Consultation Image

الإستشارة 21/05/2025

ما حكم تقبل المرأة يد زوجها، وهل هذا الأمر واجب عليها، وخاصة إذا طلبه الزوج لأنه رأى ذلك في وسائل الإعلام ويطلب مني هذا؟

الإجابة 21/05/2025

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وآله وصحبه ومن والاه، وبعد:

 

فلم يرد في السنة المطهرة أن تقبل المرأة يد زوجها على سبيل الأمر والوجوب، ولا مانع منه إن كان أمرًا متعارفًا عليه في المكان أو الزمان الذي يعيش فيه الرجل والمرأة، أو فعلته المرأة عن طيب خاطر منها، أو كان على سبيل الاستمتاع ودوام العشرة.

 

أما إلزام الرجل للمرأة بهذا بحجة أنه رأى امرأة تفعلها أمام الكاميرات أو على مواقع التواصل الاجتماعي، فهذا أمر لا ينتهي ولو فتحنا هذا الباب من المقارنات فسيكون سببًا في هدم الأسر وخراب البيوت والعياذ بالله، فهو يريد منها أن تكون جميلة فاتنة مثل فلانة، وهي تطلب منه أن يكون جميلاً وسيمًا أو غنيًّا كريمًا مثل فلان، ولن تنتهي هذه المقارنات إلا بهدم الأسرة وإشاعة الطلاق في المجتمعات.

 

يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: وأما ابتداء مد اليد للناس ليقبلوها وقصده لذلك فينهى عن ذلك بلا نزاع كائنًا من كان، بخلاف ما إذا كان المقبل المبتدئ بذلك.

 

ونريد هنا أن نوجه رسالة للرجل الزوج، ورسالة للمرأة الزوجة. أما زوجك الكريم فنقول له: إن احترام الزوج بهذه الطريقة لا يُفرض على الزوجة على أساس أنه واجب شرعي تأثم المرأة إن لم تفعله، ولماذا لم تفعل أنت؟ تقبل يدها ورأسها وما شئت من جسدها فهذا حلالك، وفي بضع أحدكم صدقة، وكان من هديه ﷺ أن يقبل نساءه وهو صائم إكرامًا وتقديرًا، وستجدها ترد التحية بأحسن منها، إن ما بين الرجل وزوجته يجب أن يكون أكبر من هذه المظاهر، فاحترامها لك وسهرها على أولادك، وحفظها مالك وعرضك، وحسن تبعلها لك يفوق كل هذا كله، وأعلم أخي الحبيب أن ثمة نهي عن أن يقارن الزوج زوجته بغيرها على سبيل الانتقاص منها أو تفضيل غيرها عليها.

 

أما لزوجتك الكريمة فأقول: لماذا تأنفين من هذا وقد أفضى بعضكم إلى بعض، ورأى منك ما لم يره من أمه ولا أخته، ورأيت منه ما لم ترين من أبيك وأخيك، بل وأختك وأمك، فهو ستر لك وأنت ستر له، صحيح لم يرد أمر ولا نهي عن ذلك وهذه المساحة تسمى في الفقه الإسلامي مساحة المباح، وقد يتحول المباح بالنية إلى طاعة، فالنيات تحول المباحات إلى طاعات!

 

لم نطلب منك -أختي الكريمة- أنت تفعلي هذا أمام الكاميرات ولا أمام الناس، ولكن بينك وبين زوجك، فإن كان هذا يرضي زوجك فما أيسره، وتؤجرين بنيتك هذه, يقول الله تعالى: ﴿أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ عَلِمَ اللهُ أَنَّكُمْ كُنتُمْ تَخْتَانُونَ أَنْفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنكُمْ فَالآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللهُ﴾ [البقرة: 187].

 

ومن معاني اللباس الستر والحماية والوقاية والزينة والستر وغير ذلك مما تحتمله هذه الكلمةـ فكوني لها سترًا وحماية ووقاية، وهذا من حسن تبعل المرأة لزوجها، وليس فيه شيء من المهانة أو الذلة ما دام لله تعالى.

 

 والله تعالى أعلى وأعلم

الرابط المختصر :