الإستشارة - المستشار : د. عادل عبد الله هندي
- القسم : فئات المدعوين
- التقييم :
- عدد المشاهدات :
28 - رقم الاستشارة : 3556
11/12/2025
28
كداعية في الجامعة، أتعامل مع شباب من خلفيات وشخصيات مختلفة جدًّا. منهم المنفتح الاجتماعي الذي يحب الحوار، والعقلاني الذي لا يقتنع إلا بالدليل المادي، والعاطفي الحساس الذي تتأثر قراراته بمشاعره، والمنغلق الذي يصعب كسر الجليد معه. هل هناك منهجية أو دليل يمكن أن يساعدني في اختيار الأسلوب الدعوي المناسب لكل شخصية؟
أخي الداعية الحكيم، حياك الله. واعلم بأنَّ سؤالك يدل على فهم عميق لروح الدعوة، وهي "إنزال الناس منازلهم". هذا هو الفقه الحقيقي. نعم، هناك ما يسمى "فقه اختلاف المدعوين" أو "الدعوة حسب أنماط الشخصية". النبي ﷺ كان يخاطب الناس على قدر عقولهم. لنقم بتصنيف بسيط:
أنماط الشخصية المختلفة
1) الشخصية العقلانية (المادي): يحب التحليل، والمنطق، والأدلة الملموسة، والإحصائيات، والمقترح في أسلوب الدعوة: ركز على "الإعجاز العلمي في القرآن"، البراهين العقلية على وجود الله، حكمة التشريعات (مثل: فوائد الصيام الصحية، نظام الميراث الرياضي). استخدم لغة: "الدليل يشير إلى..."، "المنطق يقضي..."، ومثاله: هكذا كان النبي ﷺ مع أبي ذر الغفاري، ناقشه في العقل والفطرة.
2) الشخصية العاطفية (الحساس): يتخذ قراراته بناء على المشاعر، يحب القصص، والعطف، والجمال، ويمكن أن تركز معه على "جمال الإسلام"، قصص الرحمة والمغفرة، معاناة المسلمين في العالم، جمال الآخرة ووصف الجنة. استخدم لغة: "ألا تحب أن...؟"، "تخيل معي..."، وهكذا كان النبي ﷺ مع المرأة التي أتت تخاف الزنا، لم يعنفها، بل وجهها إلى الدعاء والتوبة.
3) الشخصية المنفتحة (الاجتماعي): تراه يحب الكلام، والمناقشات، والتفاعل مع الآخرين، ولذا ننصح بأن تجعله شريكًا في الحوار. اطرح عليه سؤالاً: "ما رأيك؟". استخدم أسلوب "الحوار السقراطي" (بطرح الأسئلة). ويمكنك أن تشـركه في نشاط دعوي (زيارة مريض، تنظيم رحلة)، ومثال ذلك: حوارات النبي ﷺ الطويلة مع كبار القوم.
4) الشخصية المنغلقة (الخجول)، وهو شخص هادئ، مراقب، لا يحب الظهور، فلا تضغط عليه. ابدأ بالسلام والابتسامة فقط. امنحه كتاباً أو شريطاً دون تعليق. استمع له إذا تكلم. قد يكون الرسائل النصية (عبر الواتساب) وسيلة ممتازة للتواصل معه، ومن أمثلة ذلك: تعامل سيدنا النبي ﷺ بلطف مع الشباب الخجولين.
وختامًا أنصحك بالآتي:
* تعلم فن الاستماع: من خلال استماعك تعرف نمط شخصية من أمامك.
* لا تتعصب لأسلوبك: الأسلوب الواحد لا يصلح للجميع.
* ادع الله: "اللهم علمني ما ينفعني، وانفعني بما علمتني، وارزقني فهم النبيين"، اللهم فقهني في ديني، وعلمني الحكمة، واهدني لأحسن الأخلاق والأقوال والأعمال، إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم.
روابط ذات صلة:
