الإستشارة - المستشار : أ. فاطمة عبد الرءوف
- القسم : الحياة الزوجية
- التقييم :
- عدد المشاهدات :
31 - رقم الاستشارة : 3379
25/11/2025
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، زوجي المتدين يخونني في غرف الدردشة، زوجي شخص حافظ المصحف وأنا كنت واثقة فيه وأقول ما بيخوني برسائل مع بنات وشفت له رسائل بالسناب مع بنات يسوون علاقة محرمة ورغم إني مو مقصرة معه بالعلاقة الزوجية.
اعتذر لي، وسامحته وأعطيته فرصه وحلف لي بالمصحف ما عاد يراسل واحدة، واليوم شفت له رسائل مع بنات بغرفة دردشة يطلب منهن علاقة محرمة، أنا قررت الانفصال عنه، دلوني إيش الحل؟ وللعلم عندي بنت عمرها 3 سنين وحامل لي 3 أشهر.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أختي الكريمة وأهلاً وسهلاً ومرحبًا بك في موقعك البوابة الإلكترونية للاستشارات.
في البداية أريد أن أنبهك –غاليتي- أنه لا يجوز لك التجسس على زوجك ولا تفتيش هاتفه ولا تتبعه (إياكم والظن، فإن الظن أكذب الحديث، ولا تحسسوا، ولا تجسسوا...).
وليس معنى أنه زوجك أنه يحق لك التجسس عليه أو تتبع عوراته (لا تغتابوا المسلمين، ولا تتبعوا عوراتهم، فإن من اتبع عوراتهم تتبع الله عورته، ومن تتبع الله عورته يفضحه في بيته).
لأن تتبع العورات يؤدي إلى الفساد (إنك إن اتبعت عورات الناس أفسدتهم أو كدت تفسدهم) وكان الحسن البصري يقول: المؤمن يطلب المعاذير، والمنافق يطلب الزلات.
أختي الكريمة، لا أدافع عما قام به زوجك بالطبع ولكنك بتتبعك لما قام به آذيت نفسك قبل أن تؤذيه وأصبحت في مأزق لا تحسدين عليه؛ إما القبول بهذا الوضع المهين وأنت تعرفين ما يحدث وتحترقين بنيران الشك، وإما طلب الطلاق والإصرار عليه مع ما يترتب على الطلاق من حرمان أطفالك من أبيهم وما قد تواجهينه من عثرات مادية ومشكلات نفسية وعاطفية.
آثم أم مدمن؟
في الحقيقة، لا أستطيع أن أُجزم هل ما يرتكبه زوجك ذنب وإثم زينه له الشيطان وفي هذه الحالة قد يفيق ويندم ويتوب إلى الله عز وجل، أم أنه آثم ومدمن إباحيات فيمارس سلوكًا قهريًّا في غرف الدردشة والمواعدة.. مدمن دوبامين يعاني من القلق الحاد حتى يمارس مثل هذه السلوكيات؛ لأن المشكلة في هذه الحال أكبر وأعمق والتخلص منها صعب، وقد تكون الحاجة ماسة لمساعدة علاجية نفسية متخصصة.
بالطبع ليس لك ذنب فيما يقوم به زوجك، وليس هناك أي داع أو مبرر أن تلومي نفسك أو تحسي بالتقصير والإهمال في العلاقة الزوجية بحيث تتوهمين أن هذا الإهمال هو ما دفعه لارتكاب مثل هذه الآثام.. لا تسمحي للشيطان أن يلقي في روعك أنك غير كافية فليس الأمر هكذا أبدًا.. لأنه لو كان يعاني من الإهمال والتقصير فكان عليه وهو الحافظ لكتاب الله أن يسعى للحلال وللزواج الثاني ووقتها لو كنت استشرتنا لقلنا لك إن زوجك لم يرتكب ذنبًا أو إثمًا وإنما هو قام بممارسة حق له أباحه له التشريع الإسلامي.
