Consultation Image

الإستشارة
  • المستشار : د. مسعود صبري
  • القسم : إيمانية
  • التقييم :
  • عدد المشاهدات : eye 19
  • رقم الاستشارة : 1272
11/03/2025

هل نعتبر الوسواس القهري ابتلاء من الله فنصبر عليه أم هو قلة إيمان ويجب التغلب عليه.

كيف يمكن للإنسان الذي يعيش حياة عادية ليس فيها إفراط ولا تفريط في أموره الدينية أن يشعر أن الله راض عليه؟

الإجابة 11/03/2025

بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:

 

الأخت الفاضلة:

 

كل ما يعيشه الإنسان في الدنيا إنما هو ابتلاء واختبار وامتحان، قال تعالى: {تبارك الذي بيده الملك وهو على كل شيء قدير * الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا وهو العزيز الغفور}، وقال تعالى: {ونبلوكم بالشر والخير فتنة وإلينا ترجعون}، فلا شك أن الوساوس الذي يصاب به الإنسان هو نوع من الابتلاء والمرض، غير أن الشرع حثنا أن تنداوى من هذا المرض، لقوله صلى الله عليه وسلم: "تداووا عباد الله، فإن الله تعالى لم يضع داء إلا وضع له دواء غير داء واحد: الهرم"، وهذا يعني أن المسلم حين يجد نفسه مصابا بشيء في جسده، أو بشيء في نفسه، فعليه أن يسارع بالتداوي، وأن يسأل الله تعالى الشفاء.

 

والوساس مرض له شقان في العلاج، الشق النفسي والذي يمكن مراجعة أطباء النفس فيه، وشق آخر هو الشق الإيماني والشرعي، وهو الذي أشار إليه القرآن من التعوذ بالله تعالى والاحتماء به من شر الوسواس الخناس، وذلك بقراءة المعوذتين، والتدبر في معانيهما، وأن يتوجه بالدعاء لله تعالى أن يرفع عنه هذا البلاء.

 

وجزء مهم في العلاج، وهو يعود إلى الشخص نفسه، وهو ألا يكبر ما في نفسه من وسوسة، بل يسعى دائما إلى تقليلها، وأن الوسوسة لا تعني شيئا في حياته، وألا يلتفت لها، فخير علاج للوسوسة تركها، ولينظر إلى من حوله، فإنهم يعيشون بلا شك أو وسوسة، فأخرجي نفسك مما أنت فيه، ولا تعيشي وهما يكون عليك وبالا في حياتك، ويفسد عليك دنياك وآخرتك، فنمط الحياة من كسب الإنسان، إلا ما قدره الله تعالى رغما عنه.