الإستشارة - المستشار : د. رجب أبو مليح محمد
- القسم : فقهية
- التقييم :
- عدد المشاهدات :
42 - رقم الاستشارة : 1110
25/02/2025
أريد صيام شهر رمضان كاملا وأستفيد من القيام وقراءة القرآن، ولكن يعتريني ما يعتري النساء من حيض أو نفاس في رمضان، وساعتها أشعر بأن الله غير راض عني حيث لم أصم مثل الرجل ولم أقم الشهر كاملا مثلهم ، فهل هذا الشعور صحيح؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد:
فعلى الأخت الكريمة ألا تحزن ولا تبتئس؛ فإن الذي خلقها ورزقها هو الذي أمرها بترك الصيام والصلاة حالة الحيض، والترك هنا عبادة وطاعة تثاب عليها المرأة كما تثاب على الفعل سواء بسواء.
وثمة أمر آخر: أن الله سيجري عليها ثواب العمل الذي كانت تعمله من صيام وقيام وقراءة للقرآن من المصحف، كل ذلك ستأخذ أجره وثوابه دون أن تفعله؛ لأن العذر الذي حبسها، وهذا أمر فطري، فرضه الله على بنات آدم.
وعن أنس رضي الله عنه، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رجع من غزوة تبوك، فدنا من المدينة، فقال: "إن بالمدينة أقوامًا، ما سرتم مسيرًا، ولا قطعتم واديا إلا كانوا معكم". وفي رواية: "إلا شركوكم في الأجر. قالوا: يا رسول الله! وهم بالمدينة؟ قال: وهم بالمدينة حبسهم العذر". رواه البخاري.
يقول فضيلة العلامة الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي –رحمه الله -:
ويشترط لوجوب الصوم على الفور بالنسبة للمرأة: الطهارة من الحيض والنفاس.
فأما الحائض والنفساء، فلا يجب عليهما الصوم في الحال؛ لأنه لا يصح منهما حتى تطهرا.
وإنما حرم عليهما الصوم رفقًا بهما، ورعاية لحالتهما البدنية، والعصبية، ولم يجعل ذلك رخصة، مبالغة في الحرص على صحتهما الجسمية والنفسية.
فإذا صامت الحائض أو النفساء فقد ارتكبت حرامًا، ولم يجزئها الصوم، وعليها القضاء ولا بد.
ومن حكمة الشارع ورحمته: أنه أوجب عليهما قضاء الصوم، ولم يوجب قضاء الصلاة وقد سئلت عن ذلك عائشة فقالت: "كنا نؤمر بقضاء الصوم، ولا نؤمر بقضاء الصلاة" (رواه مسلم).
والله تعالى أعلى وأعلم