الإستشارة - المستشار : أ. فاطمة عبد الرءوف
- القسم : أسرية
- التقييم :
- عدد المشاهدات :
142 - رقم الاستشارة : 1093
23/02/2025
السلام عليكم أنا متزوجة منذ شهر واحد فقط وزوجي هو قريب لي وكان خاطب قبلي قريبة مشتركة وتركها أو تركته لا أعلم ولكن يبدو أنه كان يحبها بشدة حتى أنه أخطأ في اسمي ثلاث مرات ونادني باسمها وآخر مرة ناداني باسمها كنا سويا في لحظة خاصة جدا مما يعني أنه يتخيلني هي وعندما انتبه أغمض عينيه بشدة ثم فتحهما وكأنه صدم لما قال وما أدركته وتجاهل الأمر حتى أنه لم يعتذر والآن أنا أريد الطلاق من هذا الرجل الذي أحببته ولكن للأسف حب من طرف واحد هو فيه صفات كثيرة حلوة ولكن كيف أعيش مع رجل لا يراني وأكيد سوف يقارنني بها في كل شيء .. أنا هجرته من وقتها وهو لم يصالحني ولم يقل أي شيء.. ما يمنعني من العودة لأهلي وطلب الطلاق إنني خائفة من كلام الناس وأخشى أن يظنوا بي سوءا ماذا أفعل؟
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وأهلاً ومرحبًا بك ابنتي الغالية في البوابة الالكترونية للاستشارات لمجلة المجتمع..
يبدو لي من رسالتك أنك لم تقضي فترة خطبة كافية بدليل أنك لا تعرفين هل هو من ترك خطيبته السابقة أم هي من تركته.. غاليتي أنت لم تتعرفي على زوجك بعد، لا على شخصيته ولا على طباعه، ولا ما يحب أو يكره، وهو أيضًا لم يتعرف عليك بالشكل الكافي، ويبدو أن ما يعرفه هو أيضًا عنك لا يتجاوز أن يكون مجرد عناوين عريضة، فكيف تفكرين في الطلاق بعد شهر واحد فقط.. وأنت حكمت عليه دون قراءة شخصيته فأنت لم تنتهي حتى من قراءة المقدمة!
غاليتي، يمكنك تأجيل الحمل فترة من الوقت حتى تعيدي اكتشافه ويعيد اكتشافك، فأنتما بحاجة لكثير من الأمور حتى تستقر حياتكما.. أنتما بحاجة للحوار والصراحة وبحاجة للاستماع والإنصات وبحاجة أن يفتح كل منكما قلبه للآخر.. تستحق حياتكما فرصة؛ خاصة أنك تحبينه بالفعل وترين فيه الكثير من الصفات الجميلة، والطلاق حبيبتي يكسر المرأة مهما بدت متجلدة قوية، وإذا كان لرجلها مكانة خاصة في قلبها فالكسر غاليتي يكون مضاعفًا؛ فلا تفكري في هذه الخطوة إلا بعد اليأس من الحل والإصلاح.
تحليل المشكلة
في رأيي أن مشكلتك لها ثلاثة جوانب:
1ـ كونه ناداك باسمها ثلاث مرات وآخر مرة كنتم في وضع حميمي.. وما ترتب على ذلك من استنتاجات منك كأنه لا يزال يحبها وأنك في وضع مقارنة معها.
2ـ أنه لم يعتذر ولم يبرر.
3ـ أنت هجرته دون أن تعاتبيه أو تفتحي الموضوع، وأنت تنتظرين أن يصالحك وهو ما لم يحدث.
والجانب الثاني والثالث من المشكلة لا يقلان حدة عن الجانب الأول، فهما يمثلان أبعادًا مزدوجة من المشكلة والحل.
خطوات على طريق الحل
بما أنك من طلبت الاستشارة فأنا سأوجه كلامي لك أنت..
عليك أولا أن تتوقفي عن هجره وتطلبي الحديث معه، ويمكنك أن تعاتبيه ولكن قبل العتاب أنت بحاجة لمحاولة الفهم والتفهم.. نحّي جانبًا الاستنتاجات التي قمت بها على ما فعله، فقد يكون خاف من رد فعلك إن فتح معك الموضوع، وقد يكون خجل مما فعل فلم يمتلك شجاعة المواجهة، وقد يكون من الشخصيات التي تتحسس من النقد والعتاب.
