إذا كان دانيال ويبستر - وهو أحد أعلام الغرب - يقول: "لو سلبت جميع مهاراتي، ثم قدر لي أن أسترد واحدة منها، فسوف أختار مهارة التواصل مع الآخرين، والقدرة على الإلقاء؛ لأنها المهارة التي سأسترد من خلالها بقية المهارات"، أما أنا، فسوف أقول: لو سلبت جميع مهاراتي، ثم قدر لي أن أسترد واحدة منها، فسوف أختار مهارة تغيير القناعات، وتوجيه الجهود نحو تغيير أوضاع الناس وثقافاتهم؛ لأنها المهارة التي سأسترد من خلالها بقية المهارات في تطوير النفس، وقيادة الأفراد، وتنمية المجتمع.

لقد بلغني بتاريخ 25 أغسطس 2012 خبر وفاة المهندس نيل آرمسترونغ، أول من وطأت قدماه سطح القمر في عام 1969، وهو صاحب المقولة المشهورة حينما خطا خطوته الأولى على سطح القمر: "إنها خطوة صغيرة لإنسان، ولكنها قفزة كبيرة للإنسانية".

"That's one small step for [a] man, one giant leap for mankind"

والمهندس نيل آرمسترونغ يشكل رمزًا للتحدي الهندسي والإبداع البشري، وهو يفعل أكثر مما يقول، ولولا اعتقاد الرئيس الأمريكي جون كنيدي بضرورة تغيير القناعات لدي الشعب الأمريكي، وبإمكانية الوصول إلى القمر قبل الاتحاد السوفييتي آنذاك، لما استطاعت وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا" تنفيذ مشروعها.

لماذا ينبغي لنا أن نبدأ رحلة تغيير أوضاعنا بتغيير قناعاتنا؟ لكي ننجح في تطوير نفوسنا وقيادة أفرادنا وتنمية مجتمعاتنا ومواجهة التحديات العالمية.