نفور وكراهية وخيانة.. هل تستقر هذه الحياة؟

Consultation Image

الإستشارة
  • المستشار : أ. فاطمة عبد الرءوف
  • القسم : الحياة الزوجية
  • التقييم :
  • عدد المشاهدات : eye 148
  • رقم الاستشارة : 3145
03/11/2025

أخاف من الأمراض بسبب علاقات زوجي المتعددة، تعرضت لنوبة هلع ومشاكل صحية متكرّرة بسبب خيانات زوجي وتعدد علاقاته، حتى مع أقاربه ومحارمه، إضافة إلى سلبياته وكونه عديم المسؤولية، ويعنفني أحيانًا، لم أعد أتحمّل أكثر، فقد ساءت صحّتي نفسيًا وجسديًا، وحتى أبنائي تأثروا. صبرت سنوات، لكن المشاكل ما زالت تتكرّر وتزداد، لست موظفة، ولا أستطيع أخذ أطفالي.

لمّحت له بالموضوع، وهو يعلم أنني متأكدة، لكنه يصر على الإنكار ويبرئ نفسه، يعمل في "أوبر"، وله علاقات سابقة والآن ازدادت علاقاته من خلال عمله هناك، حتى النفقة صار يبخل عليّ بها، ويعاملني بأسوأ معاملة، وينفر مني، منذ ثلاثة أشهر والمشاكل مستمرة، يسود بيننا الكره والنفور بسبب علاقاته وخروجه مع النساء، وصرت أخاف على نفسي من الأمراض، فقد عانيت سنتين من التهابات في المسالك البولية تتكرر باستمرار.

وهو على علاقة مستمرة مع ابنة خالته، وكانت منفصلة، وقد دامت علاقتهم أكثر من أربع سنوات، والآن تزوجت لكنها عادت لعلاقتها به حتى بعد زواجها، ماذا أفعل؟ أتمنى التوجيه

الإجابة 03/11/2025

أختي الكريمة، أهلاً وسهلاً ومرحبًا بك في موقعك البوابة الإلكترونية للاستشارات.

 

ما تصفينه مؤلم لقلب أي امرأة وأنا أقدر ألمك ومعاناتك التي تفيض عن الحد والتي لونت حياتك بظلالها القاتمة.

 

أيضا أنا متعاطفة معك ومع أبنائك، وأعلم أي حياة تعيسة تعيشين فيها في هذه اللحظة.. لكن يا غاليتي الحزن والألم لا يغير الواقع الذي نعيشه بل يرسخ دعائمه ويعمقها أكثر، لذلك ينبغي أن يكون هذا الألم وقودًا للحل وللخروج من هذه الدائرة الخانقة التي تعيشين فيها.

 

اتهام خطير

 

أختي الكريمة، أرجو أن يكون لديك أدلة يقينية على ما تتهمين به زوجك، فإن الظن أكذب الحديث والاتهامات الموجهة له خطيرة وما يترتب عليها أكثر خطرًا، لذا فلا بد من اليقين.

 

فبعض النساء إذا ما وجدت بعض المحادثات الإباحية على هاتف زوجها مع سيدة ما توقن بخيانته الحقيقية بينما الأمر هو خيانة إلكترونية عبر الشات فقط.. بل إن بعض الرجال الذين لديهم مشكلات في صحتهم الجنسية يتعمدون مثل هذه المحادثات كلون من التعويض.

 

جريمة الزنا بالذات إثباتها صعب كما تعلمين، سواء من الناحية الشرعية أو حتى من الناحية الواقعية، فلا تظهر منها إلا إشارات ظنية في الغالب.

 

حتى عمله في أوبر وتواصله مع السيدات من الممكن أن يكون له تبريرات كثيرة غير الخيانة.. بالتأكيد لا أدافع عنه بل أدعوك أن تسألي نفسك هل أنت متيقنة تمام اليقين أم أنك حكمت عليه بإشارات ودلالات.

 

حتى التهاب المسالك البولية الذي أصابك هو مرض شائع بين السيدات ولا يعتبر وحده دليلاً على خيانته أو مرضه الجنسي الذي انتقل لك، وسأناقش معك هذه النقطة بعد قليل.. وكل ما سأقوله لك الآن مبني على أنك متيقنة من خياناته المتعددة لك.

 

إنقاذ سريع

 

أول خطوة -يا غاليتي- عليك أن تسرعي للطبيبة النسائية وتقولي لها إن زوجك متعدد العلاقات وأن تشكي بإصابتك ببعض الأمراض الجنسية، وستكتب لك قائمة بأنواع التحاليل المطلوبة، فإن كانت سلبية فلله الحمد والمنة، وإذا كان فيه مشكلة أسرعت بعلاجها كما أنك ستحتفظين بنتائج هذه التحاليل لأنها ستفيدك في القادم.

 

إذا كنت متيقنة من أنه ارتكب جريمة الزنا فمن حقك أن ترفضي علاقتك الزوجية به؛ لأنه لا ضرر ولا ضرار، ولن تنتظري حتى تصيبك الأمراض، وإن كان لديك شك كبير دون اليقين الكامل فاطلبي منه استخدام "الواقي الذكري" فهو يقلل نسبة كبيرة من الأمراض المنقولة جنسيًّا.

 

بعد الاطمئنان على صحتك الجسدية عليك الاهتمام بصحتك النفسية، فأنت تتحدثين عن نوبات هلع واكتئاب وأعراض جسدية لأمراض نفسية، لذلك إن استطعت زيارة طبيبة أو معالجة نفسية فقد يساعدك ذلك على الحفاظ على توازنك النفسي حتى تتبيني موضع خطواتك.

