حكم لبس المرأة الحلي والحرير أمام الأجانب عنها

Consultation Image

الإستشارة 02/10/2025

ما حكم ارتداء النساء للأساور و السلاسل فوق الثياب إذا خرجت من المنزل أمام الرجال الأجانب؟ وما جكم ارتداء المرأة للملابس المصنوعة من الحرير خارج المنزل إذا كانت لا تشف ولا تصف؟

الإجابة 02/10/2025

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وآله وصحبه ومن والاه، وبعد:

 

فإبداء الزينة عن طريق الحلي مختلف حوله عند الفقهاء، يرى البعض أن المرأة مأمورة بستر جميع البدن حتى الوجه والكفين، وبالتالي يرى أنه لا يجوز لها إبداء الزينة، ويرى جمهور الفقهاء وهو الرأي الراجح أن عورة المرأة جميع البدن عدا الوجه والكفين وما يناسبها من الزينة مثل الخاتم والكحل.

 

السلاسل والأساور والحرير

 

والسلاسل والأساور إذا كانت فوق الثياب فلا بأس بها أما إذا ظهرت الرقبة وجزء من اليد حتى تظهر الحلي فلا يجوز.

 

أما الحرير فلا خلاف بين الفقهاء في جوازه للنساء إلا أن يكون زينة في نفسه يلفت أنظار الناس إليها وهذا يحدده العرف، فقد صح عن النبي ﷺ: أنه أخذ حريرًا فجعله في يمينه وذهبًا فجعله في شماله ثم قال: إن هذين حرام على ذكور أمتي حل لإناثها.

 

إلا ما ظهر منها

 

يقول فضيلة الشيخ يوسف القرضاوي – رحمه الله – في فتوى مشابهة:

 

زينة المرأة: كل ما يزينها ويجملها، سواء أكانت زينة خلقية كالوجه والشعر ومحاسن الجسم، أم مكتسبة كالثياب والحلي والأصباغ ونحوها. وفي هذه الآية الكريمة أمر الله النساء بإخفاء زينتهن، ونهاهن عن إبدائها، ولم يستثن (إلا ما ظهر منها).

 

وقد اختلف العلماء في تحديد معنى (ما ظهر منها) وقدره؛ أيكون معناه: ما ظهر بحكم الضرورة من غير قصد كأن كشفته الريح مثلا، أو يكون معناه: ما جرت به العادة والجبلة على ظهوره والأصل فيه الظهور؟

 

إن المأثور عن أكثر السلف يدل على الرأي الثاني.

 

- فقد اشتهر عن ابن عباس أنه قال في تفسير (ما ظهر منها) الكحل والخاتم، وروي مثله عن أنس.

 

- وإباحة الكحل والخاتم يلزم منها إظهار موضعيهما كذلك وهما الوجه والكفان. وهذا ما جاء صراحة عن سعيد بن جبير وعطاء والأوزاعي وغيرهم.

 

- وعن عائشة وقتادة وغيرهما إضافة السوارين إلى ما ظهر من الزينة. وهذا يعني استثناء بعض الذارع من الزينة المنهي عن إبدائها، واختلف في تحديده من قدر قبضة إلى نصف الذارع.

 

وبإزاء هذا التوسع ضيق آخرون كعبد الله بن مسعود والنخعي، ففسروا ما ظهر من الزينة بالرداء ونحوه من الثياب الظاهرة. وهي التي لا يمكن إخفاؤها.

 

والذي أرجحه أن يقصر (ما ظهر منها) على الوجه والكفين وما يعتاد لهما من الزينة المعقولة بلا غلو ولا إسراف كالخاتم لليد والكحل للعين كما صرح به جماعة من الصحابة والتابعين.

 

وهذا بخلاف الأصباغ والمساحيق التي تستعملها المرأة في عصرنا للخدين والشفتين والأظافر ونحوها، فإنها من الغلو المستنكر، والذي لا يجوز أن يستعمل إلا داخل البيت.

 

والله تعالى أعلى وأعلم.

 

روابط ذات صلة:

لباس المرأة المسلمة.. حكمه وضوابطه

لباس المرأة المسلمة أمام زوج ابنتها

خطيبتي ترفض اللباس الشرعي!

الرابط المختصر :