<p>ما تأثير النية في العبادات، وهل هي واجبة في العبادة؟ وهل يشترط التلفظ بها؟</p>
بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وآله وصحبه ومن والاه، وبعد:
فأما العبادات فتأثير النيات في صحتها وفسادها أظهر من أن يحتاج إلى ذكره، فإن القربات كلها مبناها على النيات، ولا يكون الفعل عبادة إلا بالنية والقصد.
ولا يشترط التلفظ بالنية فهي من أعمال القلوب، وأجاز بعض الفقهاء التلفظ بها إن كان التلفظ سيذهب عن الوسوسة.
فروع فقهية تتأثر بالنية
وقد ذكر الفقهاء كثيرًا من الفروع الفقهية في العبادات التي تتأثر بالنية نذكر منها:
1- ولهذا لو وقع في الماء ولم ينوِ الغسل، أو دخل الحمام للتنظيف، أو سبح للتبرد، لم يكن غسله قربة ولا عبادة بالاتفاق، فإنه لم ينو العبادة فلم تحصل له، وإنما لكل امرئ ما نوى.
2- ولو أمسك عن المفطرات عادة واشتغالاً ولم ينوِ القربة، لم يكن صائمًا.
3- ولو دار حول البيت يلتمس شيئًا سقط منه لم يكن طائفًا.
4- ولو أعطى الفقير هبة أو هدية ولم ينوِ الزكاة لم يحسب زكاة.
5- ولو جلس في المسجد ولم ينوِ الاعتكاف لم يحصل له، وهذا كما أنه ثابت في الإجزاء والامتثال فهو ثابت في الثواب والعقاب.
النية عمل قلبي خالص
يقول الدكتور يوسف القرضاوي – رحمه الله - في كتابه النية والإخلاص:
هذه النية عمل قلبي خالص، وليست من أعمال اللسان، ولذا لم يُعرف عن النبي ﷺ ولا عن أصحابه ولا عن تابعيهم بإحسان من سلف الأمة: التلفظ بالنية في العبادات، مثل الصلاة والصيام والغسل والوضوء، ونحوها، وهو ما نرى بعض الناس يجهدون أنفسهم في الإتيان به، مثل قولهم: نويت رفع الحدث الأصغر أو الأكبر، أو نويت صلاة الظهر أو العصر أربع ركعات علىّ لله العظيم، أو نويت الصيام غدا في شهر رمضان... إلخ، وكل هذا لم يأت به قرآن ولا سنة. ولا معنى له، إذ لا يقول الإنسان إذا أراد الذهاب إلى السوق: نويت الذهاب إلى السوق، أو إذا نوى السفر: نويت السفر! ونقل الزركشي عن الغزالي في فتاويه قوله: أمر النية سهل في العبادات، وإنما يتعسر بسبب الجهل بحقيقة النية أو الوسوسة. أ. هـ.
وأجاز بعض الفقهاء التلفظ بالنية لمن يعاني من الوسوسة في الصلاة وغيرها إن كان النطق بالنية يذهب عنه هذه الوسوسة.
والله تعالى أعلى وأعلم.
روابط ذات صلة:
النية في العبادات.. حقيقتها وأهميتها والتلفظ بها
النيات تحول المباحات إلى طاعات
النية وأثرها على صيام النفل والفرض