الإستشارة - المستشار : أ. فاطمة عبد الرءوف
- القسم : أسرية
- التقييم :
- عدد المشاهدات :
289 - رقم الاستشارة : 783
23/01/2025
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته تحياتي لحضرتك يا دكتوره انا عاوزه اعرض مشكلتي وعاوزه حضرتك تقولي رايك فالحل انا متزوجه من 20 سنه وكانوا اسعد ايام حياتي برغم اني كنت مديونه انا وزوجي ودخلنا يادوب بيقضينا ومن حوالي 6 سنوات وبدون سابق انذار مشاكل بدون معرفه سببها وصلت للانفصال طبعا هو رمالي الاولاد ولدين وبنت واتبري منهم وراح تزوج واحده باولادها ونسي أن عنده اولاد اقسم بالله العظيم لمده 3سنوات وانا قمت بواجبي راجل وست وصرفت وتعبت وجريت وشقيت وجوزت بنتي بدون مايدفع جنيه ويشاء القدر وحكمه ربنا نرجع بعد اربع سنوات انفصال بس الزوجه الثانيه موجوده ولكن عامله مشاكل وكل شويه تكرهه فيا وتكرهه فاولاده لغايه ماييجي ويقول بنفسه ولدرجه أنها زهقت راحت عملت سحر وربطته ..طبعا بفضل الله حلينا الحوار واتعالج ولكن المشكله هنا ..أنه مش شايف ابدا أنها اخطاءت ويقولي عادي ماهي مش هتعمل حاجه تاني.. وهو عرف بموضوع السحر وقالي عادي هي بس عاوزه تحافظ عليا عشان كنت ليها لوحدها وانتي اللي جيتي عليها برغم انا الأساس وأم أولاده وطبعا معاها زي السمنه ع العسل وانا فيا نار ومش قادرة اتحمل والمصاريف بيقسمها بالنص زيي زيها وانا معايا 3 اولاد وهي مش معاها اولاد بيقولي هي دي امكانياتي وزي مابدي هنا بدي هنا حرفيا تعبت ومش عارفه اعمل ايه المشاكل القديمه كانت بسبب اني كنت راضيه بكل ظروفنا وكان حسد شديد وكان هو عامل قرض وانا شايله كل حاجه وكنت بصحي من 7 وهو يصحي العصر انا حرفيا اقسم بالله العظيم ورحمه ماما جايبه اخري ومنهاره من كل حاجه فالدنيا على فكرة قررنا العوده لأن اولادي مش طايقين أنهم يشوفوه خارج وقاعد وفاتح بيت لعيال تانيه مش عياله.
وعليك السلام ورحمة الله وبركاته، وأهلاً وسهلاً بك أختي الكريمة على صفحة استشارات المجتمع...
شعرت بكل كلماتك حيث يمتزج الغضب مع الخذلان مع الإحباط.. شعرت بمدى حيرتك وأنت ترين حياتك الزوجية السعيدة رغم ما فيها من مشقات تنهار فجأة.. وكيف وقفت صلبة في مواجهة كل الضغوط وأنت تحاولين المرور بأولادك لبر الأمان، ثم كيف حاولت رأب صدع سفينتك مرة أخرى، ولكن يبدو أن الربان لا يساعدك أبدًا مما ضاعف مشاعر الغضب والألم حتى أصبحت تشعرين أنك على وشك الانهيار.. ولعل ذلك من وسوسة الشيطان فأنت امرأة قوية مررت بعواصف عاتية وصمدت في مواجهتها وأنت قادرة بمشيئة الرحمن أن تصمدي في مواجهة مشاعر الغضب والخذلان التي تعانين منها...
أعلم أن كثرة التعرض للضغوط في تفاصيل الحياة اليومية قد يكون أشد صعوبة من مواجهة محنة كبيرة، لكن في الوقت ذاته فإن من يواجه المحنة الكبيرة يستطيع تطوير أدوات خاصة تساعده في مواجهة عواصف حياته الصغيرة المتكررة.
تعرفين -أختي الكريمة- ما هي أقوى نقاط القوة التي قد يمتلكها أي إنسان أن يمتلك القدرة على المراجعة.. أن ينظر للمشكلة كأنه خارج عنها، أن يستطيع أن يواجه أخطاءه بينما الضعفاء فقط ينكرون أخطاءهم أو يبررونها.. الأقوياء يبحثون عن حلول إيجابية بينما الضعفاء يعلقون في المشكلات، وأنا أريدك أن تكوني قوية كما كنت دومًا ولكن بمفهوم مختلف للقوة، وأرجو أن يتسع صدرك لكلماتي وتعيدي التفكير فيها أكثر من مرة.. المرأة سكن.. المرأة مودة ورحمة.. المرأة كائن رقيق يحب وصفه كثير من الرجال بالضعف... الرجل ينجذب جدًّا للأنثى التي تشعره بقوته وبحاجتها إليه.
