زوج أختي عنيف.. ماذا نفعل؟

ابنتي الكريمة، أهلاً وسهلاً ومرحبًا بك في موقعك البوابة الإلكترونية للاستشارات.. في البداية أحييك على اهتمامك بأختك وبجنينها نسأل الله لهما السلامة.

يا ابنتي زوج أختك رجل عنيف.. مريض بالعنف ويستخدم العنف بأسوأ صوره صفعات وركلات لامرأة حامل وليتها المرة الأولى وإنما هذا ديدنه، فعلى الرغم من أنكم وسبق واشتكيتم لوالده فإنه لم يرتدع؛ لذلك أقول أنه مريض بالعنف، وفي حديث فاطمة بنت قيس عندما انتهت عدتها قالت للنبي ﷺ أن معاوية بن أبي سفيان وأبا جهم خطباني. فقال: "أما أبو الجهم فلا يضع عصاه عن عاتقه، وأما معاوية فصعلوك لا مال له، انكحي أسامة بن زيد، فكرهته، ثم قال: "انكحي أسامة" فنكحته، فجعل الله فيه خيرًا واغتبطت. وفي رواية عنها: " فأما أبو جهم فرجل ضراب للنساء". رواه مسلم.

زوج أختك يشبه أبا جهم هذا ضراب للنساء لا يصلح كزوج، وكان من الواجب على والدك أن يتحرى عنه جيدًا، فمثل هذا الرجل تكون له غالبًا سمعة مرتبطة بالعنف، لكن قدر الله وما شاء فعل فالزواج تم بالفعل وأختك تحمل طفلاً من هذا الرجل.

لست بحاجة أن أخبرك يا ابنتي أن ما يقوم به زوج أختك لا علاقة له بالدين في شيء، وأنه لا يمكن استخدام الدين للتغطية على هذه الجرائم، فالضرب الوارد في النص القرآني هو ضرب رمزي بما يشبه السواك وللنساء الناشزات ولنوعية معينة منهن تحديدًا وهن النساء اللاتي اعتدن على هذا الأسلوب حتى تستقر أحوالهن.. أما اللطم أو الضرب على الوجه فهو أمر محرم بالتأكيد..

جاء في سبل السلام للصنعاني: (وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله ﷺ: إذا قاتل أحدكم ـ أي: غيره، كما يدل له فاعل: فليجتنب الوجه ـ متفق عليه، وفي رواية: إذا ضرب أحدكم ـ وفي رواية: فلا يلطمن الوجه ـ الحديث، وهو دليل على تحريم ضرب الوجه، وأنه يتقى فلا يضرب، ولا يلطم، ولو في حد من الحدود الشرعية ولو في الجهاد، وذلك؛ لأن الوجه لطيف يجمع المحاسن، وأعضاؤه لطيفة، وأكثر الإدراك بها، فقد يبطلها ضرب الوجه، وقد ينقصها، وقد يشين الوجه، والشين فيه فاحش؛ لأنه بارز ظاهر لا يمكن ستره، ومتى أصابه ضرب لا يسلم غالبًا من شين، وهذا النهي عام لكل ضرب، ولطم من تأديب، أو غيره).

تخيلي رجل يقاتل في سبيل الله ويتجنب إصابة وجه أعدائه، وامرأة حامل مسكينة وضعيفة بينها وبين زوجها ميثاق غليظ تصفع مرارًا وتكرارًا!

ركل امرأة حامل جريمة بكل المقاييس، فلا الدين يقبل بهذا ولا العرف يرتضيه، حتى في أفقر البيئات وأقلها في الدرجة الاجتماعية ما قام به زوج أختك مستنكر. أما القانون فيعتبرها جناية يعاقب عليها بالحبس المشدد.. حتى لو قامت أختك باستفزازه فهذا لا يبرر ما قام به حتى رد فعله بعد ارتكاب جريمته رد فعل فاتر حد البرود، فلم يأت ويعتذر ويتعهد بعدم تكرار ما حدث، وهذا يعني حالة من البلادة وعدم الشعور بالذنب، فلعله يرى ذلك أمرًا عاديًّا وأن من حقوق الزوج ضرب زوجته مثلاً وأن الاعتذار ضعف ويتناقض مع الرجولة.

هذا الرجل لا بد أن يتم التعامل معه بحزم وبحزم شديد، فما فعله أمر خطير لا يصح التساهل في التعامل معه ولا يكفي الاعتذار الفاتر كي تعود أختك معه؛ لأن ببساطة بيته غير آمن.. بل لا بد من الاعتذار المرة تلو المرة وتوسيط أهله وكبار عائلته حتى يقبل والدك أن تعود أختك له، ولا بد أن يضع لذلك شروطًا، من ذلك:

* متابعة هذا الشاب لطبيب أو معالج نفسي لمدة شهر على الأقل ويأتي بما يثبت ذلك.

* أن يتعهد أمام الجلسة العرفية بعدم إيذاء أختك مرة أخرى، وفي حال اعتدى عليها بالضرب ثانية فإنه لا حل إلا الطلاق.

أما إذا لم يسع للصلح ولم يهتم بالاعتذار فينبغي لوالدك ألا يسع هو أبدا وليمنح له فرصة أن يأتي ويعتذر حتى تضع أختك حملها، فإذا لم يتحرك حتى هذا الوقت فلا مناص من اللجوء للقاضي ورفع قضايا نفقة للأم والطفل ورفع قضية طلاق للضرر.

ابنتي الغالية، حفظ النفس أحد المقاصد الكبرى للشريعة وأختك مهددة في هذا الزواج والتساهل في هذا اللون من الإيذاء قد يفضي أن تفقد أختك حياتها، فينبغي عدم الاستهانة في مثل هذه الأمور ولا الاهتمام بكلام الناس إذا تم الطلاق بعد مضي فترة قصيرة من الزواج، ولا أريدكم أيضًا أن تحملوا هم الطفل القادم ومصروفاته، فالله سبحانه وتعالى هو الرزاق الكريم فأحسنوا التوكل عليه.. أسعد الله قلوبكم ورزق أختك الطمأنينة والأمان وراحة البال، وتابعيني بالجديد من أخباركم.

روابط ذات صلة:

زوجي عنيف ويهددني بالطلاق.. كيف أحمي نفسي ومستقبلي؟

كيف أتعامل مع زوج عنيف في فهمه للدين؟

ضربني وطردني وأهلي يريدون مني الرجوع!

ضربني واعتذر فهل أطلب الطلاق؟

أبي يضرب أمي.. فهل يحق له ذلك؟

زوجي الطبيب يضربني