الإستشارة - المستشار : د. مسعود صبري
- القسم : إيمانية
- التقييم :
- عدد المشاهدات :
21 - رقم الاستشارة : 1269
11/03/2025
هل الإنسان مسير أم مخير؟ وأرجو الرد. وكيف أعرف أن الله عفا عن أخطائي السابقة وأن دعائي بإذن الله مستجاب؟
لا تكون حياة الإنسان إلا اختيارا، فحساب الله الخلق على أعمالهم لا يمكن أن يكون وفق الجبر، فلا يكون هذا إلا في جو من الاختيار، ودليل الاختيار أن الله تعالى خلق الإنسان، وأمره بالإيمان بالله تعالى، ولكن الله تعالى ما أكره الناس على الإيمان به، بل قال: "لا إكراه في الدين"، وقال: "وهديناه النجدين"، وقال: "فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر"، وقال: "من عمل صالحا فلنفسه ومن أساء فعليها".
أما الآيات والأحاديث التي يفهم منها أن الإنسان مجبر، فليس على هذا المعنى، فهناك فرق بين علم الله تعالى الأزلي، وأنه لا يحدث في كونه شيء إلا بمشيئته وقدرته، فمعناه أن الله تعالى يعلم كل شيء قد حدوثه، وأنه أعطاه الإنسان الحرية في فعل الأشياء، ومن هنا، يحدث في كون الله ما لا يريد ولا يقبل، ولكنه سبحانه أعطى لنا الحرية، فيكون في كون الله تعالى ما لا يحب ولا يرضى، وهذا أكبر دليل على أن الإنسان مخير لا مسير.
أما معرفة قبول الله تعالى للتوبة، فعلى الحقيقة لا يمكن الجزم بها، ولكننا نحسن الظن بالله، ومن علامات القبول: أن يداوم الإنسان على فعل الخير والطاعة، وأن يبتعد عن المعصية.