قد يعجب الرجل بالمرأة القوية التي تقف كتفها في كتفه كما يقال من تستطيع تحمل المسئولية كالرجال وقد يفخر بها وقد يمتن لها، ولكنه لن يحبها وإن أحبها فلن يعشقها، وأنت كنت كذلك تستيقظين من الفجر للعمل بينما هو نائم حتى العصر.. تسددين القرض.. تقومين بعمل الرجل فما كان منه إلا أن تسرب بين يديك من شدة ما يعانيه من فراغ عاطفي أنت غير موجودة لملئه.
قد تقولين لي كنت أساعده أدعمه أعينه على الحياة، لم يكن هذا ما يريده للأسف أو على الأقل لم يكن لذلك المرتبة الأولى، فأنت كمن سهرت طيلة الليل تصلين ثم نمت دون أن تؤدي صلاة الفجر فضيعت الفريضة لأجل النافلة وأنت ساعدته ماديًّا بينما ضيعته عاطفيًّا ونفسيًّا فحدث الطلاق واستطاعت أخرى أن تفهم مفاتيحه جيدًا رغم أنها ترعى أولادا ليسوا أولاده.. لا تغضبي لكنه يحبها وبشدة ولدرجة أن يغفر لها أنها ذهبت لدجال ونحو ذلك لعمل سحر ويرى فيما قامت به حبًّا له وغيرة عليه.. لا أريد أن أزيد من ألمك، ولكن أريد لك أن تستبصري بالواقع إن أردت تغييره.
لو أردنا أن ننظر للقصة من وجهة نظره فهو يشعر أن هذه المرأة الأخرى تحبه وتحتاجه بينما أنت رغبت بالعودة إليه حتى لا تستحوذ عليه الأخرى (لأن أولادي مش طايقين أنهم يشوفوه خارج وقاعد وفاتح بيت لعيال تانيه مش عياله)، هو وصل له هذا الشعور، ولو هي إنسانة بلا أخلاق فسوف تنجح ببساطة في تركيز الضوء على هذا الشعور لأن الأصل موجود بالفعل...
بمعنى هو يرى أنك أنت وربما الأولاد لا ترغبون فيه لشخصه وإنما هو مجرد لعبة تريدون انتزاعها من الأخرى.. هو يرى نفسه في عينيك مقصرًا فاشلاً مهملاً حتى إنك أنت استطعت تزويج الابنة دونه، وكأنك تقولين له أنت بلا قيمة وأنا أستطيع إدارة حياتي دونك بينما هي يراها محبة له على الرغم من أنه ليس والد أولادها .. ممتنة لما يقدمه لها وهذا يدفعه لمزيد من العطاء حتى إنه يقسم راتبه بالنصف بينكما وكأن أولادها هم أولاده.. هو أحب صورته في عينها.
بالتأكيد لا أهدف لاستثارة غيرتك، فأنا أعلم كم تعانين وكأنك تعيشين فوق صفيح ساخن، وإنما أردت لك أن تنظري للصورة بطريقة مختلفة حتى تستطيعي التعامل معها، وإليك هذه النقاط التي قد تساعدك في الإصلاح:
ـ أنت زوجته وهي زوجته، وعندما تزوجها كان مطلَقًا، فلا داعي للتعامل على أنها دخيلة على أسرتكم لأنها لم تنجب أطفالا، عليك أن تقبلي وجودها فهو أمر واقع قد يعيشه الإنسان، أو قولي كأي ابتلاء يحياه ويتقبله لأنه لا يمكن استبعاده.
ـ يساعدك على هذا تجاهلها وتجاهل أخبارها الحلوة والسيئة، ابتعدي عنها كأنها غير موجودة، اعتبريه طلقها وأصبح معك وحدك، وعندما لا يكون موجودًا اعتبريه في عمل.. أعرف أن هذا صعب لكنه ليس مستحيلا، ويساعدك على ذلك أن ترفضي حديثه عنها أمامك.. لكن ارفضي بطريقة لطيفة.. تدللي قولي له أنا أغار ليس في ذلك ما يعيبك أو يقلل منك!
لكن إياك والبكاء والصراخ والتشنج والانفعال والصوت العالي، فهذا كله لن يجعله يشفق عليك بل سيمعن في الابتعاد.
ـ أدخليه حياتك وأشعريه بمدى حاجتك له.. خذي رأيه.. اطلبي مساعدته.. اشكري له ما يقدم (ولا يكون كل ما تطلبين منه هو المال).
- خصصي بعض الأوقات الهادئة تجلسان فيها معًا تتجاذبان فيها أطراف الأحاديث وتخلقين فيها مساحات من الحوار المشترك.. تقتربان من بعضكما البعض بعيدا عما جرى في الماضي وما يثير من مشكلات في اللحظة الراهنة.
ـ يعينك على ذلك كله أن تخلصي نيتك لله تعالى فهو الذي يعلم ما تهمس به القلوب، ولتكن نيتك الحفاظ على استقرار أسرتك وأولادك، وألا تؤذي الأخرى بحال، وتفوضي أمرك لله وتحسني التوكل عليه، فالله سبحانه وتعالى هو من بيده القلوب والقرب منه سيجعل النار التي تشعرين بها بردًا وسلامًا (ملاحظة لا تقسمي غاليتي إلا به)، وتابعيني بأخبارك.