Consultation Image

الإستشارة
  • المستشار : د. مسعود صبري
  • القسم : إيمانية
  • التقييم :
  • عدد المشاهدات : eye 14
  • رقم الاستشارة : 1304
13/03/2025

لماذا كثير من علماء الأمة مغيبون عن معاني الإيمان وآثارها وكأنهم لا يشعرون بها رغم أنهم متميزون بأعمالهم وشهاداتهم؟ وهل صحيح أن الذين يتمتعون بالإيمان القوي هم من البسطاء ومحدودي التفكير؟

الإجابة 13/03/2025

بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد:

 

شكرا لك على سؤالك أخي

 

قبل أن نحكم على شيء يجب أن نتصوره جيدا، وأن نعرفه معرفة عامة، ولهذا أسألك ما الإيمان الذي ترى أن العلماء مقصرون فيه؟

 

ثم بعد هذا يمكن لنا أن نتكلم ونحكم.

 

الإيمان يشمل عمل الجوارح والقلوب، وهذا شيء كبير جدا، بعضه ظاهر للناس، وبعضه بين الناس وبين ربهم، وبالتالي فالمسارعة للحكم بأن العلماء مقصرون في الإيمان بالله تعالى أمر يحتاج إلى توقف.

 

والذي يجب أن ننتبه إليه أنه ليس كل ما يقال يجب أن يصدق، بل يجب أن نميز بين الأمور، وقد قال الله تعالى: " فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين"، فلا ينبغي أن نحكم على العلماء بأنهم قليلو الإيمان!!

 

صحيح أن نيل الشهادات ليس شرطا لأن يكون الإنسان قوي الإيمان، وقد يكون صحيحا أن نرى بعض العامة أكثر إيمانا وتصديقا ممن نالوا الشهادات العلا، ولكن ليس هذا باطراد.

 

ولكن الذي يجب التنبيه عليه هو أن العلم موصل بالله تعالى، والعلم بالله هو أصل العلوم وأشرفها، فمن حصله، فقد أوتى خيرا كثيرا، ومن غاب عنه، فقد خسر خسرانا مبينا.

 

ومن هنا، فيجب علينا أن ننهل من العلم ونغترف منه، وأن نربط دائما بين العلوم وبين قدره الله تعالى والإيمان به سبحانه وتعالى.

 

ومن لطيف ما يلحظ في القرآن أن الله تعالى حين قال: "إنما يخشى الله من عباده العلماء" سبقها بقوله: "ومن الجبال جدد وبيض حمر مختلف ألوانها وغرابيب سود. ومن الناس والدواب والأنعام مختلف ألوانه كذلك" ثم قال: "إنما يخشى الله من عباده العلماء".

 

فالعلم المتحدث عنه ليس علم الشريعة، ولكنه العلم الطبيعي الذي يوصل أهله إلى معرقة قدرة الله تعالى وعظمته.

 

ومن هنا، كان العلم سبيلا إلى الإيمان بالله تعالى، وتقويته، وبقائه نقيا، والله تعالى يجازي بالعبادة مع العلم ما لا يجازي بالعبادة مع الجهل، ولعالم أشد على الشيطان من ألف عابد، كما جاء في الحديث النبوي.

 

وإن كان بعض العلماء قعدوا عن دورهم، فليتعلم المسلم، وليكن هو في الميدان، حسب طاقته وقدرته.

 

ولكننا يجب علينا ألا ننكر دور العلماء والدعاة في حث الناس على حسن الصلة بالله، بل أحسب أن الأمر الآن أصبح أكثر، من خلال الوسائل الحديثة للاتصال والفضائيات وغيرها.

 

نسأل الله تعالى أن يرزقنا الإيمان الصادق به سبحانه وتعالى، وأن يتوفنا وهو راض عنا. اللهم آمين.