مخالفة المألوف والخروج من منطقة الراحة

Consultation Image

الإستشارة
  • المستشار : د. موسى المزيدي
  • القسم : إدارية
  • التقييم :
  • عدد المشاهدات : eye 87
  • رقم الاستشارة : 3300
15/11/2025

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، الكثير من الناس يخشى مخالفة المألوف.. لماذا؟ وما فائدة هذه المخالفة؟ وما تأثير المجتمع على عاداتنا؟

الإجابة 15/11/2025

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أهلاً ومرحبا بك أخي الفاضل في موقع استشارات المجتمع، وبعد:

 

فإن الإنسان يخشى مخالفة المألوف لأنه إذا فعل ذلك فسيشعر بعدم الراحة؛ لأنه أصبح خارج منطقة الراحة.

 

كيف تغادر منطقة الراحة الخاصة بك وتدخل منطقة النمو الخاصة بك، عليك أن تعلم أن الحياة مليئة بفرص للخروج من منطقة الراحة، لكن الاستفادة منها قد يكون صعبًا.

 

في بعض الأحيان تكون المشكلة هي عدم إدراك الأسباب للقيام بذلك. بعد كل شيء، إذا كان الشعور بالراحة يدل على تلبية احتياجاتنا الأساسية، فلماذا نسعى للتخلي عنها؟

 

فرغم أن داخل منطقة الراحة لا يوجد حوافز كثيرة تؤدي إلى آفاق جديدة، فان الأشخاص اعتادوا على إجراءات روتينية خالية من المخاطر، ما يؤدي إلى استقرار تقدمهم.

 

مغادرة منطقة الراحة يتطلب شجاعة، لكن بعد فترة يتم إنشاء منطقة راحة جديدة حتى يصل الفرد إلى مستويات أعلى، هذا ما يقصد به منطقة النمو.

 

ترك منطقة الراحة يمر بتجارب ناجحة وأخرى فاشلة، وفي النهاية يصل الإنسان إلى مستوى معين من النجاح خلال تجاربه واكتساب مهارات جديدة تجدد الثقة بالنفس,

 

التعرف على فرص مغادرة منطقة الراحة ليس سهلا ولكن ليس مستحيلا، فيمكن لأي إنسان أن يتقبل يتحدى ظروفه الحالية وينظر إلى ما يفعله في المستقبل.

 

والآن ما أريده من كل من يقرأ هذا الموضوع أن يجلس جلسة خلوة مع نفسه، ويكتب لنفسه خمس عادات يفتخر بها في مجال عمله أو في مجال حياته الخاصة، ثم يكتب خمس عادات يود أن يتخلص منها في مجال عمله أو في مجال حياته الخاصة.

 

بعض الناس يقولون: نحن لا نعاني من عادات سيئة.

 

أتعلمون لم ينكرون عاداتهم السيئة؟!

 

لأنهم اعتادوا عليها على نحو صاروا لا يرونها.

 

وسأعطيك مثالاً موجودًا وعادة نعيش بها في عالمنا الواقعي اعتدنا عليها؛ لأن المجتمع يدفعنا إليها بقوة.

 

فالبيئة- التي نعيش فيها- لها تأثير قوي جدًّا في مثل هذه الأمور على نحو لا نكاد نشعر معه بهذه العادات السيئة.

 

فعلى سبيل المثل، فيم يخص عاداتنا مع الأولاد وطريقة توجيههم يقول الأستاذ الدكتور حمود القشعان من قسم علم الاجتماع في جامعة الكويت:

 

على الإنسان أن يضم ولده إلى صدره اثنتي عشرة مرة في اليوم والليلة، وهذا هو الحد الأدنى من الحنان المطلوب من الأب أو الأم تجاه ولدهما: اثنتي عشرة مرة في اليوم والليلة!

 

والسؤال الذي أوجهه الآن: مَن من الأمهات والآباء يضم ولده إلى صدره اثنتي عشرة مرة في أوقت مختلفة من اليوم والليلة؟

 

لقد وجهت هذا السؤال مرة لمجموعة من الآباء والأمهات. ويكاد يكون الذين رفعوا أيديهم بالإيجاب قلة؛ لأن المجتمع- في معظمه- لم يَعْتَد أفراده أن يضموا أولادهم بالطريقة التي وصفها ذلك الأستاذ الجامعي.

 

إذن، هي عادة مذمومة جرفَنا معها المجتمع، رغم أنها خلاف ما توصل إليه علم النفس وعلم الاجتماع.

الرابط المختصر :