ليس معنى أنه ناداك باسمها أنه لا يزال يحبها، قد يكون مجرد خطأ غير مقصود، وقد يكون قد بقي لها بعض الحب ولكن ما حدث بينهما حال دون نموه، وأنت لم تبذلي جهدًا لإزاحة هذه البقايا فأسرعت بالهجر والتفكير في طلب الطلاق.
غاليتي، أنت تحبينه فلماذا لا تبذلين بعض الوقت للدفاع عن حبك.. الحب الحقيقي غاليتي هو السكن الذي يحقق سكينة النفس واطمئنانها، إنه الأمان الذي يمثله اللباس للإنسان، إنه المودة وتعني الحب والرغبة في القرب.. الحنان واللطف والرغبة في إسعاد الطرف الآخر.. تعني الاهتمام والرعاية.. وكلما مر الوقت على هذا النوع من الحب ازداد عمقًا وأصبح يمثل جزءًا ومكونًا رئيسيًّا من مكونات الشخصية.
الحب شعور وسلوك، وإذا كنت تحبينه حقًّا فهذا يعني امتلاكك لقوة التسامح.. التغافل.. حتى تمنحي هذا الحب فرصة للنجاح.
دعك من الحب النمطي الموجود في الروايات والأشعار وذلك الذي صورته الدراما والسينما، الحب ليس سهمًا يلقيه كيوبيد فينغرس في القلب بلا مقدمات ولا أسباب.. الحب غاليتي بناء له أساس وأعمدة وكثير من التفاصيل، وكلما بذلت فيه من جهد ازداد جمالاً وتألقًا فلِم لا تجعلينه يشعر بحبك؟
غاليتي، الحب العميق يُبنى بالمواقف وبالكلمات.. يُبنى بالاحتواء والتفهم والاستماع.. يُبنى بالعطاء والاهتمام.. الحب العميق يبنيه الطرفان معًا في علاقة تبادلية جميلة لا تقوم على التجنب والصمت والتجاهل أبدًا، فاحذري.. واحرصي أن تجعلي قنوات التواصل نقية متدفقة لا يعكرها النكد ولا تعكرها السلوكيات غير الناضجة.
عزيزتي، سيبقى خيار الطلاق متاحًا لن تخسريه، أما ما قد تخسريه فعلا فهو رجل يمتلك صفات جميلة وقد أحببته بالفعل.. وأكيد هو الآخر رأى فيك صفات جميلة جعلته ينجذب لك ويسعى للزواج منك، ولا بد أن تثقي بنفسك وبما تمتلكين من جاذبية وأنك كافية، ولا تجعلي ما حدث يزعزع ثقتك بنفسك، ولو أنك تمتلكين ثقة حقيقية في نفسك فهذه الثقة ستصل إليه هو الآخر وسيبدأ عقله الباطن يستشعر ما تشعرينه نحو نفسك.. فإذا كنت على ثقة من أنك جميلة فسوف يراك جميلة، وإن كنت على ثقة أنك تستحقين الاهتمام فسوف يهتم بك.
لا أنكر أن هناك بعض الرجال يظلون يطاردون الوهم وعندما لا تتاح لهم فرصة الارتباط بمن أحبوا (خاصة لو كان الطرف الثاني هو من انسحب) يعانون مشاعر الفقد والحرمان يظل طيف الحبيب يتحدى الواقع مهما كان جماله، وهي حالة غير طبيعية بحاجة للدعم النفسي، وبالتأكيد أنت لست مجبرة على تحمل هذا الوضع.
لكن قبل أن تتخذي قرارًا عليك أن تتيقني أن زوجك بالفعل يعاني من هذا الخلل وليس مجرد رجل يمر بحالة انتقالية سرعان ما سيستقر عندما يلمس قوة وجمال حبك، وهذه هي الغالبية العظمى من الرجال وغالبًا زوجك هكذا؛ فالإنسان الطبيعي السوي يستطيع التكيف مع حياته الجديدة تحت تأثير الإشباع، وهو أمر منطقي حتى يستطيع الإنسان أن يستمر قُدمًا في حياته وعمله وحيث تتحول العلاقة الصحية لحب عميق دافئ ولكنه يتسم بالهدوء النسبي.
فتوكلي على الله واستعيني بالصبر والدعاء، وحاولي محاولة جادة أن تشعريه بحبك، وإن شاء الله تعالى ستوفقين في سعيك.. رزقك الله الخير كله وأسعد قلبك وأصلح بينك وبين زوجك، وتابعيني بأخبارك.