الإستشارة - المستشار : د. رجب أبو مليح محمد
- القسم : أركان الإيمان
- التقييم :
- عدد المشاهدات :
174 - رقم الاستشارة : 3072
26/10/2025
ما المقصود بالمعلوم من الدين بالضرورة؟ وما حكم إنكاره؟
بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم، وبعد:
فالمعلوم من الدين بالضرورة هو كل أمر من أمور الإسلام أصبح من الوضوح والانتشار بمكان، حتى علمه الخاص والعام من المسلمين دون الحاجة إلى بحث أو استدلال، وهو الأحكام والمبادئ الأساسية التي لا يخفى أمرها على مسلم يعيش بين المسلمين، مثل الإيمان بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبيين في مجال العقائد، ومثل الفرائض الأساسية من الصلاة والزكاة والحج، وحرمة الزنا والربا والسرقة وشرب الخمر.
ومن ينكر هذه الأشياء يعد كافرًا أو مرتدًا إن كان في الأصل مسلمًا، ويناقش ويعلم إن كان جاهلاً، فإن أصر على إنكارها كان كافرا.
أعظم أصول الإيمان
جاء في الموسوعة العقدية في موقع الدرر السنية:
يقول ابن تيمية -رحمه الله-: إن الإيمان بوجوب الواجبات الظاهرة المتواترة، وتحريم المحرمات الظاهرة المتواترة: هو من أعظم أصول الإيمان، وقواعد الدين، والجاحد لها كافر بالاتفاق.
وقال أيضًا: الحلال ما حلله الله ورسوله، والحرام ما حرمه الله ورسوله، والدين ما شرعه الله ورسوله؛ وليس لأحد أن يخرج عن شيء مما شرعه الرسول ﷺ، وهو الشرع الذي يجب على ولاة الأمر إلزام الناس به، ويجب على المجاهدين الجهاد عليه، ويجب على كل واحد اتباعه ونصره.
علم عامة
ويقول الشافعي -رحمه الله- مبينًا أن من الأحكام ما هو معلوم عند العامة فضلاً عن الخاصة فلا يسعهم جهله: العلم علمان: علم عامة، لا يسع بالغًا غير مغلوب على عقله جهله... مثل: الصلوات الخمس، وأن لله على الناس صوم شهر رمضان، وحج البيت إذا استطاعوه، وزكاة في أموالهم، وأنه حرم عليهم الزنا والقتل والسرقة والخمر، وما كان في معنى هذا مما كلف العباد أن يعقلوه ويعملوه، ويعطوه من أنفسهم وأموالهم، وأن يكفوا عنه ما حرم عليهم منه، وهذا الصنف كله من العلم موجود نصًّا في كتاب الله، موجود عامًّا عند أهل الإسلام، ينقله عوامهم عمن مضى من عوامهم، يحكونه عن رسول الله ﷺ، ولا يتنازعون في حكايته، ولا وجوبه عليهم، وهذا العلم العام الذي لا يمكن فيه الغلط من الخبر والتأويل، ولا يجوز فيه التنازع.
والله تعالى أعلى وأعلم.