الإستشارة - المستشار : د رمضان فوزي
- القسم : إيمانية
- التقييم :
- عدد المشاهدات :
287 - رقم الاستشارة : 554
01/10/2023
لدي سؤال عن كيفية زيادة إيماننا، والصبر على العبادات أكثر وأكثر، فأنا ولله الحمد أؤدي صلواتي في وقتها غالبا، ولكني كنت قبل الزواج (وأنا حديثة العهد به) أكثر عبادة لله تعالى، وأكثر تضرعا بالدعاء وكما تعلمون أن الله يحب دعاءنا له وتضرعنا له ويعطينا عليه الثواب وإن لم يستجب. ولكني بعد الزواج تخاذلت كثيراً في أداء فروضي، ولم أعد أصلي النوافل كما كنت سابقا، خاصة بعد أن رزقني الله وحملت، حيث إنني الآن في منتصف حملي، ولا أصلي إلا الفروض والوتر فقط من النوافل. وأود سؤالكم عن مدى العقاب الذي أستحقه من الله حين أسمع أذان الفجر ولا أقوم له؟ حيث إنني بعد ساعة منه أصلي الصبح فقط، إذ إن الشمس تكون قد أشرقت، هل أقضيه أم ماذا يلومني؟ أنا أتمنى أن لو أستطيع النهوض له ولكني أكون متعبة فلا أقدر... وكذلك القرآن الكريم كنت أقرؤه باستمرار أما الآن فأنا أستمع إليه فقط في العمل هنا حيث لدي في الكمبيوتر تسجيلات وضعتها لعدة سور. حتى الدعاء لم أعد أجلس له كما كنت، حيث كنت أتضرع حتى يغلبني البكاء والندم على ما قد يفرط مني... أرجوكم أفيدوني كيف أزيد من طاعاتي وعباداتي حيث يكون بالي دائما مشغولا بما يجب أن أجهزه أو واجباتي في البيت بسبب ضيق الوقت، حيث يمضي معظمه في الدوام. عفواً للإطالة والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته..
أهلا وسهلا بك، ونسأل الله أن يهدينا وإياك سواء الصراط.. ونبارك لك حياتك الزوجية وحملك المبارك، ونسأله أن يتمه على خير وأن يكون نعم الخلف لنعم السلف، ونشكر لك حرصك على أمور دينك وعلى صلواتك، ونسأله سبحانه أن يرزقنا حسن التعرف عليه، وحسن عبادته وتقواه. الأخت أم يامن من الثابت عند أهل السنة والجماعة أن الإيمان يزيد وينقص، ومن الأدلة على ذلك قول الله تعالى: "وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلاَّ مَلاَئِكَةً وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلاَّ فِتْنَةً لِّلَّذِينَ كَفَرُوا لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيمَانًا". ولكن كيف يزداد هذا الإيمان؟ *يزداد الإيمان بالطاعات، وينقص بالمعاصي. *يزداد بالتفكر والتأمل في خلق الله عز وجل وحسن تدبيره لهذا الكون الفسيح. *يزداد بالتعرف على سير السلف الصالح –رضوان الله عليهم- وحالهم مع ربهم. *يزداد بالتعرف على ما أعده الله لعباده المؤمنين من النعيم المقيم. *يزداد بكثرة قراءة القرآن وتدبر معانيه، وكثرة ذكر الله بخشوع وتدبر في أسمائه الحسنى وصفاته العلا. أختاه ثم تسألين عن الصبر على الطاعات فأقول لك: إن الصبر أنواع؛ فهناك صبر على البلاء وصبر عن المعاصي وصبر على الطاعات، وأشدها الصبر على الطاعات؛ ذلك لأن الإنسان ربما يفعل الطاعة وهو لا يرى لها جزاء ملموسا في حياته؛ فاستمراره على ذلك وصبره عليه من أشد أنواع الصبر، وحتى يمكن تحقيق ذلك: *انوي أنك تعبدين الله عز وجل لأنه المستحق للعبادة والشكر؛ فهو الذي خلقنا ورزقنا، ونعمه علينا أكثر من أن تعد وتحصى؛ أفلا يستحق ذلك العبادة والشكر؛ حتى إن لم نلاحظ أثر ذلك. فإذا وجدت في نفسك ميلا للتكاسل عن العبادة فتذكري نعم الله عليك. *تعرفي على جزاء بعض العبادات في الآخرة، وقارني بين ما تقومين به من مجهود وما ينتظرك في الآخرة من نعيم مقيم. *استعيني بالله عز وجل وادعيه أن يعينك على ذلك. *استعيذي بالله من الشيطان الرجيم؛ فهو يحاول أن يصدك عن الله ويمنعك من العبادة. أختاه، اعلمي أن حياتك الزوجية واستعدادك لاستقبال ولي العهد الجديد لها متطلبات والتزامات جديدة أنت مطالبة بها؛ وذلك يستدعي جهدا إضافيا منك؛ فحاولي أن توازني بين عباداتك وحياتك الأسرية؛ بحيث لا يطغى أي منهما على الآخر؛ فالله كما أمرنا بعبادته أمرنا بإعمار الأرض والسير فيها. ويمكنك أن تتفقي مع زوجك على أن يعين بعضكما الآخر على العبادة وأن تتحاسبا فيما بينكما وتتنافسا في ذلك. ثم تسألين عن صلاة الفجر وعدم استطاعتك القيام لها رغم سماعك الأذان؛ فهذا شيء جميل جدا أن تحرصي على ذلك وأن تسألي عن الحكم؛ فاعلمي يا أختاه أن الصلاة هي عماد الدين، وهي الفريضة التي لا تسقط عن الإنسان مطلقا؛ في حال مرض أو صحة؛ فمن لم يستطع الصلاة قائما فليصل قاعدا وإن لم يستطع فمضجعا؛ فإن لم يستطع فراقدا حتى يمكنه إجراء حركات الصلاة على خاطره.. فماذا نفعل إذن؟ -عليك أن تستعيني بالله وتحرصي أن تنامي على وضوء. -احرصي على النوم مبكرا حتى تستطيعي القيام. -خذي بالأسباب المعينة على القيام؛ مثل أن تستعيني بمنبه أو توصي أحدا أن يوقظك؛ فقد نعى الله على المنافقين أنهم لا يأخذون بالأسباب للخروج؛ فقال تعالى: "وَلَوْ أَرَادُوا الْخُرُوجَ لأعَدُّوا لَهُ عُدَّةً وَلَكِن كَرِهَ اللهُ انبِعَاثَهُمْ". -إذا سمعت الأذان ودعتك نفسك للنوم فتذكري ما أعده الله لك من الأجر إن قمت. واستعيذي بالله من الشيطان الرجيم. - يمكن أن تحددي تعزيرا لنفسك إن غلبتك ونمت. 6- إذا غلبتك نفسك ونمت فعليك أن تقضي الصلاة وقتما تستيقظين. 7-أكثري من صلاة النوافل؛ فإن الله يجبر من النافلة ما نقص من الفريضة. أما بالنسبة للقرآن فاجعلي له وقتا ووردا ثابتا يوميا ولو قليلا، واحرصي على الاستماع للقرآن كلما أمكنك ذلك. ويمكن أن تستغلي فترة وقوفك في المطبخ في الاستماع للقرآن. وفقك الله وثبتك على طريق الحق.