23 فبراير 2025

|

24 شعبان 1446

Consultation Image

الإستشارة
  • المستشار : د رمضان فوزي
  • القسم : إيمانية
  • التقييم :
  • عدد المشاهدات : eye 21
  • رقم الاستشارة : 1053
19/02/2025

السلام عليكم ورحمة الله جزاكم الله خيرا على عونكم لكل من طلب منكم العون جعله الله في موازينكم مشكلتي باختصار: هداني الله والحمد لله وبدأت أعود إليه وأحاول أن أغير من نفسي ومن عاداتي وأحاول أن أتوب من ذنوبي التي كنت مصرة عليها والحمد لله تخلصت من كثير منها علي أن هذا أخذ مني وقتا طويلا مدة حوالي أربع سنوات ولكن الشيء الذي لم أستطيع التخلص منه وأشعر أنه سبب في قسوة قلبي هو كثرة النوم وكثرة الأكل، نفسي أسير خلف السلف الكرام فنحن نسمع عن قلة نومهم وعن زهدهم في الطعام والشراب وهذا هو سبب تقدمهم ووصولهم الي الله وأنا أشعر أن هذا العيب كفيل بأن يؤخرني عن ركب الصحب الكرام فماذا أفعل أخبروني بالله عليكم؟؟؟ وجزاكم الله كل خير.

الإجابة 19/02/2025

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته وأهلا وسهلا بك أختي أميرة أنار الله قلبك بالإيمان والتقوى.

أشكرك أختي على سؤالك الذي ينم عن عزيمة قوية وروح فتية وهمة علية.

واضح أختي أن لديك إستراتيجية واضحة للتغيير؛ فأنت عددت الأشياء التي قصرت فيها وحاولت علاجها، وحسب الفترة الزمنية التي احتجتها لعلاج ذلك، ولكن تبقى لك كثرة النوم وعدم الزهد في الطعام والشراب، وتجاه هذا الأمر أقول باختصار:

أولاً- هذه الأمور من المباحات فأنت والحمد لله تجاوزت مرحلة الحلال والحرام وتسعين للترقي في الحلال، وهذا من شيم المقربين والصالحين؛ فهوني على نفسك الأمر ما دام في الحلال.

ثانيا- لا تقارني نفسك بمن سبق، ولكن اقتدي بهم قدر الإمكان دون مشقة ولا حرج حتى لا تغلبك نفسك، وعيشي عصرك وأيامك منضبطة بضوابط الإسلام؛ فعصرنا يختلف عن عصرهم وبيئتنا تختلف عن بيئتهم، ومن الأخطاء أننا نحاول تقمص شخصياتهم كما هي وهذا خطأ كبير.

ثالثاً- حسني نيتك في نومك وأكلك وشربك واجعليهم للتّقَوِّي على عبادة الله تعالى، والتمتع بالطيبات حتى تأخذي الأجر.

رابعا- كان من الصحابة والتابعين من يأكل أشهى الأكل وأطيبه وينام حتى يرتاح بدنه وهذا لا يؤخره عن غيره؛ فليس كل ما يروى في كتب الزهد والرقائق هو الأصل بل ربما يكون استثناء وربما يدخل بعضه المبالغات والمغالطات.

خامسا- احذري من مداخل الشيطان أن يصرفك بالاهتمام بتقليل الأكل والنوم عن ذنوب ومعاصٍ أخرى لا تدركينها.

سادسا- احذري من تغير نيتك أو تسلل الرياء إلى قلبك بأنك تغلبت على كل الذنوب والمعاصي؛ فالكيس من دان نفسه.

سابعا- الاندماج في الحياة والاستخلاف فيها وتعميرها بما يقتضيه العصر وتعبيدها لرب العالمين هو الوسيلة الملحقة بالصحابة وغيرهم من الصالحين.

نسأل الله تعالى أن يرزقنا حسن الفهم عنه وأن يبصرنا في ديننا وأن يخلص نياتنا من الشوائب والرياء.