب بيد الله، قال تعالى: ﴿وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ وَهُدُوا إِلَى صِرَاطِ الْحَمِيدِ﴾، ودوام الكلمة الطيبة في بيئة البيت هي جسر يعيد الثقة بينك وبينه.
* همسة أخيرة:
اقترب برفق، تواصل بصدق، راقب بحكمة، وتوكّل على الله مع السعي إن ظهرت مؤشرات الخطر إلى الاستعانة بالمختص.