الإستشارة - المستشار : د. عادل عبد الله هندي
- القسم : الدعوة في المهجر
- التقييم :
- عدد المشاهدات :
228 - رقم الاستشارة : 2298
06/08/2025
أنا شاب ملتزم بفضل الله، أحافظ على سُنتي ولباسي الشرعي، ولا أساير كثيرًا من المظاهر المخالفة لديني، لكنني أجد في عيون الناس استغرابًا أو تحفّظًا، وبعضهم يتجنبني، وبعضهم يلمّح بسخرية. أشعر بالغربة وأتساءل: هل هذا طبيعي؟ وهل أستمر على مظهري ومنهجي؟
أيها الطيب المبارك، غُربتك هذه قد أخبر بها نبيك ﷺ حين قال: "بَدَأَ الإِسْلامُ غَرِيبًا، وَسَيَعُودُ غَرِيبًا، فَطُوبَى لِلْغُرَبَاءِ"، فإذا شعرت بالغربة لأنك متمسكٌ بدينك، فأنت على أثر الصالحين، قال الله تعالى: ﴿فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ وَلَا تَطْغَوْا إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ﴾ (هود: 112).
أخي الكريم: افهم طبيعة الطريق:
* الناس اعتادوا على التفريط، فمن يتمسك بالسنة يصبح في نظرهم متشددًا.
* لكن لا تجعل هذا يُغيّرك، بل كن لينًا في أخلاقك، ثابتًا في مبادئك.
والسؤال الأهم هنا: كيف تواجه هذه الغربة؟
* قم بتقوية علاقتك بالله، فهي الزاد في طريق الغرباء.
* اجعل أخلاقك رقيقة جذّابة، فالسنة ليست مظهرًا فقط بل خُلقًا أيضًا.
* ابحث عن بيئة إيمانية، مسجد، صحبة صالحة، لقاءات دعوية.
* تعامل بلطف مع من يجهلك، فإن أكثر من يسخر لا يفهم.
ولذا أنصحك بالآتي:
* لا تتنازل عن هويتك، لكن لا تكن غليظًا في تمسكك.
* كن واثقًا أن الله معك إذا صدقت.
* ليكن قلبك عامرًا بالرحمة، ولسانك مليئًا بالحكمة.
* واجه الغربة باليقين، وكن فخرًا لدينك بسلوكك لا بصرامتك.
وأسأل الله تعالى أن يكتب لنا ولكم التوفيق والسداد وصلاح الحال والمآل.