فأنت –غاليتي- ليس لك ذنب فيما يرتكبه زوجك وهو وحده من يتحمل مسئولية سلوكه، لكن طالما بقيت رابطة الزوجية فأنت مطالبة بمنحه حقوقه الزوجية.. مطالبة بالاستمرار في الاهتمام، مطالبة بالإحسان في علاقتك به لكي يكون عملك معذرة إلى ربك، فلعل اهتمامك به يكون سببًا من أسباب نجاته.
أنت –غاليتي- مطالبة بستره وعدم إخبار عائلته أو عائلتك بما عرفته عنه والنبي ﷺ يقول: "ومن ستر مسلمًا ستره الله في الدنيا والآخرة"، "والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه".. فأنت استري عليه وأعينيه ما استطعت.
هل ثمة فرصة؟
هل معنى كلامي السابق أنني أطالبك بالاستمرار في هذا الزواج بعد ما عرفته عنه؟ هل أطالبك أن تمنحيه فرصة أخرى؟ ألّا أتفق معك أنه يحق لك الطلاق من هذا الرجل؟ لعل هذا السؤال هو الذي يطاردك باستمرار ولعله السبب الرئيسي كي تكتبي لنا هذه الاستشارة، والحقيقة أنه لا يمكن لأحد غيرك اتخاذ هذا القرار نيابة عنك، فقط سأحاول إضاءة بعض النقاط وأوضح لك بعض المخاطر، وفي النهاية عليك أنت أن تقرري وتحللي وتقيمي وتتخذي قرارك النهائي الذي لا يمكن أن تتخذيه إلا في لحظات هدوء عقلانية؛ لأن قرارًا خطيرًا مثل قرار الطلاق لا يمكن اتخاذه في أوقات الغضب.
عندما تهدئين وازني الأمور وانظري للنفع والضرر، فإذا رأيت في الاستمرار معه نفعًا أكبر فاستمري، وإن كان الطلاق أقل ضررًا من الاستمرار فاطلبي الطلاق ولن يلومك أحد، لكن قبل أن تطلبي الطلاق فكري جيدًا وبعمق حتى لا يساورك الشعور بالندم، فكثير من النساء تملكت منهن مشاعر الندم بعد مرور فترة بعد وقوع الطلاق.
سأقترح عليك اقتراحًا ادرسيه: ما رأيك أن تشترطي عليه الذهاب لمعالج نفسي متخصص في علاج الإدمان وتكون مداومته على الانتظام في حضور الجلسات شرطًا لاستمرار حياتك معه؟
هنا أنت تستثمرين رغبته في الحفاظ عليك وعلى بيته في علاجه وإصلاحه وتنقذينه من التردي في مستنقع الانحراف والرذيلة، فإن صلح حاله وتاب إلى الله توبة نصوحًا فمن نحن حتى نعارض توبة تائب؟ وتذكري أن هذا الرجل وإن انتهت علاقتك به بالطلاق فإن علاقته بأولاده لن تنتهي وسيظل والدًا لهم، فأن تستري عليه وتساعديه على العلاج هو إنقاذ لمستقبل أطفالك أيضًا.
فكري في هذا الاقتراح، فإن شعرت على الرغم من ذلك أنك غير قادرة على القيام بهذا الدور الإصلاحي وأنك لا تمتلكين من الصبر ما يساعد على ترميم هذا الرجل فالخيار لك، وإن صبرت وصابرت وجاهدت نفسك فاحتسبي عملك جهادًا في سبيل الله.. أراك الله الحق حقًّا ورزقك اتباعه.. أسعد الله قلبك وأصلح لك زوجك، وتابعينا بأخبارك دائمًا.
روابط ذات صلة:
زوجي غارق في الاباحيات.. فهل أهجره في الفراش؟
«الإباحية» تدمرني.. وسائل عملية للنجاة
زوجي بين التزام ظاهري وخطايا خفية.. ما العمل؟
تحوَّل من مشاهدة الإباحية إلى قراءتها وسماعها.. ظلمات بعضها فوق بعض!