 

ويفيدك جدًّا جلسات الذكر العلاجي المطولة فتجلسين تستغفرين الله ألفًا أو أكثر وتصلين على النبي ألفًا أو أكثر.. تسبحين وتهللين وتحمدين ولا تفكري في أي شيء إلا الذكر الذي تردديه وستجدين راحة وسكينة في قلبك بل وقدرة على النظر للأمور وكأنك ترينها من الخارج.

 

اهتمي بتناول طعام صحي فيه خضروات وفاكهة، وتعرضي لضوء الشمس، وامشي نصف ساعة كل يوم.. تواصلي مع عائلتك وصديقاتك، فهذا كله يخفف عنك أعراض الاكتئاب ويعافيك من اضطرابات ما بعد الصدمة.

 

حاولي البحث عن عمل بسيط يدر عليك دخلاً خاصًّا مهما كان بسيطًا فهو قد يساعدك في الأيام القادمة.. فكري بصورة إبداعية فيما تملكين من مهارات ولو كان إعداد الطعام المحلي، وحاولي استثمار ذلك؛ لأن هذه النقطة من أصعب المشكلات التي قد تواجهك بعد الطلاق.

 

حوار أخير

 

اطلبي من زوجك الجلوس معه لحوار أخير.. كوني هادئة للغاية وحاولي تنحية مشاعرك السلبية وقولي له بصدق إنك تخشين عليه من نهاية هذا الطريق الذي يسير فيه، فإن احتد عليك وأصر على الإنكار فلا تكثري جداله (أقول للمرة التي لا أذكر عددها إذا كنت متيقنة من ارتكابه لجريمة الزنا)، ولكن اطلبي منه أن تضعا النقاط فوق الحروف فيما يخص حضانة الأولاد والنفقة عليهم؛ لأنك لن تهدري حياتك  في هذه العلاقة المؤذية، فإن قبل بالتفاهم الودي فهذا خير، وإن لم يقبل فليس أمامك سوى اللجوء للقاضي رغم اختلاف القوانين في البلاد العربية، لكن غالبًا ما يحكم القاضي بسكن للحضانة أو يمكّنك بشكل قانوني من شقة الزوجية، بالإضافة لنفقتك ونفقات الأطفال طبعًا إذا كان الأطفال في سن الحضانة.

 

الخيار الآخر أن تتركي الأطفال له ولعائلته خاصة والدته لتربيتهم إذا كانت قادرة على ذلك ولو لفترة من الوقت حتى تستعيدي عافيتك النفسية وتجدي فرصة عمل مناسبة، وأيضًا بعض الآباء عندما يشعر بضغط المسئولية يتنازل ويعيد الأطفال لوالدتهم ويتخلى عن عناده فيما يخص التضييق  في النفقات.

 

لكن في رأيي أن مثل هذا الرجل لا يؤتمن على تربية الأبناء، سواء كانوا أولادًا أو بنات، لذلك أدعوك للصمود النفسي حتى تستطيعي تحمل هذه المسئولية التي تحتاج ما هو أكبر من النفقات.. تحتاج أُمًّا واعية تستطيع التربية وتتحمل تبعاتها.. المال مشكلة لكنه قد يتوفر إما عن طريق المحكمة وإما عن طريق البحث عن عمل، إنما الطاقة النفسية لمواجهة الحياة مع هؤلاء الأبناء بحاجة لدرجة عالية من الوعي والصمود، فاستعدي لذلك حتى إذا ما قررت الطلاق يكون طلاقًا مخططًا له جيدًا بصورة واعية حتى يكون طلاقًا آمنا لك ولأطفالك وليس طلاقًا عشوائيًّا يسبب صدمات جديدة.

 

الوقت الكافي

 

أختي الكريمة، خذي وقتك وتريثي، بدءًا من السعي للعلاج الجسدي والنفسي، مرورًا برفضك للعلاقة دون أخذ احتياطات صحية، انتهاءً بالحوار الهادئ معه ثم تهديده بالطلاق لعله يرتدع، ثم بأخذ خطوات جدية تصعيدية تبدأ من إدخال عائلته في المشكلة، ثم تدخل حكمين من ذوي العدالة أحدهما من أهلك والآخر من أهله (لو أن لديك أدلة يمكنك إخبارهم بها حتى لو كانت المحكمة لن تأخذ بها).

 

وهذا الإجراء رغم قسوته، لأنك تكشفين أسرارًا حساسة عن حياتك الزوجية، فإنه خطوة تصعيدية قد تردعه حتى لا تشعري بالندم بعد ذلك.. على الأقل قد تضمن لك نفقة أطفالك...

 

الخطوة التصعيدية التي تلي ذلك الشكوى للقاضي من أجل النفقات ثم طلب الطلاق للضرر، وآخر المطاف أن تصلي لطلب الخلع.. وفي كل خطوة ادعي الله عز وجل أن يهديه ويصلح قلبه ويحصن فرجه وأن يزيل النفور بينكما.. ألحي في الدعاء أختي الغالية ولا تيأسي من رحمة الله لعل الله يُحدث بعد ذلك أمرًا.. أسعد الله قلبك ويسر أمرك وكتب لك الخير دائما، وتابعيني بأخبارك.

 

روابط ذات صلة:

خائن ومسيطر وعنيف.. ماذا أفعل؟

زوجي الأناني أكرهه.. الحل في الصبر

زوجي متعلق عاطفيًّا بسيدة متزوجة.. ماذا أفعل؟

الرابط المختصر :