الإستشارة - المستشار : أ. ريما محمد زنادة
- القسم : العبادات
- التقييم :
- عدد المشاهدات :
41 - رقم الاستشارة : 2085
04/06/2025
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، ما زال عليّ صيام الأيام التي أفطرتها في رمضان بعذر شرعي، فهل يجوز أن أجمع نية صيام قضاء رمضان مع صيام أيام ذي الحجة؟ أفتوني جزاكم الله خيرًا.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الحمدلله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الخلق والمرسلين سيدنا محمد ﷺ، أما بعد:
أسال الله -تعالى- الثبات على دينه، والعمل بأحكامه على النحو الذي يرضيه عنك.
أختي السائلة، جزاك الله -تعالى- خيرًا لحرصك على تطبيق شرعه والعمل بأحكامه، وثقتك بموقع "استشارات"، أسأله -سبحانه وتعالى- أن يلهمني صواب الحكم الذي يرتضيه فلا حول لي ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
بالله أستعين قبل كل شيء، الأصل في العبادة عدم التشريك أي عدم جمع أكثر من نية في العمل الواحد، أي أن الأصل في ذلك الإفراد.
ورغم ذلك فإن هنالك العديد من الأدلة التي أجازت بها تشريك النية في العمل الواحد في بعض العبادات، كما جاء في فعل عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- كان إذا أفطر أيامًا من رمضان لِعُذْرِ مَرَضٍ أو سَفَرٍ؛ قضاها في التسع من ذي الحجة؛ فعن الْأَسْوَدِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّ عُمَرَ -رضي الله عنه- قَالَ: "مَا مِنْ أَيَّامٍ أَحَبُّ إِلَيَّ أَنْ أَقْضِيَ فِيهَا شَهْرَ رَمَضَانَ مِنْ أَيَّامِ الْعَشْرِ".
وهذا دليل واضح على جمع أكثر من نية في العمل الواحد، حيث جمع نية صيام قضاء رمضان مع نية صيام أيام ذي الحجة، ومن المعلوم أن عمر -رضي الله عنه- من الصحابة والعشرة المبشرين في الجنة، وكان شديد الحرص على طاعة ربه واتباع سنة الرسول ﷺ.
ولو كان في فعله شيء لا يجوز لنبهه الرسول ﷺ على ذلك، خاصة أنه من كبار الصحابة وكثير الملازمة له.
وجاء في الحديث الصحيح بأن يتأسى المسلمون بفعل عمر -رضي الله عنه- فعن أَبِي قَتَادَةَ -رضي الله عنه- قَالَ: خَطَبَنَا رَسُولُ اللهِ ﷺ فَقَالَ: "... وَإِنْ يُطِعِ النَّاسُ أَبَا بَكْرٍ، وَعُمَرَ يَرْشُدُوا".
وبذلك والله أعلى وأعلم، أنه يجوز الجمع بين نية صيام قضاء رمضان مع نية صيام أيام ذي الحجة.
والجمع بينهما فيه كذلك اتفاق في المقصد، حيث إن الصيام من الأعمال الصالحة التي يستحب العمل بها في هذه الأيام الفضيلة، وصيام القضاء يعد من الأعمال الصالحة وبذلك لا يتنافى تحقيق مقصد كل منهما... والله أعلى وأعلم، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.