مشتت في عمل الخير.. كيف أبني خطة دعوية متوازنة؟

Consultation Image

الإستشارة 11/12/2025

أنا رب أسرة، أعمل موظفًا، ولدي التزامات عائلية. أحب أن أكون نشيطًا في الدعوة، لكنني أفعل أشياء عشوائية: أحيانًا أتصدق، أحيانًا أنشر منشورًا، أحيانًا أدعو جارًا على العشاء. أشعر أن جهودي مبعثرة ولا تترك أثرًا كبيرًا. أريد خطة واضحة تحدد لي أهدافي الدعوية على مستوى نفسي، أسرتي، ومجتمعي، بحيث أستطيع المداومة عليها دون إرهاق.

الإجابة 11/12/2025

أخي الحبيب، صاحب الهمة العالية رغم الانشغالات، حياك الله.

 

إنَّ هذا الشعور بالتبعثر طبيعي، والخروج منه يحتاج إلى "بوصلة" و"خريطة طريق"، وهذا هو جوهر التخطيط الدعوي، كما أنَّ الخطة الدعوية الشخصية هي "عقد بينك وبين الله" على كيفية استثمار وقتك وطاقتك في الخير.

 

لنبنيها معًا على ثلاثة محاور:

 

المحور الأول: الدعوة الذاتية (إصلاح النفس)

 

لا يمكنك أن تعطي ما لا تملك، والهدف: أن أكون قدوة عملية قبل أن أكون ناصحًا، والخطوات العملية المقترحة، هي:

 

* العبادة: تحديد برنامج ثابت لقيام الليل (ولو ركعتين)، ختم القرآن مرة كل شهر أو شهرين، المحافظة على الأذكار.

 

* العلم: الاشتراك في دورة علمية واحدة على الأقل سنويًّا (عقيدة، فقه، تفسير). قراءة كتاب واحد شهريًّا.

 

* الأخلاق: محاسبة النفس يوميًّا على خلق سيئ أريد تركه (كالغضب، الغيبة).

 

المحور الثاني: الدعوة الأسرية (البيت السعيد)

 

البيت هو أولى ميادين الدعوة، والهدف: بناء أسرة مسلمة سعيدة ومتماسكة، ومن الخطوات العملية:

 

* لقاء أسري أسبوعي: "مجلس العائلة" نتحدث فيه عن قصة نبي، أو نخطط لعمل خيري جماعي.

 

* بر الوالدين: زيارة أو اتصال يومي، وتلبية احتياجاتهما.

 

* دعوة الزوجة والأبناء: ليس بالتلقين، بل بالقدوة والمشاركة. صلّوا معًا، شاهدوا فيلمًا هادفًا معًا، ناقشوا قضايا أسرية.

 

المحور الثالث: الدعوة المجتمعية (التأثير في الخارج)

 

والهدف: أن أكون سببًا في هداية أو نفع شخص واحد على الأقل شهريًّا، ومن الخطوات العملية:

 

* تخصص دعوي صغير: اختر مجالاً واحدًا تستطيع الإبداع فيه. مثلاً: "دعوة زملاء العمل عبر الأخلاق والهدايا"، أو "زيارة المرضى في المستشفى القريب مرة شهريًّا"، أو "إنشاء مجموعة واتساب لنشر مادة علمية موثوقة".

 

* وقت محدد: خصص ساعتين أسبوعيًّا فقط لهذا النشاط المجتمعي، حتى لا ترهق نفسك وتهمل محوريك الأول والثاني.

 

وأخيرًا: أخي السائل الكريم: كن واقعيًّا؛ فلا تضع أهدافًا خيالية تعجز عنها فتترك الخطة. راجع وعدّل: في نهاية كل شهر، قيم تقدمك، وغير في خططك ما يحتاج للتغيير، واستعن بالله: أكثر من الدعاء: "اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك".. اللهم اقسم لنا من خشيتك ما تحول به بيننا وبين معصيتك، ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك، واجعلنا من أسباب هداية عبادك، وارزقنا التوازن في حياتنا كلها.

 

روابط ذات صلة:

بناء خطة خمسية لجمعية خيرية دعوية في مدينة كبيرة

الرابط المختصر :